سيطرت الرغبة في الحصول على أكبر قدر من الراحة والاستقرار على خيارات الديكور والتصميم الداخلي في العام الماضي، العام الثاني من حياة جائحة كورونا الذي خرج فيه عديد من الأسئلة الوجودية إلى الواجهة، من نحن؟ وكيف نريد أن نعيش؟ وما هو شكل الحياة والمحيط الذي يناسبنا فعلاً؟، بدلاً من الانجرار وراء الموضة وآراء الآخرين فقط، وساعدت هذه الأسئلة في إلهامنا وتغذية روحنا للتعبير عن رغباتنا وخياراتنا بطرق مختلفة.
ومع دخولنا بوابة عام جديد، الراحة هي المطلب الأول، وكل ما يعكس الإحساس بالدفء والهدوء مطلوب في هذا العام.
درجات اللون الأخضر
من المتوقع أن يحظى اللون الأخضر باهتمام كبير عام 2022، وكانت قد بدأت إحدى درجات اللون الأخضر بالظهور مدموجة باللون الأزرق باعتباره اللون الأكثر شيوعاً في أعمال الديكور الداخلي، وستزدهر مساحات العمل والمعيشة باللون الأخضر في العام المقبل، وكذلك سنرى لمسات الأخضر المرحة مطلية على خزائن المطبخ وجدران غرفة المعيشة.
وصنفت شركات الطلاء العالمية، التدرج الأخضر باعتباره الاتجاه اللوني الأول للعام المقبل، وفُسر هذا التقارب المكثف مع اللون الأخضر كونه يذكر بالجو الخارجي وبحاجتنا المتزايدة إلى الارتباط بالطبيعة.
الخطوط المنحنية
وستستبدل الأشكال الهندسية ذات الزوايا القائمة، الشائعة في السنوات الماضية في الأثاث والأنماط والهندسة المعمارية، بخطوط أكثر نعومة وتموجاً، وسيكون التركيز على اقتناء أثاث يشكل عملاً فنياً بحدّ ذاته.
ولاحظ تقرير لـ"بينترست" (Pinterest) عن الاتجاهات المتوقعة لعام 2022، ارتفاعاً كبيراً في الاهتمام بالبحث عن الجدران المنحنية وأرائك غرف المعيشة خلال العام الماضي، والآن، تظهر الخطوط الناعمة والأقواس والمنحنيات في مجموعات واسعة من الأثاث.
ويفسر متخصصو الديكور اتباع هذا الاتجاه إلى رغبتنا الجماعية في الراحة في الأوقات العصيبة، وهذا ما توفره طبيعة المنحنيات والأشكال المستديرة التي تتميز بالنعومة والهدوء والبعد عن الزوايا الحادة والخطوط المستقيمة.
الألوان المحايدة الدافئة
واعتُبر كل من اللون الأبيض الناصع، ودرجات الرمادي الفولاذي، وغير ذلك من الألوان المحايدة، من الألوان المفضلة على مدى فترة طويلة من الزمن، لما توفره من مظهر نظيف وواضح ومعاصر، لكن التفضيلات بدأت في التحول باتجاه الألوان الأكثر دفئاً، إذ يتوقع المتخصصون أن نشهد عودة لوحات الألوان الدافئة والتوجه إلى ألوان الكريمات والبيج والنيود "nudes"، بالإضافة إلى الظلال الترابية الغنية لونياً، بما في ذلك الرمادي الداكن والـ"camel" (الجمل)، ودرجات الألوان المشتقة من لون الصدأ، مطبقة على الجدران والمفروشات وغيرها من الأثاث لتعزيز جو من الدفء والراحة والجاذبية، كما يُقترح دمج درجات مختلفة من اللون البني أو الرمادي الداكن مع درجات وردية ناعمة لتدفئة الغرفة وإضفاء أجواء سعيدة.
العتيق والجديد
وسيميل الناس بشكل متزايد إلى وضع قطع من الأثاث القديم متجاورة مع تصاميم أكثر حداثة، بدلاً من اقتناء كامل للمفروشات الجديدة، ويزداد الطلب على التحف والديكورات والأثاث العتيق، ليس فقط لكونه صديقاً للبيئة نظراً لإمكانية إعادة استخدام العناصر، بل أيضاً لأنه يوفر ميزة التجاور بين القديم والجديد في فضاء واحد، كما أسهمت فوضى صعوبة التوريد ومشاكل الطلبات المتأخرة التي استمرت أشهراً خلال العام الماضية، بجعل تسوّق القطع العتيقة مرغوباً أكثر من أي وقت مضى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً لتقرير صادر عن "Mercari"، سوق البيع عبر الإنترنت، أنفق الأميركيون أكثر من 17 مليار دولار على الأثاث المستعمل وعناصر أخرى للمنزل، العام الماضي، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم في السنة المقبلة.
التصميم الحيوي "البيوفيلي"
تم تمييز التصميم "البيوفيلي" أيضاً في تقرير "Pinterest Predicts" لعام 2022، وهو ما يسهم بشكل أساسي في جلب الهواء الطلق إلى منازلنا من خلال المواد الطبيعية والألوان والنباتات، وبحسب المتخصصين، تأتي أهمية هذا الاتجاه من كونه مستوحى من الطبيعة المتجذرة في تركيبتنا البشرية الأساسية، والذي وفّر الارتباط بها تاريخياً الطعام والملبس والمأوى للبشر، وخلق روابط في أدمغتنا تشعرنا بالارتياح لا شعورياً بوجود ألوان وخامات وأنماط الطبيعة.
كما أظهرت الدراسات أن وجود نباتات في منزلنا يمكن أن يحسن التركيز ويقلل من مستويات التوتر، عدا عن تحسين جودة الهواء الداخلي.
وهذا الاهتمام بالتركيز على استعادة اتصالنا بالعالم الطبيعي من خلال استخدام مبادئ التصميم "البيوفيلي"، سيقابله تركيز على إنشاء بيئات هادئة توفر إضاءة وتهوية طبيعية، وعملية دمج موسع للنباتات لخلق اتصال بصري مع الطبيعة.
المحلي والمستدام
ما زال مطلب الاستدامة في الديكور والأكسسوارات والأثاث المصنوع بوعي في تزايد، بخاصة مع إدراك مزيد من الناس مدى تأثيرهم وتأثير المنتجات التي يستهلكونها على البيئة والاهتمام المتزايد بمعرفة مصدر هذه المنتجات، فقد أصبح عدد كبير من المستهلكين يبحثون الآن في كيفية صنع أثاثهم، بما في ذلك المواد ونوعية الخشب والمواد اللاصقة والألياف المستخدمة في صنعه، بالإضافة إلى المسافة التي يتطلب قطعها للوصول إلى منازلهم، اعتبارات جديدة أصبحت تشكل قرارات المستهلكين وتقودهم إلى اختيارات مختلفة تماماً، من ضمنها التسوق المحلي والاعتماد على الموردين الإقليميين، كواحدة من طرق تقليل انبعاثات الكربون.