خيبة الأمل في كلمات يورغن كلوب كشفت عن مدى خطورة الهزيمة من ليستر سيتي على تطلعات ليفربول لحصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكانت هذه هي الخسارة الثانية فقط للفريق في سلسلة 29 مباراة بالدوري، ومع ذلك فإن المستوى الحالي لمانشستر سيتي وتاريخه القوي في الحفاظ على القمة، ولَّد شعوراً بأن الأمور قد حُسمت.
وبحلول الوقت الذي سيلعب فيه ليفربول مرة أخرى قد يكونون متأخرين بـ12 نقطة عن آلة بيب غوارديولا، والأسوأ من ذلك، أن خصومهم التاليين هم المنافسون لهم على البطولة.
لا يمكنك الفوز بلقب الدوري في ديسمبر (كانون الأول)، لكن يمكنك بالتأكيد أن تخسره...
وقال كلوب، "نحن وتشيلسي نلعب ضد بعضنا بعضاً لذلك لا يمكننا الحصول على النقاط بشكل واضح، أنا أعلم وآسف لذلك".
"لم تكن خطتنا منح سيتي فرصة للابتعاد في القمة أو أي شيء آخر، لكن إذا لعبنا كما فعلنا هنا، فلن نفكر في اللحاق بسيتي، ليس لديَّ تفسير مناسب للأداء، لكن العثور على هذا التفسير هو شاغلي الرئيس حالياً وليس الفجوة مع مانشستر سيتي".
وكانت طريقة الخسارة في ملعب "كينغ باور" بمثابة لدغة، إذ لم يتعافَ ليفربول أبداً من إهدار ركلة جزاء مبكرة سددها محمد صلاح، وكان الفريق عشوائياً بشكل محير، وكما أشار فيرجيل فان دايك، كان "ضعيفاً في الثلث الأخير".
كلوب الذي اعتاد الحديث عن قدرات فريقه المزدهر في الشدائد، لم يجد أمامه سوى الثناء على جهود ليستر على الرغم من مجهوداته وأزمة الإصابات وما يتعرض له من مشكلات دفاعية هذا الموسم.
وقال كلوب، "لم نكن أنفسنا حقاً، أعتقد أننا بدأنا بشكل جيد، لم تعجبني قوتنا بنسبة 100 في المئة حتى في البداية، لكن في بعض الأحيان تبدأ هكذا، ولكن بعد ذلك فقدنا الإيقاع ولم نستعده مجدداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"في النهاية، ما قلته لكل من كان مسؤولاً عن أداء ليستر، إنه فوز مستحق، القصة جميلة في الواقع، أن من كان يرفض اللعب يومي 26 و28 واعترض على ذلك، خسر أمام فريق لعب يومي 26 و28، إنها قصة مضحكة، أعلم ذلك".
"لذلك أعتقد حقاً أننا لعبنا مباراة غريبة من جانبنا، وهم استحقوا النقاط الثلاث".
ولم تنعش فترة التسعة أيام الفاصلة التي حصل عليها ليفربول كاستراحة بين مباراتيه الأخيرتين، ويبدو أنها أفسدت كل ما لديهم.
ويبدو أن أولئك الذين يتهمون كلوب بالوعظ حول رفاهية اللاعبين من أجل الحصول على ميزة لليفربول، لم يتابعوا الحقائق تماماً، ففريق "ميرسيسايد" حينما يكون متفوقاً في المنافسة ينخفض مستواه بعد أي فترة راحة، سواءً كانت فترة مباريات دولية أو راحة شتوية، أو الراحة بعد الخروج من منافسات الكأس.
وربما غذت هذه المعرفة موقف كلوب بأن المباريات يجب أن تستمر في هذه الفترة حتى مع انتشار فيروس (كوفيد-19)، إذ لم يطلب ليفربول أبداً أي تأجيل حتى عندما تم ظهرت نتيجة اثنين من العمود الفقري للفريق إيجابية، هما فان دايك وفابينيو، ثم تياغو ألكانتارا بعد ذلك بوقت قصير.
وتمحور جزء من تفكيره حول عدم الرغبة في الضغط على اللعب باللحاق بركب السيتي بسبب المباريات المجدولة، بالإضافة إلى تعظيم حضور صلاح وساديو ماني قبل اشتراكهما في بطولة كأس الأمم الأفريقية.
وتتعارض النظرية والتطبيق مع وصول ليفربول إلى المكان الذي لم يرغبوا فيه بجدية، والآن عليهم مد أعناقهم لإبقاء سيتي في الأفق.
لقد وضع رجال غوارديولا معيار المنافسة محلياً، فأنت بحاجة إلى أكثر من 90 نقطة للتنافس معهم، وأن تراكم الأخطاء -مهما كانت طفيفة- قاتل في مشوار المنافسة على اللقب.
وتعثر ليفربول في التعادل 2-2 مع توتنهام والهزيمة خارج أرضه أمام ليستر هما من تلك المفترقات التي تعود إليها عند تحليل الخطأ الذي حدث.
لكن قبل ذلك، فقد خسروا نقطتين أمام برايتون على ملعب "أنفيلد" وخسروا أمام وست هام في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) وبداية نوفمبر (تشرين الثاني).
يجب أن يكون ليفربول قريباً من الكمال للعمل في مجال السيتي، وقد ظهر أن "الريدز" كان بعيداً جداً عن ذلك ليلة الثلاثاء.
واعترف كلوب، "لو فزنا بالمباراة 2-1، وكان ذلك ممكناً جداً، لما أحببت المباراة على أي حال، يمكنك أن تقول هذه الأشياء مثل أن تلك المباريات السيئة مهمة للغاية، وهذا كله صحيح، لكني لم يعجبني كثيراً كرة القدم التي لعبناها لأكون صادقاً".
"هذا ليس رائعاً، هذه ليست الطريقة التي نفعل بها الأشياء، لذلك علينا أن نفعل ما هو أفضل ولدينا بضعة أيام للتحدث عن ذلك، وللتفكير في الأمر والتحسين والعودة مرة أخرى".
وتكمن مشكلة ليفربول في أنه بحلول ذلك الوقت، قد يكون السيتي جالساً على مسافة بعيدة، بعيداً عن الضغط، وآمناً بمعرفة قدرته على تحويل التقدم إلى نتيجة مفروضة.
© The Independent