لجأت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إلى مشروع تبني مواطنين فلسطينيين مدارسها، بهدف "توفير بيئة تعليمية نموذجية وعصرية وصحية ملائمة، والابتعاد من التمويل الأجنبي المشروط".
ويهدف برنامج "تبني المدارس" الذي أطلقته الوزارة إلى إشراك المجتمع المحلي الفلسطيني في ترميم المدارس وصيانتها، وتمكينها تكنولوجياً عبر توفير أجهزة الحاسوب ووصلها بشبكة الإنترنت.
ودفعت الأزمة المالية للحكومة الفلسطينية وتصاعد الدعوات الأوروبية لتغيير المناهج الفلسطينية مع وباء كورونا إلى إطلاق "برنامج التبني" لسد الفجوة بين حاجات المداس الفلسطينية وواقعها "الصادم"، بحسب وزير التربية والتعليم الفلسطيني مروان عورتاني.
وخلال الشهرين الماضيين أجرت وزارة التربية والتعليم مسحاً شاملاً لمدارسها كافة لمعرفة قائمة حاجاتها التعليمية الصحية والرياضية.
إعادة ترميم
وتحتاج مئات المدارس في فلسطين إلى الترميم والتوسعة والتطوير وتوفير المختبرات العلمية والتكنولوجية، كما تتطلب زيادة عدد الطلاب إلى بناء 40 مدرسة جديدة سنوياً. وينص برنامج التبني على تولي شخص أو شركة أو مؤسسة رعاية مدرسة محددة وتوفير حاجاتها لمدة خمس سنوات يمكن تمديدها.
ومنذ إطلاق المشروع قبل شهرين تبنى فلسطينيون نحو 1000 مدرسة في الضفة الغربية من أصل 1800، حيث تصل كلفة ترميها وتطويرها إلى نحو 135 مليون دولار. ووصلت كلف تبني 1000 مدرسة 70 مليون دولار، إضافة إلى 34 مليون لبناء مدارس جديدة وتوسيع القائمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخصصت وزارة التربية والتعليم موقعاً على شبكة الإنترنت تستعرض فيه تفاصيل حاجات كل مدرسة، من أعمال ترميم وتوسيع وتوفير أجهزة إلكترونية. ويقوم برنامج التبني على اللامركزية والتنفيذ المباشر للمتبني على مدرسته، لكن وفق معايير محددة تشرف عليها وزارة التربية والتعليم.
إقبال
ويتميز البرنامج عن التبرع العادي باستدامته، وحظي بإقبال كبير وصل حد التسابق بين الفلسطينيين على تبني المدارس، ففي مدينة طولكرم تبنى أحد أبناء المدينة المقيمين في الخارج 10 مدارس، وأراد تبني مدرسة في قرية زيتا المجاورة لكن أهالي القرية سارعوا إلى تبنيها.
وحول المداس الفلسطينية داخل القدس أوضح وزير التربية والتعليم الفلسطيني أن "إسرائيل تفرض قيوداً مشددة على ترميم المداس وإقامة أخرى جديدة"، مضيفاً أن إسرائيل توفر مدارس ممتازة للغاية لإغراء أهالي القدس للالتحاق بها بهدف أسرلة التعليم".
وفي قطاع غزة سيبدأ تنفيذ برنامج التبني مطلع العام المقبل، إذ تقدر حاجات مدارسها بنحو 50 مليون دولار بحسب عوتاني، الذي أشار إلى أن المدارس في القطاع تعرضت لدمار جزئي أو كامل بسبب الحروب الإسرائيلية، "والمجتمع الفلسطيني مقتدر مالياً، فخلال شهرين تبنى فلسطينيون مدارس بقيمة أكثر من 100 مليون دولار"، مضيفاً أنه يُعول على "العدوى الإيجابية بين الفلسطينيين لاستكمال برنامج التبني".
وتحتاج 340 مدرسة فلسطينية إلى توسعة، و597 إلى تأهيل شامل، في حين يتطلب توفير صيانة دورية للمدارس كافة بقيمة تصل إلى 5 آلف دولار سنوياً بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.
وفي حين تفضل الوزارة التنفيذ المباشر لأعمال التطوير والترميم للمدارس ضمن برنامج التبني، إلا أنها وفرت حسابات مصرفية لكل مدرسة، على أن يتم مراقبة الصرف من شركات دولية متخصصة.