وجد باحثون أن مئات ملايين الناس ربما يُتركون من دون مياه نتيجة للانهيار المناخي الذي يتسبَّب في تقلّص الأنهار الجليديّة الشاسعة في آسيا.
عندما تشحّ الأمطار، تهبّ الأنهار الجليدية في المناطق الجبلية العالية في هضبة همالايا، إلى نجدة المناطق المعرّضة للجفاف كل صيف، فتغذيها بـ36 كيلومتراً مكعباً من المياه، ما يعادل 14 مليون حوض سباحة أولمبي.
استمرت الخسارة الجليدية في المنطقة عقوداً عدّة. ومع ارتفاع المعدل بين عامي 2000 و2016، تقلّصت الأنهار الجليدية بحوالى 1.6 ضعفاً بالمقارنة مع الفترة بين عامي 1951 و2007.
"تشير توقّعات عدّة بشأن المناخ إلى أن ذوبان الأنهار الجليدية سيستمر في التسارع"، وفق تصريح إلى "الاندبندنت" أدلى به الباحث الرئيس في الدراسة الدكتور هاميش بريتشارد، وهو عالم الجليد في "هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي".
مستنداً إلى توقعات اسقاطيّة بشأن المناخ، يعتقد بريتشارد أن ذوبان الأنهار الجليدية سيبدأ في التباطؤ نحو عام 2050.
وأضاف، "عندما تطاولنا وطأة الجفاف، سنواجه فشلاً في المحاصيل وستنفق الماشية. سيتسبب ذلك في هجرة السكان، وإذا عجزوا عن ذلك، سنشهد نزاعات لأنهم سيتقاتلون مع جيرانهم للحصول على الغذاء".
ستزعزع هذه الأزمة الأمن المائي في مناطق مثل "وادي الإندوس" الخصب في الهند، الذي قطنته الحضارات الإنسانية منذ آلاف السنين ويغذي حاضراً حوالى 237 مليون شخص.
تؤدي الزيادة في ذوبان الأنهار الجليدية أيضاً إلى تخمة في المياه، من ثم تضخمٍ في استهلاك هذه المادة الأساسية للحياة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتستند اقتصادات الهيدروجين، مثل الزراعة ومحطات الطاقة الكهرومائية، إلى ديمومة المياه، ما يعني إنّ الشحّ في الأخيرة سيؤدي إلى "صدمة إضافيّة إلى تلك الاقتصادات".
إنّ السكان في منطقة آسيا الجبلية العالية معرضون بشكل خاص، إلى نقص المياه، بل إنّ الجفاف في القرن الماضي تسبَّب في وفاة أكثر من 6 ملايين شخص.
وقال الدكتور بريتشارد إن التغييرات في ذوبان الأنهار الجليدية "يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة بشكل كبير". سيواجه 800 مليون شخص الخطر جراء الجفاف.
استخدمت الدراسة، التي نشرت في مجلة "نايتشر"، مجموعات بيانات المناخ والنمذجة الحاسوبيّة للمعطيات المائية، في احتساب حجم المياه الجليدية التي تدخل أحواض الأنهار الرئيسة في المنطقة وتغادرها.
تشمل المنطقة الجبلية العالية في آسيا، والمعروفة باسم القطب الجليدي الثالث، جبال الهيمالايا وكاراكورام وبامير وهندوكوش وتيان شان وكونلون شان وألاي. وتضمّ ما يصل إلى 95000 نهر جليدي تغطي معظم الاحتياجات المحلية والصناعية السنوية لكل من باكستان وأفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزستان.
© The Independent