مع انطلاق أعمال القمتين، الخليجية والعربية، التي دعا إليهما العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، في مكة، يبدو أن حلفاء إيران في المنطقة الحاضرين في القمة لم تعد أمامهم "منطقة رمادية" تجاه أعمال البلد الذي يثير القلاقل في المنطقة. هذا ما أكده محللون سياسيون لـ"اندبندنت عربية".
ومن أبرز تلك الدولة الحليفة لطهران التي يحضر ممثلوها دولتا لبنان والعراق، هذا بحسب الأكاديمي السعودي والمحاضر الجامعي الدكتور خالد باطرفي الذي يقول "رهان هذه القمة يأتي بالخروج بموقف موحد تجاه ما تقوم به إيران من أعمال إرهابية وتخريبية بالمنطقة".
باطرفي الذي يعمل أستاذا جامعياً في جامعة الفيصل، يشيد بالموقف السعودي الذي يأتي في وقت لا تحتمل فيه المنطقة مزيداً من الوضع السيء الذي تعيشه كما يقول. لذلك دعت الرياض إلى ضرورة إقامة ثلاث قمم في وقت قصير من أجل الوقوف أمام التحديات التي تمر بها المنطقة.
لكن هل غياب الرئيس التركي طيب رجب أردوغان عن حضور القمم سيشكل أهمية قال باطرفي "لا أعتقد فتركيا غيّبت نفسها عن المواقف العربية والخليجية تجاه طهران في وقت سابق، فهي بمواقفها الغريبة وتعاطفها مع إيران إضافة إلى تدخلها في الأزمة الخليجية والشأن العربي لم يعد الرهان عليها كبيرا كما كان من قبل".
وبدا الأكاديمي السعودي متفائلاً تجاه الملف القطري من خلال القمة الخليجية بعد أن حضر وفد رفيع المستوى من الجانب القطري ترأسه رئيس وزراء دولة قطر عبد الله بن ناصر آل خليفة وهذا أمر يدل على اهتمامهم وجديتهم تجاه حل للخلاف الخليجي، بحسب باطرفي.
ولم يستبعد الأكاديمي الدكتور صدقة فاضل، عضو مجلس الشورى السابق واستاذ العلوم السياسية وجود تحديات كبرى تواجه قمم مكة، لكنه أكد أن الحضور الدبلوماسي الكبير يشير إلى أن هناك موقفاً موحداً تجاه أبرز القضايا التي تمر بها المنطقة، أهمها استهداف السعودية بصواريخ إيرانية الصنع".
أخر هذه الاعتداءات كان قبل انعقاد القمة بأسبوعين. ولم تكن هذه الحادثة وليدة اللحظة بحسب الأكاديمي السعودي، فإيران كما يقول، "بدأت في توسعها واستهدافها للمنطقة منذ العام 1979 وهي من أطلقت على توسعها شعار "الهلال الشيعي"، لكن هذه القمم نراهن عليها كثيراً في الحد من تجاوزات إيران".
وانطلقت القمة الخليجية الطارئة في مكة في قصر الصفا بكلمة افتتاحية للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، قال فيها "إن ما تقوم به إيران من تدخلات في المنطقة يعد تحدياً لمبادئ إرساء السلم، مؤكداً أن إيران ترعى الأنشطة الإرهابية في المنطقة وتهدد الملاحة البحرية".
وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز قد دعا إلى قمة خليجية وأخرى عربية بعد عمليات تخريب ضد أربع سفن تجارية قبالة سواحل الإمارات واستهداف محطتين نفطيتين في السعودية بطائرات مسيرة. وبينما توجهت اتهامات ضد إيران من دول غربية وعربية بالضلوع في هذه الأحداث لكن طهران تنفي هذه الاتهامات ودعت مؤخرا إلى إبرام "اتفافية عدم اعتداء" مع الدول المجاورة.