تبدأ محادثات بين دبلوماسيين أميركيين وروس في جنيف، الاثنين، 10 يناير (كانون الثاني)، بعد مواجهة استمرت أسابيع بشأن نشر روسيا قوات قرب حدودها مع أوكرانيا، وستلتقي ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
وسيعقب هذه المحادثات اجتماع، الأربعاء، بين روسيا وأعضاء الحلف الأطلسي الثلاثين هو الأول من نوعه منذ يوليو (تموز) 2019.
ونقلت روسيا ما يقرب من 100 ألف جندي بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، لكنها تقول إنها لا تستعد لأي غزو، إلا أنها تريد أن يتراجع الغرب عن دعمه للحكومة الأوكرانية ووقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، ورفضت واشنطن بالفعل بعض مطالب موسكو باعتبارها غير قابلة للتطبيق، ما يجعل التقدم السريع الذي تريده روسيا في الاجتماعات أمراً غير مرجح.
وما زاد من التوترات، إرسال روسيا قوات لإخماد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في كازاخستان المجاورة، الأسبوع الماضي، ما أثار قلق واشنطن.
خطر روسي "فعلي" لغزو أوكرانيا
في هذا الوقت، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ عن قلقه من خطر "فعلي" لأن تغزو روسيا جارتها أوكرانيا، داعياً أعضاء الحلف إلى وضع مقاربة منسقة قبل المحادثات المقررة مع موسكو، وقال في ختام اجتماع عبر الفيديو مع وزراء خارجية الحلف، إن "خطر اندلاع نزاع جديد، فعلي. تحركات روسيا العدوانية تقوض بشكل خطير النظام الأمني في أوروبا"، وأضاف أن "التعزيزات العسكرية لروسيا لم تتوقف ومتواصلة تدريجاً مع مزيد من القوات".
وتابع ستولتنبرغ، "سيجري الناتو حواراً مع روسيا بحسن نية، لكن يجب أيضاً أن نكون مستعدين لاحتمال فشل الدبلوماسية"، مضيفاً، "شدد الوزراء على أن أي عدوان آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وسيكبد روسيا ثمناً باهظاً".
ويعتزم الغرب فرض عقوبات مالية صارمة على موسكو إذا شنت غزواً، لكن حلف الأطلسي ليس مستعداً للتدخل عسكرياً لحماية أوكرانيا.
وفاجأ الكرملين الولايات المتحدة وحلفاءها بنشر مقترح معاهدتين أواخر العام الماضي تدعوان حلف الأطلسي إلى استبعاد فكرة منح العضوية لأوكرانيا وخفض حضوره على الحدود الروسية، ورفض الغرب ما وصفه بمحاولة موسكو إملاء مستقبل شركائه المستقلين.
رسالة واضحة
وقال الأمين العام للحلف في هذا الصدد، "وجه جميع حلفائنا رسالة واضحة للغاية مفادها بأننا لن نتنازل عن المبادئ الأساسية، بما في ذلك حق كل دولة في تحديد مسارها الخاص"، لكن دبلوماسيين لفتوا إلى وجود خلافات مهمة بين أعضاء الحلف الأوروبيين بشأن النهج الذي يجب أن يتبعه الحلف في المحادثات مع روسيا الأسبوع المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشدد بعض الأعضاء على وجوب التركيز على إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإبعاد قوات بلاده عن حدود أوكرانيا وأن مقترحات موسكو يجب أن تُرفض تماماً، في حين يرى آخرون أن الاجتماع يمكن أن يساعد في بدء عملية تفاوض، وهناك قضايا قابلة للنقاش.
وضغط الحلفاء الأوروبيون المتوترون على الولايات المتحدة لتوضيح نواياها بشأن محادثات جنيف، وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على أن "أوروبا يجب أن تشارك".
الحل الدبلوماسي "لا يزال ممكناً"
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي في واشنطن، أن التوصل إلى "حل دبلوماسي" مع روسيا "لا يزال ممكناً" في حال ارتضت موسكو الحوار لاحتواء الأزمة في شأن أوكرانيا، وقال بلينكن، "نحن مستعدون للرد بقوة على اعتداء روسي جديد. لكن حلاً دبلوماسياً لا يزال ممكناً ومفضلاً إذا اختارت روسيا هذا المسار"، وأضاف أن "روسيا تطلب الآن أن توقع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي معاهدات لسحب قوات الناتو المتمركزة على أراضي الحلفاء في وسط وشرق أوروبا ولمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، وتريد إشراكنا في نقاش حول الناتو بدلاً من التركيز على الموضوع الساخن وهو عدوانها على أوكرانيا".
وتابع بلينكن، "أظن أن ذلك حتماً جزء من استراتيجيتهم لتقديم لائحة بالمطالب غير المقبولة تماماً، ثم التظاهر بأن الجانب الآخر لا يحذو حذوهم واستخدام ذلك مبرراً للعدوان"، وقال أيضاً، "لكن الحقيقة هي أن روسيا تعلم جيداً ما الذي لا نقبل به. وهناك أيضاً ملفات ومواضيع يمكننا إجراء حوار في شأنها".