أكد رئيس كازاخستان الاثنين أن أعمال الشغب التي هزت بلاده كانت "محاولة انقلاب" نفذها "مقاتلون مسلحون" مشدداً على أن قواته لن تطلق النار "ابداً" على متظاهرين سلميين.
وأوضح قاسم جومارت توكاييف خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة دول حليفة أخرى "تحرك مجموعات مقاتلين كانت تنتظر اللحظة المناسبة لها. ظهر هدفها الرئيسي بوضوح (..) كانت محاولة انقلاب".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال من جهته الاثنين، إن الاضطرابات في كازاخستان تم استغلالها من قبل قوى داخلية وخارجية، وإن التحالف العسكري لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا لن يسمح لأي قوى أخرى بزعزعة استقرار الدول الأعضاء. وأضاف بوتين أن نشر قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي منعت الجماعات المسلحة من تقويض أساس السلطة في كازاخستان، وأنه سيتم سحبهم بمجرد إتمام مهمتهم.
وقال بوتين إن هذه الأحداث ليست الأولى من نوعها ولن تكون المحاولة الأخيرة للتدخل في شؤون المنطقة، وإن منظمة معاهدة الأمن الجماعي لن تسمح بحدوث "ثورات ملونة"، في إشارة إلى العديد من الثورات في دول الاتحاد السوفياتي السابق على مدى العقدين الماضيين.
ووفق آخر حصيلة للاضطرابات، أوقف نحو ثمانية آلاف شخص في اعقاب اضطرابات استمرت أسبوعاً وقمعت بقوة في كازاخستان وأسفرت عن عشرات القتلى على ما أعلنت الحكومة الاثنين.
واوضحت الوزارة في بيان نُشر على موقعها الالكتروني "في ال عاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي بلغ عدد الموقوفين لدى أجهزة وزارة الداخلية، 7989 شخصا". وعاد الإنترنت الإثنين إلى ألماتي كبرى مدن كازاخستان بعد انقطاع دام 5 أيام وتزامن مع مواجهات دامية خلفت حوالي 164 قتيلاً، وفق ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وبات تصفح المواقع الإلكترونية المحلية والأجنبية من جديد متاحاً في العاصمة الاقتصادية البالغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة، يوم الاثنين الذي أعلِن يوماً للحداد في أعقاب الاضطرابات.
وسُجل مقتل 103 من أصل الـ 164 قتيلاً في الاضطرابات التي شهدتها كازاخستان هذا الأسبوع، في ألماتي كبرى مدن البلاد، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام الأحد 9 يناير (كانون الثاني) نقلاً عن وزارة الصحة.
وكان المسؤولون أعلنوا في حصيلة سابقة مقتل 26 متظاهراً و16 من عناصر الأمن في التظاهرات التي اندلعت احتجاجاً على رفع أسعار الغاز وتصاعدت بوقوع اشتباكات مع قوات الأمن.
وأقال رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، الأحد، اثنين آخَرَين من كبار مسؤولي الأمن، وفق ما نقلته وكالة "رويترز". والمسؤولان اللذان أقالهما كانا نائبين لرئيس الاستخبارات السابق، كريم ماسيموف، الذي اعتُقل الأسبوع الماضي للاشتباه في ارتكابه خيانة.
وقال مكتب الرئاسة في كازاخستان، إن عدداً من "المنشآت الاستراتيجية" في البلاد يخضع لحراسة تحالف عسكري تقوده روسيا دُعي لاستعادة النظام وسط أكثر أعمال العنف دموية منذ الاستقلال قبل 30 عاماً.
من جانبه، قال الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين وزعماء آخرين لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي سيعقدون مؤتمراً عبر رابط فيديو، اليوم الاثنين، لبحث الوضع في كازاخستان.
وقُتل العشرات، واعتُقل الآلاف، وشهدت مبانٍ حكومية في أنحاء كازاخستان أعمال حرق على مدى الأسبوع الماضي، ما دفع الرئيس إلى إصدار الأوامر للقوات بإطلاق النار للقضاء على الاضطرابات التي قال "إن مسؤوليتها تقع على من وصفهم بقُطّاع طرق وإرهابيين".
ويأتي نشر قوات بقيادة روسية من دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي بدعوة من توكاييف في وقت تشهد فيه العلاقات بين الشرق والغرب مزيداً من التوتر، فيما تستعد موسكو وواشنطن لمحادثات حول الأزمة الأوكرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مكتب الرئاسة في بيان تناول تفاصيل اجتماع للاطلاع على الوضع الأمني برئاسة توكاييف، "تم نقل عدد من المنشآت الاستراتيجية تحت حماية القوات المتحدة لحفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي". ولم يحدد البيان تلك المنشآت.
وقالت الحكومة "إن السلطات ألقت القبض على 5800 شخص لصلتهم بالاضطرابات، بينهم عدد كبير من الرعايا الأجانب". وأضافت "أن الوضع استقر في جميع المناطق".
وبدأت التظاهرات في كازاخستان اعتراضاً على زيادة أسعار الوقود ثم تصاعدت لتتحول إلى حركة احتجاج واسعة ضد حكومة توكاييف والرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، الذي خلفه في حكم الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالموارد والواقعة في آسيا الوسطى.
وكان نزارباييف (81 سنة) الرئيس الأطول بقاء في الحكم في أي من الجمهوريات السوفياتية السابقة إلى أن ترك منصبه لتوكاييف في عام 2019. ويعتقد كثيرون أن أسرة نزارباييف تحتفظ بنفوذها في العاصمة نور سلطان التي تحمل اسمه.
وأقال توكاييف، الأربعاء الماضي، نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن في البلاد، وهو الدور الذي ظل يمارس من خلاله نفوذاً كبيراً. وأعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال كريم ماسيموف، الذي عزله الرئيس توكاييف من منصب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي للاشتباه في حدوث خيانة.