حذر تقرير برلماني من أن "التفاؤل الأعمى" الذي تبديه الحكومة بخططها لمستقبل مزارع إنجلترا قد يسفر عن إرغام العديد من المزارعين الصغار والمستأجرين على التوقف عن العمل.
في أعقاب بريكست، من المنتظر أن يشهد المزارعون في إنجلترا خفض المدفوعات المباشرة – بما يعادل 1.8 مليار جنيه استرليني (2.45 مليار دولار) في 2019/2020 بموجب السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي – بما يزيد على النصف بحلول 2024/2025، ثم زوالها بالكامل عام 2027 مع تحول الحكومة إلى نظام جديد يهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتحسين الإشراف على الريف.
لكن تقريراً أعدته لجنة في مجلس العموم أفاد بأن وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية بقيادة الوزير جورج يوستيس لم تفعل بعد ما يكفي لاكتساب ثقة المزارعين في قدرتها على تنفيذ البرنامج بنجاح.
وأضاف أن الحكومة أفرطت في التفاؤل في شأن احتمال زيادة إنتاجية المزارع الإنجليزية.
ومن المرجح أن تكون نتيجة تشجيع المزارعين على إخلاء الأراضي لأغراض بيئية – مثل الغابات – أن ينتهي المطاف بإنجلترا إلى استيراد مزيد من أغذيتها، وذلك في الأغلب من بلدان ذات معايير بيئية أسوأ مقارنة ببريطانيا، وفق التقرير الصادر عن لجنة البيئة والأغذية والشؤون الريفية المشتركة بين الأحزاب.
وهذا لن يؤدي إلى دفع الأسعار إلى الارتفاع في المتاجر فحسب، بل كذلك إلى جعل بريطانيا أكثر اعتماداً على الأغذية الواردة من الخارج.
ومع تحقيق المزرعة المتوسطة أرباحاً صافية قدرها 22 ألفاً و800 جنيه فقط في السنة من دون إعانات، أفادت اللجنة بأنها تخشى أن يضطر العديد من المزارعين الصغار والمستأجرين الذين يعملون وفق هوامش ضئيلة للغاية إلى التوقف عن العمل.
وكان من المرجح أن يعني هذا زيادة في متوسط حجم المزارع، مع ما يترتب على ذلك من خسارة في المنافع البيئية.
وتخطط وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية لمضاهاة إجمالي إعانات الدعم البالغة 2،4 مليار جنيه استرليني المقدمة سنوياً من السياسة الزراعية المشتركة إلى المزارعين في إنجلترا، في حين تقلص في شكل مطرد النسبة التي تذهب إلى المدفوعات المباشرة، استناداً إلى حجم الأراضي المزروعة.
وفي إطار مبادرة الزراعة المستدامة وبرنامج إدارة الأراضي البيئية، ستُربَط حصة متزايدة من النقود بتحسين البيئة، وحماية الريف، وتعزيز إنتاجية قطاع الزراعة، وتعزيز صحة الحيوانات ورفاهها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن التقرير وجد أن هذا البرنامج "يعاني من العديد من المسائل نفسها التي قوضت البرامج الحكومية الطموحة في السنوات الأخيرة".
وقال أعضاء البرلمان إن نقص المعلومات من وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية جعل المزارعين غير قادرين على التخطيط وكان يسبب القلق، وتفاقم ذلك بسبب انعدام الثقة التاريخي الناجم عن إخفاقات الماضي في إدارة المدفوعات المخصصة للمزارع.
وقال رئيس اللجنة السير جيفري كليفتون–براون، النائب المحافظ عن كوتسوالدز: "عرفنا أننا نحل محل السياسة الزراعية المشتركة سياسة أخرى منذ عام 2016، ولا نزال لا نرى خططاً أو أهدافاً أو اتصالات واضحة أولئك الذين يواجهون المخاطر الأكبر – المزارعين – في هذا الإصلاح الجذري البالغة قيمته عدة مليارات من الجنيهات لطريقة استخدام الأراضي، وفي شكل أكثر أهمية، لطريقة إنتاج الأغذية في هذا البلد.
وقال السير جيفري إن المزارعين "محجوبة عنهم المعلومات"، فإخفاقات التخطيط للأعمال من قبل وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية قوضت اليقين الذي يحتاجون إليه.
وحذّر قائلاً: "تُعَد المملكة المتحدة أيضاً مستوردة صافية كبيرة للأغذية وسمعنا في أدلة أن الطموح الغامض لبرنامج إدارة الأراضي البيئية إلى "تعزيز قيمة الموقع الطبيعي للمجتمع" قد يعني في واقع الأمر مزيداً من الارتفاع للاستيراد. ولا بد من أن تكون أزمة أسعار الطاقة الأخيرة بمثابة تحذير مفيد من المخاطر المحتملة التي قد تهدد توافر الأغذية ومعقولية أسعارها إذا أصبحت المملكة المتحدة أكثر اعتماداً على الواردات الغذائية".
وقال وزير البيئة في حكومة الظل العمالية جيم ماكماهون إن الحكومة "تقصر كثيراً" في دعم المزارعين، "بفضل الاتفاقات التجارية التي تقوض أعمالنا في المناطق الريفية، ما يجعلها مكشوفة وتشعر عن حق بالخذلان".
وقال ماكماهون: "هذا الأسبوع فقط، حاول وزير البيئة التهرب من المسؤولية عن ضمان حصول المزارعين على صفقة منصفة مع كبار تجار التجزئة، على رغم ارتفاع أسعار الأغذية والإنتاج. لكي تزدهر بلاد ما يتعين علينا أن نرى مزيداً من الأغذية تُزرَع في الداخل وبمعيار مرتفع ومن خلال عمليات مستدامة – لكن الحكومة لا تنصت".
لكن السيد يوستيس قال إن وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية لا تتفق مع العديد من نقاط التقرير، التي قال إنها فشلت في أخذ تطورات أخيرة في الاعتبار.
وقال وزير البيئة: "لقد تحسنت مداخيل المزارع في شكل كبير منذ صوتت المملكة المتحدة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي عام 2016 ولن يكون هناك أبداً وقت أفضل من هذا الوقت لتحسين الطريقة التي نكافئ بها المزارعين.
"وفي ديسمبر (كانون الأول)، حددت تفاصيل شاملة للحافز الزراعي المستدام، بما في ذلك وتيرة المدفوعات، كما نشرنا تحليلاً متعمقاً للأمن الغذائي والناتج الزراعي في المملكة المتحدة.
"والأسبوع الماضي تبادلنا مزيداً من التفاصيل في برنامجَي استعادة الطبيعة المحلية وتعافي المواقع الطبيعية، وأعلنا عن زيادة كبيرة في وتيرة المدفوعات للمزارعين المشاركين في البرامج القائمة الخاصة بالبيئة الزراعية".
© The Independent