أظهرت نتائج استطلاع أُجري حديثاً إنّ خمسة بالمائة من البالغين البريطانيين لا يصدقون أن النازيين قتلوا ملايين اليهود بطريقةٍ ممنهجة. وسبب الرقم صدمة للناجين من تلك المحرقة ومؤيدي معاداة العنصرية ووصفوا ذلك المستوى من الإنكار بأنّه "مُقلق للغاية".
ووفقاً لبحثٍ نُشر تزامناً مع اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست، يرى 8% من الجمهور البريطاني أن عدد الضحايا الذي نجم عن تلك الإبادة مبالغٌ فيه.
وأشارت أوليفيا ماركس وولدمان الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "صندوق ذكرى محرقة الهولوكوست" التي أجرت الاستطلاع، إلى "إن هذا القدر من الجهل والإنكار المنتشران على نطاق واسعٍ، هو صادمٌ للغاية".
وقتل 6 ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية على يد النظام النازي الألماني كجزءٍ من حملة الإبادة التي أطلقها أدولف هتلر.
وكشف الاستطلاع عن إنّ ثلثي البريطانيين تقريباً لا يملكون فكرة حول العدد الحقيقي للضحايا أو أن العدد الذي يعلمونه أقل من العدد الفعلي بكثير. ووجد أن 45% مّمن شاركوا الاستطلاع يجهلون عدد الضحايا تماماً، فيما عبّر1 من كلّ 5 أشخاص عن قناعتهم بأن عدد ضحايا الهولوكوست أقل من 2 مليون يهودي.
ووصف ستيفن فرانك وهو أحد اليهود الناجين من محرقة الهولوكوست نتائج الدراسة بأنها "مقلقة". وعاش فرانك في هولندا وأُجبر على الذهاب إلى أحد معسكرات الاعتقال وهو في سن السابعة، بعد اجتياح الجيوش النازية هولندا.
وأضاف، " أخشى أن يكرّر التاريخ نفسه إذا تجاهلنا ما حدث في الماضي ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعمل السيد فرانك الذي قُتل والده بالغاز في "معسكر أوشفيتز بيركينو" للاعتقال، على زيارة المدارس ليروي للطلاب ما عاشه خلال تلك الفترة، وقد واجه أثناء ذلك عديداً من الأشخاص الذين ينكرون حدوث المحرقة النازية لليهود.
ويضيف، "أدركتُ من خبرتي إنّ الناس لا يعلمون ما حصل خلال فترة الهولوكوست، لذا أشعر بأنني مُلزم على مشاركة قصّتي مع الآخرين... الحقيقة هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة الإنكار والمعاداة للسامية".
ووفقاً لمؤسسة "صندوق ذكرى محرقة الهولوكوست" الخيرية التي أنشئت في بريطانيا لتعزيز تذكر محرقة الهولوكوست، شمل الاستطلاع 2006 شخصاً، وبيّن إنّ 73% من البريطانيين يَرون إنّه من الضروري بذل مزيد من الجهد لتثقيف الناس حول محرقة الهولوكوست.
وفق كلمات السيدة وولدمان، " لقد عرّضت محرقة الهولوكوست الحضارة الإنسانية للخطر، كما أن تبعاتها تؤثّر علينا جميعاً... من دون فهمٍ أساسي لما حصل في التاريخ المعاصر، لن نتمكّن من فهم مقدار الخطر الذي يمكن أن ينجم عن معاداة الآخرين وعدم احترام ثقافة الاختلاف... ومع ارتفاع نسبة جرائم الكراهية التي يجري الإبلاغ عنها في بريطانيا، والصراعات الدولية المستمرة التي قدّ تتسبّب في حدوث إبادة جماعية أخرى، فإننا سنصبح ضعفاء ومستهدفين.ولا يجب التهاون أبداً حيال ذلك الأمر".
وتسجّل بريطانيا شهرياً أكثر من 100 حادثة سببها معاداة السامية. وفي العام الماضي حذّرت "مؤسّسة اتحاد الأمن المجتمعي" التي ترصد جرائم الكراهية المعادية للسامية، بأن المتعصّبين أصبحوا أكثر ثقة في التعبير عن آرائهم.
ودّق "الكونغرس اليهودي الأوروبي" ناقوس الخطر بشأن تجدّد المعاداة للسامية، وكذلك حثّ القادة السياسيّين على "التحضّر للمعركة القادمة ضد التطرّف، التي ستواجه أوروبا مرة أخرى".
وأورد جو ملهال، وهو كبير الباحثين في منظمة "الأمل لا الكراهية" المناهضة للعنصرية، إنّه "مع مرور الوقت، أخذ عدد الناجين من محرقة الهولوكوست ممن شهدوا تلك الفترة المريعة، يقلّ شيئاً فشيئاً. لذا من الضروري جداً أن نحافظ على ذكرى محرقة الهولوكوست، خصوصاً بين الأجيال الأصغر سنًّا".
© The Independent