بعد نحو خمسين عملاً سورياً، دخل الفنان معتصم النهار ماراثون دراما رمضان هذا العام بمسلسله "خمسة ونص"، وحقق العمل نجاحاً فنياً، إذ جسّد معتصم شخصية (جاد)، التي حظيت بمتابعة الجمهور، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المشاهدة، وهو ما انعكس على المسلسل عموماً. "اندبندنت عربية" التقت الفنان السوري ليتحدث عن دوره في المسلسل، ويكشف كواليس الشخصية، وكيف أتقن لغة الصمت في العمل، كما تحدث عن أعماله السورية واللبنانية، ومشروعاته الفنية المستقبلية، وسر غيابه السينمائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جاد والانفعالات الداخلية
في البداية تحدّث معتصم عن دور "جاد" في مسلسل "خمسة ونص" وترشيحه له والصعوبات التي واجهته قائلاً "الدور كان فرصة جميلة جداً للتعرف إلى الجمهور العربي في كل مكان، والمسلسل حقق نسبة مشاهدة ونجاحاً لافتاً جداً، خاصة أن الدور اعتمد على الانفعالات الداخلية، فجاد شخصية غامضة وصامتة معظم الوقت، وحديثه قليل، لكنه متفاعل طوال الوقت مع كل الأحداث وعنصر أساسي فيها، وهذا كان صعباً، وفي الوقت نفسه حافز لي للتركيز والإتقان والاعتماد على التعبير بالوجه والعيون والجسد طوال الوقت".
مقارنة ظالمة
المشاهد الفعلية لدور (جاد) جاءت متأخرة في أحداث المسلسل، حيث الحلقة الـ23، فهل شعر معتصم بظلم؟ يقول "سعيد بالتجربة جداً، واستفدت منها كثيراً، وبالنسبة إلى الدور فلن أنكر أنه كان يجب أن يتم تفعيله وخدمته درامياً وحوارياً أكثر من ذلك، لكن هذا لم يحدث بكل أسف، وأنا لا أسأل في ذلك، بل تسأل أسرة المسلسل، خصوصاً أن (جاد) البطل الثالث، وحدوتة العمل تقوم على ثلاثة محاور، هو أحدها".
وأضاف "رغم صمت شخصية (جاد) وتفاعلها المتأخر، فإن المتابعين كانوا يرصدونها وينتظرون منها ردود الفعل، فقد عشت (تحدي الشخصية) ما بين تعبيرات العيون والوجه والغموض".
وعن تأخر الفنان السوري في الوصول إلى شرائح الجمهور العربي، مقارنة بمواطنيه تيم حسن وعابد فهد وباسل خياط وقصي خولي، قال "عرضت علي أعمال كثيرة من قبل كان يمكن أن تؤدي الغرض، وتعرفني إلى الجمهور، لكني انتظرت لحين عرض عمل جيد ومفيد ومهم حتى يكون تعارفي إلى الجمهور بشكل مفيد ومثمر، وهذا تحقق في مسلسل (خمسة ونص)"
وتابع، "أعتقد أن الوجود حدث بفعل تراكم وخبرة سابقة لي في خمسين عملاً سورياً، ومهنتنا مهنة تراكم، وربما ظهوري من قبل كان سينقصه شيء. أما تيم حسن وقصي خولي وباسل خياط، فهم سبقوني لأنهم أكبر مني فنياً وعمرياً، بما لا يقل عن عشر سنوات سنياً وخمسة عشر سنة فنياً، هم زملائي لكنهم ليسوا جيلي، ولذلك المقارنة معهم ظالمة".
إحساسي بالشخصية
يذهب البعض إلى أن معتصم يمتلك كاريزما ووسامة منحاه دور "البطل الوسيم"، وهما أوراق اعتماده فنياً، وعن ذلك يقول "حالة النجم الوسيم ربما تفلح في البداية، لكنها لا تستمر، فالشكل والكاريزما إن لم يتم صقلهما والعمل عليهما بالاجتهاد فلا فائدة منهما، فأصحاب الوسامة كثيرون، لكن كيف تطوّر هذه الهبة، وتصنع منها حالة، هذا هو الاجتهاد، وإذا كنت نجحت في تطوير ذاتي، فلأني أجتهد وأعهد موهبتي بالرعاية، وحتى أكون مختلفاً كممثل أعتمد على فكرة الإحساس في مهنة التمثيل عامة، فلا بد أن أتمكن من إحساسي بالشخصية التي أقدمها".
شارك الفنان السوري في مسلسل "ما فيا"، ونال العمل انتقادات عدة، إذ اتهمت البطلة بنقص الخبرة في التمثيل، وعن ذلك يرد الفنان السوري قائلاً "يجوز أن الجمهور انتظر نتيجة أكبر من المسلسل، ولهذا حدث نقد، وبالنسبة لفاليري أبو شقرا (البطلة)، فأنا لا ألومها، هي شابة جديدة حصلت على فرصة جيدة، وحاولت الاجتهاد، ونتيجة المسلسل النهائية ليست مسؤوليتها، بل هي مسؤولية جماعية قد تكون من عوامل كثيرة، مثل الإخراج أو الممثلين أو النص، وأحياناً يسند الأمر إلى ممثل كبير، ولا ينجح العمل، وبالنسبة لمسلسل (ما فيي) فأنا راضٍ عنه بجزء معين، لكني كنت أتمنى أكثر من ذلك".
وعن تجربته الوحيدة مع النجمة سلاف فواخرجي في مسلسل "حارة المشرقة"، ولماذا لم يكرر التعاون معها أشار معتصم إلى أنه "استفاد كثيرا من العمل مع سلاف، فهي تمتلك عفوية مع تكنيك عال جدا، وأي عمل مع ممثلة كبيرة ومحترفة مثلها يفيد الممثل، الذي يخوض التجربة، وبالنسبة لشخصية منير بالمسلسل، فقد جسدت أبعادا متناقضة ومتضاربة وحاولت تطويرها حتى تظهر بشكل مختلف، وللأسف لم نتعاون مرة أخرى، رغم أن الرغبة متبادلة وموجودة، لكن أكيد أرحب بالتعاون معها فهي نجمة كبيرة".
خاتون... تجربة رائعة
لمعتصم النهار تجارب بالأعمال التاريخية، ومنها مسلسل "خاتون"، الذي جسّد فيه شخصية الزيبق بنجاح في جزأين، وحول هذه التجربة، وهل سيكون هناك جزء ثالث، كشف الفنان أن "التجربة كانت ناجحة ورائعة، وشاركت مع نخبة كبيرة جداً من أكبر النجوم السوريين المتميزين، وهذا الدور كان من العلامات المهمة في حياتي، لكن بالنسبة لوجود جزء ثالث لا أعتقد ذلك، ولم يتحدث معي أي شخص من صناع العمل بهذا الخصوص".
"المهلب بن أبي صفرة" عمل تاريخي مميز قام ببطولته الفنان السوري، ويندرج تحت الأعمال التاريخية، لكنه لم يحقق نجاحا يقول عنه معتصم "إن الأعمال التاريخية ليست على رأس قائمة تفضيل الجمهور، ولا القنوات، حيث لها جمهور معين، وقدمت العمل لأني أحببت أن يكون هناك عمل تاريخي في قائمة أعمالي كممثل، فالعمل متميز والشخصية تاريخية، والبطولة منفردة، والعمل كان ورشة عمل متكاملة، وبمعنى أدق كنت أريد أن أشبع شغفي كممثل بعمل تاريخي مهم مثل (المهلب بن أبي صفرة)، وأحببت أن أجرب كل الألوان والشخصيات".
لم يكرر معتصم النهار تجاربه السينمائية بعد فيلمين فقط هما "حراس الصمت" و"حارة سد"، وبرر ذلك قائلاً "إن هناك أفلاماً عرضت عليّ، ولم تكن مقنعة أو فيها جديد، كما أن ضعف الإنتاج السينمائي في سوريا وقلة الحركة السينمائية أثرا بالتأكيد في وجودي السينمائي".