تظهر أرقام جديدة أن العاملين الذين ينتقلون إلى وظائف جديدة نالوا زيادات كبيرة في الأجور خلال ديسمبر (كانون الأول) 2021، فيما تقاتلت الشركات على الموظفين وسط نقص في العمالة على مستوى البلاد.
وتبين لـ"اتحاد التنسيب والتوظيف" أن الرواتب الأولية للموظفين المؤقتين والدائمين، ارتفعت بسرعة في ديسمبر.
وأفادت المجموعة التي تمثل شركات التنسيب بأن معدلات تضخم الأجور كانت قريبة من المستويات القياسية مع استمرار تفوّق الطلب على العرض في مجال التوظيف.
واستطلع "اتحاد التنسيب والتوظيف" حوالى 400 مؤسسة استشارية في مجال التنسيب، وأبلغ المستجيبون عن "زيادات كبيرة" في التعيين الوظيفي الدائم والمؤقت.
وكذلك تبيّن أن تكنولوجيا المعلومات والحوسبة تمثّل الفئة الأكثر طلباً للموظفين الدائمين خلال ديسمبر 2021، إذ واصلت هذا الاتجاه منذ الشهر السابق. وشوهدت أيضاً زيادات حادة في الشواغر في القطاعات التسعة الأخرى التي تابعها الاستطلاع.
وأدت تغيرات في السلوكيات أحدثتها الجائحة، على غرار قضاء مزيد من الوقت في التسوق عبر الإنترنت والعمل عن بعد، إلى رفع الطلب على العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وتفرض كورونا أيضاً ضغوطاً هائلة على الخدمات الصحية التي تعمل فوق طاقتها، ما يفاقم نقصاً في تنسيب العاملين الماهرين. بالتالي، جاء التمريض والرعاية الطبية والرعاية الاجتماعية على رأس قائمة "اتحاد التنسيب والتوظيف" للشواغر المؤقتة في الوظائف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسجلت معدلات الشغور في مناحي الاقتصاد البريطاني كله مستويات قياسية، وفق أحدث البيانات الرسمية. بالتالي، باتت الحكومة مدعوة إلى تغيير قواعد الهجرة في مرحلة ما بعد بريكست، بهدف السماح بدخول مزيد من العاملين الذين يتمتعون بالمهارات المطلوبة.
وفي ذلك الصدد، ذكر الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد التنسيب والتوظيف"، نيل كاربيري، "ستكون 2022 هي السنة التي نكتشف فيها أن نقص الموظفين سيتقدم على الجائحة كشأن اقتصادي. ويظهر هذا الاستطلاع مرة أخرى مدى ضيق سوق العمل في نهاية السنة الماضية".
وأضاف، "يتزايد الطلب على الموظفين في كل قطاع ومنطقة في المملكة المتحدة، ولا يزال توافر المرشحين في انخفاض. وظلت هذه الاتجاهات تتباطأ في الأشهر القليلة الماضية، لكن ذلك ليس مستغرباً بالنظر إلى المعدل القياسي للتغيير في وقت سابق من خريف 2021".
وفي منحى متصل، ذكرت رئيسة التعليم والمهارات والإنتاجية في "كاي بي أم جي المملكة المتحدة"، كلير وارنز، أن "سوق الوظائف في المملكة المتحدة قفزت إلى مستويات شبه تاريخية مع اقتراب العام الجديد. وقد حدث ذلك على الرغم من خسارتها بعض الطاقة بسبب التراجع الطفيف الذي أصاب تسارع وتيرة الطلب على العاملين، ونمو الأجور والمرتبات والشواغر".
وأضافت وارنز، "لم يفقد أصحاب العمل في القطاعات كلها رغبتهم في التوظيف، لكن عديدين منهم سيشعرون بالإحباط إزاء الضغوط التي تفرضها هذه الظروف التضخمية والتنافسية التي يرجح أن تستمر لبعض الوقت، على تكاليف التشغيل والقدرة على التوسع لديهم".
© The Independent