مع تفاقم مشكلة تعليق شركات الطيرات رحلاتها للأجواء الأميركية بسبب شبكات الجيل الخامس، بدأت أزمة تلوح في الأفق، عندما بدأت إدارة الطيران الفيدرالية إنذارات من مخاطر "الجيل الخامس" على سلامة الطائرات، حيث يكمن الخطر في تداخل خدمات هذه الشبكات مع الأجهزة الإلكترونية الحساسة للطائرات. إلى ذلك اتفقت "آي تي أند تي" و"فرايزون"، على إرجاء تشغيل بعض أبراج الاتصالات اللاسلكية قرب مطارات كبيرة، لتجنب أي اضطراب في رحلات الطيران الأميركية في إطار نشر تكنولوجيا الجيل الخامس التي ستوفر لعشرات الملايين خدمات إنترنت أسرع.وأشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بالاتفاق، قائلاً إنه "سيُجنب أي اضطرابات محتملة في سفر الركاب وعمليات الشحن وتعافينا الاقتصادي، ويتيح في الوقت نفسه نشر أكثر من 90 في المئة من أبراج الاتصالات اللاسلكية كما كان مقرراً".
وكانت إدارة الطيران الاتحادية قد نشرت قائمة محدثة في وقت متأخر الثلاثاء، بالمطارات التي يمكن للطائرات استخدامها، وتشمل مطارات كبيرة مثل جون كينيدي ولاغوارديا في نيويورك ولوس أنجليس وأوهير وميدواي في شيكاغو وسان فرانسيسكو وسياتل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت مصادر لوكالة "رويترز"، إن "فرايزون" لن تقوم مؤقتاً بتشغيل نحو 500 برج اتصالات قرب المطارات، وهو ما يقل عن عشرة في المئة من التشغيل المزمع، في حين تعكف شركات الطيران والإدارة الأميركية على التوصل إلى حل دائم بحسب ما ذكرت مصادر مطلعة.
ولم تذكر تفاصيل الاتفاق التي تشمل مدة الإرجاء.
وجاء ذلك بينما سارعت شركات طيران عالمية إلى تعديل أو إلغاء رحلات إلى الولايات المتحدة قبيل نشر تكنولوجيا الجيل الخامس الأربعاء، 19 يناير (كانون الثاني)، التي أثارت مخاوف مرتبطة بالسلامة.وحذرت إدارة الطيران من أن أي تداخل محتمل لهذه التكنولوجيا قد يؤثر في قراءة الارتفاعات التي تلعب دوراً مهماً في هبوط بعض الطائرات أثناء الطقس السيء.
جدولة الرحلات
وسارعت شركات الطيران العالمية الكبرى لإعادة جدولة رحلاتها إلى الولايات المتحدة أو حتى إلغائها، قبيل نشر شبكة الجيل الخامس. ولم يهدئ إعلان شركتي اتصالات لاسلكية إرجاء تشغيل بعض الأبراج المخاوف المتعلقة بتداخل الإشارات وسلامة الطيران.
وكانت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية حذرت من احتمال حدوث تداخل إشارات مع شبكات الجيل الخامس بما يمكن أن يؤثر في قراءات الارتفاع التي تلعب دوراً رئيساً في هبوط بعض الطائرات في الطقس السيّء. وتقول شركات الخطوط الجوية إن الطائرة بوينغ 777 من بين الطرز التي يتركز عليها الاهتمام مبدئياً.
تحديث البيانات
وبالرغم من إعلان شركتي "آيه تي أند تي" و"فرايزون" تأجيل تشغيل بعض أبراج الاتصالات اللاسلكية قرب المطارات، ما زالت شركات الطيران تلغي رحلات جوية أو تغيّر طراز طائراتها المستخدمة في الرحلات إلى الولايات المتحدة.وفي ساعة متقدمة من مساء أمس الثلاثاء، بدأت إدارة الطيران الاتحادية بتحديث إرشاداتها بشأن المطارات والطائرات التي ستتأثر بنشر تكنولوجيا الجيل الخامس، في خطوة من المتوقع أن تحدّ بشكل كبير من تأثير ما يقرب من 1500 إشعار حول القيود المرتبطة بهذه التكنولوجيا.
تعليق رحلات
وفي وقت سابق، قالت طيران الإمارات، وهي أكبر مشغل لطائرة بوينغ 777 في العالم، إنها ستعلّق رحلاتها إلى تسع وجهات أميركية اعتباراً من اليوم الأربعاء 19 يناير (كانون الثاني)، وهو التاريخ المحدد لنشر خدمات الجيل الخامس اللاسلكية.وسوف تتواصل رحلاتها إلى مطار جون كينيدي في نيويورك ولوس أنجليس وواشنطن.وفي اليابان، قالت شركتا الطيران الرئيستان "أول نيبون" والخطوط الجوية اليابانية، إنهما ستقلصان أعداد الرحلات بطائرات بوينغ 777. وأوضحت "أول نيبون" أنها ستلغي رحلات أو تغيّر نوع الطائرات المستخدمة في بعض الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة.وذكرت "لوفتهانزا" الألمانية أنها ألغت رحلة من فرانكفورت إلى ميامي وستغيّر بعض الطائرات من بوينغ 747-8 إلى 747-400. وستقوم الخطوط الجوية النمساوية التابعة لـ"لوفتهانزا" بتبديل طائراتها المستخدمة في الرحلات إلى نيوارك في نيوجيرسي من 777 إلى 767.وذكرت الخطوط الجوية الكورية أنها تجنبت استخدام طائرات 777 و747-8 في ست رحلات ركاب وشحن إلى الولايات المتحدة، بينما أعلنت الخطوط الجوية التايوانية إعادة جدولة بعض الرحلات، وقالت "كاثاي باسيفيك" في هونغ كونغ إنها ستستخدم طائرات من طرز مختلفة إذا استلزم الأمر.
حركة الطيران
وأفادت شركات الطيران بأنها بنت خطواتها على أساس إشعار من شركة بوينغ بأن إشارات الجيل الخامس قد تتداخل مع جهاز قياس الارتفاع الذي يعمل بالإشارات اللاسلكية على طائرات 777.ولم يصدر تعليق فوري من متحدث باسم بوينغ.وكانت طائرات بوينغ 777 ثاني أكثر الطائرات ذات الجسم العريض استخداماً في الرحلات الجوية من وإلى المطارات الأميركية العام الماضي بحوالى 210 آلاف رحلة، ولم تسبقها سوى بوينغ 767، بحسب بيانات موقع "فلايت رادار 24" الذي يرصد حركة الطيران.