تواجه اسكتلندا عدداً كبيراً من العواقب الكارثية الناجمة عن الأزمة المناخية في العالم، ما قد يترك البلاد نهباً للمياه الملوثة والقرى المهجورة والغابات المحتضرة اليابسة. ولن ينجو سوى عدد قليل من الطيور بحسب موجز التحذير الذي ستطلقه رئيسة هيئة البيئة في البلاد.
يرتقب أن تعرض فرانشيسكا أوسوفسكا، رئيسة هيئة التراث الطبيعي الاسكتلندي، السيناريو الكارثي الذي قد تواجهه البلاد في العقد المقبل، وهي ستدعو إلى إجراءات عاجلة لمعالجة التدهور البيئي الذي يُلحق خسائر فادحة بإسكتلندا.
تشمل بعض الآثار الأكبر الحرائق الهائلة التي اندلعت في مساحات شاسعة من غابات البلاد في أبريل/نيسان ومايو/أيار، وكان من بينها حريق في موراي وُصف بأنه واحد من أكبر حرائق الغابات في المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة.
وقال رجال الإطفاء إن قلة الأمطار أدت الى انتشار الحرائق بسرعة في الهشيم والحشائش الجافة.
تواجه البلاد أيضاً خطراً مزدوجاً يتمثل في شح المياه وتزايد مخاطر الفيضانات، بسبب تدني نسبة الأمطار من جهة، وارتفاع منسوب مياه البحر الذي يهدد المناطق الساحلية المنخفضة، من جهة أخرى.
وأدت درجات الحرارة المرتفعة بالفعل إلى تغيير الوتيرة الربيعية مثل مواعيد تبرعم الأوراق وهجرة الطيور ووضع بيوضها، بالإضافة إلى غزارة الأسماك ومواقع التفريخ، وفقاً للحكومة الإسكتلندية.
وتخفق الدولة في بلوغ ما ترمي إليه، أي زراعة أشجار إضافية وتخصيص مزيد من الأراضي للاستخدام الزراعي، في وقت يعاني قطاع تربية أسماك السلمون من تأثير انتشار الطحالب بسبب التغير المناخي واستخدام المبيدات الحشرية. ومن المتوقع أن يزداد التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال قريباً مما سيزيد الطين بلة.
وفقاً لصحيفة تايمز، قالت أوسوفسكا في خطابها في الجمعية الملكية في إدنبرة:"اسمحوا لي أن أرسم لكم الصورة التي قد تكون عليها اسكتلندا في 2030 ... تخيلوا نهاية العالم - مياه ملوثة، أراض مستنزَفة، مدن وقرى ساحلية مهجورة في أعقاب ارتفاع مستوى سطح البحر وانحسار مساحة المناطق الساحلية؛ مساحات شاسعة من الغابات المصابة بالآفات؛ ندرة الوجود البشري في المناطق الريفية وغياب العصافير وأصواتها... كل هذا ممكن، ويمكننا الإشارة إلى أجزاء من العالم حيث أدى التقاعس إلى مثل هذه المشاهد الكارثية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يتوقع أن تستند أوسوفسكا إلى تقرير الأمم المتحدة الصادر في وقت سابق من هذا الشهر، والذي يرسم صورة مدمرة عن فقدان التنوع البيولوجي في العالم. فحوالى مليون جنس أو نوع يواجهون خطر الانقراض في سادس اندثار جماعي يشهده العالم.
ويتوقع أن تصف التقرير بأنه "أهم تقرير بيئي على الإطلاق"، وستقول إن الأوان لم يفت بَعد. وستثني على إعلان الحكومة الإسكتلندية "حال طوارئ مناخية" في نهاية أبريل/نيسان، وحينها تعهدت بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2045.
تولّت أوسوفسكا منصب الرئيسة التنفيذية لهيئة التراث الطبيعي الاسكتلندي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، وكانت سابقاً مديرة لمكتب شؤون اسكتلندا في وستمنستر، مقر حكومة المملكة المتحدة، وشغلت كذلك وظيفة المساعدة الأولى لأليكس سالموند أثناء توليه منصب رئاسة الوزراء في اسكتلندا.
قالت الحكومة الاسكتلندية لصحيفة تايمز: "ثمة إجماع على أن الحاجة ملحة وماسة للرد على حال الطوارئ المناخية العالمية، واسكتلندا منذ اليوم هي قوة رائدة عالمياً وطموحة في هذا المجال. نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لحماية بيئة اسكتلندا فتقيض الحياة للمساحات الطبيعية والحياة البرية والمجتمعات، وتتعايش جنباً إلى جنب وتزدهر".
© The Independent