تحذر مؤسسة خيرية رائدة من أن فواتير الطاقة المتزايدة تهدد بـ"تدمير" أفقر العائلات في المملكة المتحدة، والتي تواجه إنفاق أكثر من نصف دخلها بعد احتساب تكاليف الإسكان على الغاز والكهرباء هذا العام.
فقد قدرت مؤسسة جوزيف راونتري أن العائلات التي تضم شخصاً بالغاً واحداً وذات الدخل المنخفض ستكون الأكثر تضرراً، إذ ستنفق 54 في المئة من دخلها بعد احتساب تكاليف الإسكان على الطاقة.
ودعت الجمعية الخيرية لمكافحة الفقر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف أزمة تكاليف المعيشة، في حين أفاد حزب العمال بأن الدراسة كشفت عن مستويات "مخزية" من فقر الأطفال.
وتواجه الأسر زيادة في فواتير الطاقة بنسبة 47 في المئة في المتوسط عندما يزيد سقف الأسعار في أبريل (نيسان)، مع توقع حدوث زيادة أخرى في أكتوبر (تشرين الأول).
ويمكن للأسر المنخفضة الدخل أن تنفق ما متوسطه 18 في المئة من دخلها الإجمالي على فواتير الطاقة اعتباراً من أبريل، وفق مؤسسة جوزيف راونتري. وسينفق الوالدون الوحيدون [أم أو أب من غير شريك] والأزواج الذين ليس لديهم أطفال 25 في المئة.
ومن المتوقع أن تتلقى الأسر من الطبقة المتوسطة ضربة متواضعة نسبياً في الميزانية، إذ تمثل الطاقة نحو ستة إلى ثمانية في المئة من دخلها في المتوسط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولدى الناس الذين يعيشون في فقر قدرة أقل على استيعاب التكاليف المتزايدة. وتبين لمؤسسة جوزيف راونتري أن ما يزيد قليلاً على ثلث الأشخاص الذين يعانون من الفقر لديهم مدخرات سائلة تقل عن 250 جنيهاً إسترلينياً (339.6 دولار)، مقارنة بواحد من كل ستة من إجمالي السكان.
ونُشِرت الاستنتاجات كجزء من تقرير المنظمة الخيرية الذي يحمل عنوان "الفقر في المملكة المتحدة"، والذي تضمن تفاصيل "الزيادة المقلقة" في عدد الأطفال الذين يعيشون في [ظروف] فقر مدقع.
وكان ما يقرب من طفل من كل ثلاثة أطفال يعيشون في فقر بين عامي 2019 و2020، وهي نسبة ارتفعت إلى حوالى نصف الأطفال في العائلات ذات الوالد الواحد.
وينشأ نحو 1.8 مليون طفل في فقر شديد في الأسر التي يبلغ دخلها 40 في المئة أو أقل من الدخل المتوسط. وهذه زيادة قدرها نصف مليون طفل منذ الفترة ما بين عامي 2011 و2012.
وقالت كاتي شموكر، نائبة مدير السياسات والشراكات في مؤسسة جوزيف راونتري: "لا ينبغي لأي طفولة أن تُعرَّف بالمعاناة اليومية في سبيل تحمل التكاليف الأساسية. لكن الحقيقة هي أن العديد من الأطفال الذين ينشأون اليوم لن يعرفوا حالاً أخرى [غير الفقر المدقع].
"لا بد لحقيقة أن مزيداً من الأطفال يعيشون في فقر ويغرقون في شكل أعمق في مستنقع الفقر أن تشعرنا جميعاً بالخزي.
"ستؤثر أسعار الطاقة المتزايدة فينا جميعاً، لكن تحليلنا يظهر أنها قادرة على زعزعة وإطاحة ميزانيات العائلات ذات المداخيل الأكثر انخفاضاً.
"لا تستطيع الحكومة أن تقف موقف المتفرج وتسمح لتكاليف المعيشة المتزايدة بالإيقاع بالناس" [العصف بهم].
وقال وزير العمل والمعاشات التقاعدية في حكومة الظل العمالية، جوناثان آشوورث: "إنه تحليل دامغ يكشف عن المستويات المشينة المتزايدة من فقر الأطفال في مختلف أنحاء البلاد.
"لقد أدى غياب الكفاءة الاقتصادية في حزب المحافظين إلى أزمة مدمرة في تكاليف المعيشة مع ارتفاع فواتير الطاقة، وتخفيضات في الائتمان الشامل [المساعدات الحكومية]، وارتفاع في أسعار السلع من المقرر أن تضرب بشدة العائلات المتعثرة وتترك مزيداً من الأطفال لحالهم فيسقطون في براثن مستنقع الفقر أكثر فأكثر.
"فالفقر المتزايد لا يعني اقتصاداً أضعف وأقل ازدهاراً فحسب، بل يمثل أيضاً إهداراً إجرامياً لمواهب [مقدرات] الشعب البريطاني".
© The Independent