قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الخميس إن المدة الزمنية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني تُقاس بالأسابيع اعتباراً من الآن، بعد جولة محادثات قال مصدر دبلوماسي فرنسي إنها لم تسفر عن إحراز تقدم في القضايا الجوهرية.
واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء اتفاق 2015 منذ نحو شهرين.
وأشار دبلوماسيون غربيون في وقت سابق إلى أنهم يأملون في تحقيق انفراجة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن ما زالت هناك خلافات حادة مع تعذر العثور على حلول للمشاكل الصعبة. وترفض إيران أي سقف زمني تفرضه القوى الغربية.
ويقول دبلوماسيون ومحللون إن إيران ستكتسب المزيد من الخبرات النووية كلّما طال أمد بقائها خارج الاتفاق، مما يعني اختصار المسافة الزمنية التي تحتاجها لصنع قنبلة إذا اختارت ذلك، وهو ما يقوّض الهدف الأصلي للاتفاق.
وتنفي طهران أن تكون قد حاولت في أي وقت من الأوقات تطوير أسلحة نووية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي في أعقاب اجتماع مع وزراء من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في برلين "إنها حقاً لحظة فارقة".
وأضاف "هناك بالفعل حاجة ملحة والموضوع الآن مسألة أسابيع نحدد فيها ما إذا كانت معاودة الامتثال للاتفاقية من الطرفين ممكنة أم لا".
وقال الرئيس جو بايدن الأربعاء إن "أوان الاستسلام لم يأتِ بعد، ذلك لأنه تم إحراز بعض التقدم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مساحة الأمل تتضاءل
واستؤنفت الجولة الثامنة من المحادثات، وهي الأولى في عهد الرئيس الإيراني الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي، في 27 ديسمبر (كانون الأول) بعد إضافة بعض المطالب الإيرانية الجديدة إلى النص الذي يجري العمل عليه.
وتقول الدول الغربية مراراً إن الوقت ينفد من دون أن تضع مهلة لإنهاء المحادثات. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مرة أخرى إن مساحة الأمل تتضاءل والنافذة تضيق أمام فرصة التوصل لاتفاق.
وأضافت "دخلت المفاوضات الآن مرحلة الحسم. نحن بحاجة لإحراز تقدم سريع للغاية، وإلا فلن نتمكن من التوصل معاً لاتفاق يكسب قضية عدم الانتشار الحاسمة قيمة مضافة بالقدر الكافي".
وفي ما يسلط الأضواء على درجة الإلحاح، أشار مصدر دبلوماسي فرنسي للصحافيين بعد اجتماع برلين إلى أن ما تم إحرازه من تقدم كان محدوداً.
وقال "هناك تقدم جزئي بصورة متواضعة وخطوات بطيئة في الموضوعات غير الجوهرية في المفاوضات".
وأضاف "لن نتمكن من تحقيق ذلك (إحياء الاتفاق) إذا استمرت إيران في المسار نفسه... وإذا استمرت المفاوضات بالنهج نفسه".
وترفض إيران التفاوض مباشرة مع مسؤولين أميركيين، وهو ما يعني ضرورة أن تقوم الأطراف الأخرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) بجهود مكوكية بين الطرفين.
ولم يحدد المصدر مهلة زمنية، لكنه قال إن النهج الحالي لسير المفاوضات لا يمكن أن يكون مقبولاً.
وأضاف "يبدو من الضروري أن علينا تغيير النهج. أعتقد أن شهر فبراير (شباط) سيكون حاسماً تماماً. لن نستمر على هذا النحو في فيينا، ونواصل السير في المسارات الحالية في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار) وهكذا".