صعّد الرئيس جو بايدن في خطابه من أجل حثّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الامتناع عن غزو أوكرانيا في وقت تنشر فيه موسكو قوات على طول الحدود مع جارتها.
قال الرئيس بايدن أول الأمر "إذا كان هناك توغّل بسيط، وينتهي بنا المطاف إلى النزاع حول ما يجب أن نفعله، وما يجب ألا نفعله... إلخ، فهذا شيء"، قبل أن يوضح لاحقاً أنه "إذا تحركت أي وحدات روسية، أي وحدة، عبر الحدود الأوكرانية، فهذا سيكون غزواً"، وسيلقى "رداً اقتصادياً قاسياً".
وفي الوقت نفسه، أجرى أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في جنيف. وبشكل مماثل، أفادت "بلومبيرغ نيوز" بأن الولايات المتحدة قد تطلب من عائلات الدبلوماسيين العاملين في السفارة الأوكرانية أن يغادروا.
قال بلينكن في جنيف إن ثمّة احتمالاً بعقد قمة بين بايدن وبوتين.
وأوضح للمراسلين أنه "إذا تبين أن من المفيد والمثمر أن يجتمع الرئيسان، ويتحاوران وينخرطان [مع بعضهما بعضاً]، لمحاولة دفع الأمور إلى الأمام، فأعتقد أننا مستعدون تماماً للقيام بذلك".
لكن، لم يحدد بايدن وقادة عسكريون آخرون طبيعة استجابتهم، ما عدا القول إنه ستكون هناك "استجابة اقتصادية قاسية".
وبصورة مماثلة، حضّت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، المجلس على تمرير تشريع من شأنه أن يمنح تفويضاً [بفرض] "عقوبات صارمة" ضد مسؤولي الحكومة الروسية وعلى مؤسسات وتحويلات مالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبرت كوري شاك، وهي مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد "أميركان إنتربرايز" المحافظ، أن الولايات المتحدة تملك عدداً من الخيارات التي تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية. ففي وسع الولايات المتحدة أن ترسل، على سبيل المثال، مستشارين عسكريين وأسلحة إلى أوكرانيا، أو أن تتوسل بمساعٍ دبلوماسية، من قبيل القيام بطرد روسيا من مجلس أوروبا ومن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نظراً لانتهاك مواثيق المنظمة. وبالمثل، يمكن للولايات المتحدة أن تقدم مذكرات ضد روسيا في مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة.
ورأت شاك أن الولايات المتحدة تستطيع أيضاً أن تنشر قوات الناتو على حدود روسيا، أو تدعم المطالبات المتعلقة بأراضٍ روسية في منطقة الشرق الأقصى، أو تكشف عما تعرفه عن ثروة بوتين الشخصية.
وقالت شاك لصحيفة "اندبندنت" إنه "من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيمنع هجوماً روسياً على أوكرانيا، لكنه، في الأقل، سيرفع الثمن". وزادت، "سيكون من المهين بالنسبة لروسيا أن تتراجع بعد أن حشدت ما يزيد على 100 ألف جندي، وطرحت مطالبات مستهجنة بتنازلات غربية".
وذكرت شاك أنه ليس من المستغرب أن روسيا تود أن تختبر تصميم الأميركيين في أعقاب الخروج من أفغانستان، الذي أدى إلى سقوط البلاد في قبضة "طالبان". وفي الوقت ذاته، لفتت إلى أنه حتى الآن، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعمل جيد لجهة البقاء موحدين [مرصوصي الصفوف]، و"رفض أن يكونوا طرفاً في المشاريع الروسية الرامية إلى إعادة إرساء منطقة نفوذ".
وعلى نحو مشابه، فإن مشروع القرار الذي يخضع للدراسة في مجلس النواب الأميركي من شأنه أن يرفع مستوى التمويل العسكري في الخارج [جهات خارجية]، بالإضافة إلى التمويل الدولي للتعليم والتدريب العسكريين لأوكرانيا. ومن شأن مشروع القرار أيضاً أن يستعمل القوة "الناعمة" من قبيل تمويل إذاعة أوروبا الحرة وراديو ليبرتي.
© The Independent