تواصل قوات العمالقة بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن تقدمها الميداني المتصاعد بنجاح نوعي جديد اليوم بتحريرها مدينة حريب، أولى المديريات الجنوبية بمحافظة مأرب وثاني أكبر مناطقها، بعد معارك عنيفة خاضتها خلال الأيام الماضية مع ميليشيات الحوثي.
اقتحام تحصينات الحوثي
وأوضح سكان محليون في حريب أن قوات ألوية العمالقة تمكنت قبل ساعات من اقتحام جميع التحصينات الحوثية المتمركزة في المرتفعات المطلة على مدينة حريب، مركز المديرية الواقعة بين محافظتي شبوة ومأرب، في جبال "مبلقة" و"ضاحبة شقير" و"الحشفا" و"القلعة" و"القناصة"، وواصلت تقدمها نحو سلسلة جبال "ملعا" الاستراتيجية الفاصلة بين مديريتي حريب والجوبة، بعد أيام من نجاحها في تحرير محافظة شبوة المحاذية.
إلا أن قناة "المسيرة" التابعة للحوثي نقلت عن قيادة الميليشيات قولها إنها نجحت في صد هجمات قوات الشرعية والعمالقة، الذين "تسللوا إلى بعض المناطق بمديرية حريب خلال الأيام الماضية"، قبل أن تأتي تطورات اليوم لتكشف عن انهيار واسع بين صفوف مقاتلي الجماعة الموالية لإيران.
التفاف نوعي
وفي إطار ما يشهده مسرح العمليات العسكرية، شرقي اليمن، من تحولات نوعية غيَّرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع ومفاجئ، جاء هذا التقدم النوعي بعد عملية التفاف ناجحة نفذتها ألوية العمالقة من خلف المناطق الجبلية الشرقية لحريب، تمكنت إثرها من السيطرة على جبال شقير المطلة على المدينة التاريخية، ما دفع الميليشيا المدعومة من إيران إلى الفرار من مناطق واسعة باتجاه مديريتي العبدية والجوبة، اللتين باتتا محاصرتين.
الميليشيا تحتمي بالسكان
وكانت العمالقة قد وصلت في العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي إلى مشارف حريب، وتحديداً في منطقة "الصاد" القريبة من جبال ملعا، وتوقفت لإعطاء فرصة لوساطات قبلية لإقناع الميليشيا بالخروج من مدينة حريب لتجنيب الأهالي آثار الحرب، إلا أن الحوثي عزز مواقعه في المدينة ومرتفعاتها الشمالية، ما دفع العمالقة إلى تنفيذ العمليات الأخيرة.
وخلال الساعات الماضية، تمكنت العمالقة من تحرير شبه كامل لمديرية عين (غربي شبوة) قبل أن تواصل تقدمها في عمق مديرية حريب، ووصلت إلى مديرية العبدية في جنوب مأرب.
تخفيف الضغط عن مأرب
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً للمصادر، فإن قوات الحوثي الضخمة التي تشن هجوماً ضاغطاً منذ سبتمبر (أيلول) الماضي على جنوب مدينة مأرب في الجبهة الممتدة من جبال البلق الشرقي في مديرية الجوبة، وصولاً إلى معسكر "أم ريش" وجبال ملعا ولظاة والعمود وغيرها من المناطق الصحراوية بين البلق وملعا، باتت مطوقة ومعزولة تماماً في انتظار مصير مجهول.
في العمق الشمالي
وكانت قوات ألوية العمالقة قد بدأت منذ أيام معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، لتحرير مديرية حريب الاستراتيجية بمحافظة مأرب، وذلك بعد استكمال تحرير مديريات عسيلان (النفطية) وبيحان وعين بشبوة، التي انطلقت مطلع الشهر الحالي واستمرت لعشرة أيام، وتم دحر الميليشيات في وقت قياسي.
كما أن وجود ألوية العمالقة اليوم في عمق محافظة مأرب يؤكد رغبة حقيقية لدى القوات لتحرير المحافظات الشمالية اليمنية كما هو الحال بالجنوبية.
معركة الصحراء المرتقبة
وعلى مدى الأسابيع الماضية، لم تتوقف أرتال مقاتلي الحوثي من الزحف على امتداد الطريق الرابط بين محافظة البيضاء إلى مدينة حريب المأربية، على الرغم من القصف الجوي لطيران تحالف دعم الشرعية المركز الذي لم يتوقف مستهدفاً تحركات مقاتليه، وهو ما يفسر الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها معركة صحراء شرق اليمن التي تنام فوق بحار من الثروات النفطية، بعد أن عاودت الميليشيات الحوثية السيطرة عليها في سبتمبر الماضي، بعد أن خسرتها في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وشكلت عودتها انتكاسة عسكرية فادحة التكلفة للشرعية اليمنية، أتاحت لمسلحي الجماعة المدعومة من إيران الاتجاه غرباً ثم التمدد شمالاً نحو مأرب، ليتمكنوا إثر ذلك من التهام أربع مديريات في المحافظة النفطية، وهي حريب المحررة حديثاً بالإضافة إلى العبدية والجوبة وجبل مراد، ما أنذر بسقوط محافظة "الملكة بلقيس" أهم المعاقل العسكرية والسياسية والاقتصادية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.