أعلن رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، الاثنين 24 يناير (كانون الثاني)، "تعليق" نشاطه في الحياة السياسية وعزوفه عن الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة في مايو (أيار)، لاقتناعه بأن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".
وجاء ذلك بعد سلسلة انتكاسات مني بها مالياً وسياسياً في السنوات القليلة الماضية، وفي ظل أزمة سياسية واقتصادية ومالية حادة تشل لبنان.
وأوضح أنه لن يتقدم كذلك "بأي ترشيحات من تيار المستقبل" الذي يتزعمه "أو باسم التيار"، ودعا نوابه لفعل الشيء نفسه.
وقال الحريري في كلمة من "بيت الوسط"، مقر إقامته في بيروت، "نحن باقون في خدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة". وأضاف، "سنبقى من موقعنا كمواطنين متمسكين بمشروع رفيق الحريري لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل لجميع اللبنانيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الحريري إلى أنه نجح في تجنيب البلاد حرباً أهلية، قائلاً إن ذلك "فرض علي تسويات أتت على حسابي" في "خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية وكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الإخوة"، بما فيها على حد قوله انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، الحليف الرئيس المسيحي، لميليشيا "حزب الله".
وختم كلامه قائلاً، "قد يكون أفضل الكلام في هذه اللحظة ما قاله رفيق الحريري في بيان عزوفه قبل 17 عاماً: أستودع الله سبحانه وتعالى هذا البلد الحبيب لبنان وشعبه الطيب".
وتعليقاً على قرار رئيس تيار المستقبل، قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، إن ذلك "محزن جداً ونفقد به ركيزة للاستقلال والاعتدال"، وأضاف لوكالة "رويترز"، "قرار الحريري يعني إطلاق يد حزب الله والإيرانيين".
رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي غرّد من جهته عبر "تويتر" قائلاً، "كلام الرئيس سعد الحريري اليوم صفحة حزينة للوطن ولي شخصياً، ولكنني أتفهم الظروف المؤلمة التي يعيشها والمرارة التي يشعر بها. سيبقى الوطن يجمعنا والاعتدال مسارنا ولو تغيرت الظروف والأحوال، مستلهمين قوله تعالى: لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم".
وكان الحريري قد استقال من رئاسة الحكومة تحت ضغط التظاهرات الشعبية التي خرجت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 في مختلف المناطق اللبنانية، احتجاجاً على الفساد في إدارات الدولة وتردي الأوضاع المعيشية.
ومنذ ذلك الحين، يتخبط لبنان في واحدة من أسوأ الأزمات المالية في العالم، في ظل انهيار سعر صرف الليرة المحلية وتردي الخدمات العامة من الكهرباء إلى الطبابة، فيما يعجز السياسيون عن الاتفاق على سبل للمضي قدماً في وضع البلاد على سكة التعافي.
ودخل سعد الحريري الحياة السياسية على رأس تيار المستقبل عقب اغتيال والده رفيق الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية السابق الذي حظي بشعبية كبيرة وعلاقات عربية ودولية واسعة.
