تظاهر آلاف السودانيين المؤيدين للمؤسسة العسكرية، الأربعاء 26 يناير (كانون الثاني)، ضد مبادرة الأمم المتحدة الأخيرة لحل الأزمة السياسية في البلاد منذ أن نفذ قائد الجيش عبدالفتاح البرهان انقلاباً عسكرياً قبل ثلاثة أشهر، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.
وتجمع المحتجون أمام مكتب مقر بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في الخرطوم، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر محادثات مع مختلف الأطراف السودانية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "تسقط الأمم المتحدة"، وطالب آخرون ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرثس بـ "العودة لدياره".
وقال حامد البشير، أحد المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية، "لا نريد تدخلاً خارجياً في بلادنا".
مبادرة الأمم المتحدة
وفي العاشر من يناير أعلن بيرثس رسمياً إطلاق مبادرة يقوم بمقتضاها بلقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد، لكنه أشار إلى أن "الأمم المتحدة لن تأتي بأي مشروع أو مسودة أو رؤية للحل، ولن تأتي باقتراح لمضمون الأمور الرئيسة المختلف عليها، ولن تتبنى مشروع أي جانب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والأربعاء، نشر حساب بعثة "يونيتامس" على موقع "تويتر" عن مديرة مكتب الشؤون السياسية ستيفاني خوري، "يتمحور دورنا في المرحلة الحالية من المشاورات حول عملية سياسية للسودان في الاستماع لأصحاب المصلحة السودانيين، والإنصات الفاعل لوجهات نظرهم وتوثيق رؤاهم ومقترحاتهم".
وكان مجلس السيادة الحاكم في السودان برئاسة البرهان أعلن في وقت سابق ترحيبه بمبادرة الأمم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والإمارات والسعودية.
أما ائتلاف قوى الحرية والتغيير، كتلة المعارضة الرئيسة في السودان، فأعلن أنه سيقبل بالمبادرة إذا كان الهدف هو "استعادة الانتقال الديمقراطي".
الانقلاب والاضطرابات
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الـ 25 من أكتوبر (تشرين الأول)، حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع العسكريين السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وتقول لجنة الأطباء المركزية التي تشكل مجموعة أساسية في معارضة الانقلاب العسكري، إن 77 متظاهراً قتلوا خلال الاحتجاجات، العديد منهم بالرصاص، منذ وقوع الانقلاب، آخرهم متظاهر يبلغ من العمر 18 عاماً توفي الأربعاء متأثراً بإصابته بـ "رصاص حي في الرأس" خلال أحد الاحتجاجات الشهر الماضي.
وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي وتقول إن ضابطاً طُعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة مما أدى إلى وفاته، إضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن.
من جهة أخرى، شهدت مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كيلومتراً جنوب الخرطوم، حالاً من العصيان المدني الأربعاء، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وقال الشهود إن المدينة شهدت إغلاقاً شبه تام للمتاجر، وخلت الشوارع من المارة، كما أعلن الاتحاد المحلي لكرة القدم بالمدينة في بيان "تعليق جميع المنافسات والأنشطة إلى أجل غير محدد حداداً على أرواح" الضحايا.