أفاد دبلوماسيون الخميس، 27 يناير (كانون الثاني)، بأن روسيا والولايات المتحدة تعرقلان في مجلس الأمن الدولي تمديد مهمة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا، إذ تشترط موسكو أن يعيّن المجلس سريعاً مبعوثاً أممياً جديداً إلى هذا البلد، بينما تريد واشنطن بقاء الأميركية ستيفاني وليامزعلى رأس هذه البعثة بالإنابة.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن بريطانيا طرحت على التصويت في مجلس الأمن مشروع قرار يمدّد تفويض "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا" حتى 15 سبتمبر (أيلول)، لكن في اللحظة الأخيرة أرجئ التصويت عليه إلى أجل غير مسمى.
شغور المنصب
وأضافت المصادر أن إرجاء التصويت تمّ لأن روسيا كانت تعتزم استخدام حق النقض (الفيتو) ضده قبل أن تطرح مشروع قرار مضاد كان على الأرجح سيواجه بـ"فيتو" أميركي.
وينصّ مشروع القرار الروسي الذي اطّلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، على أن "يُسمّي الأمين العام مبعوثاً من دون مزيد من التأخير"، كما ينصّ على تمديد ولاية البعثة حتى 30 أبريل (نيسان) فقط ريثما يتّضح، وفقاً لموسكو، الوضع السياسي في ليبيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان السلوفاكي يان كوبيش استقال فجأة من رئاسة البعثة في نوفمبر (تشرين الثاني)، في خطوة عزتها مصادر دبلوماسية إلى خلافات بينه والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن العملية الانتخابية في ليبيا.
ومنذ استقالة كوبيش، تشغل وليامز منصبه بالإنابة، إذ إن الأمين العام للأمم المتحدة استدعاها بعد عام تقريباً من غيابها عن هذا الملف لاستلامه مجدداً، ومنحها رسمياً منصب "مستشارة خاصة".
وبهذه الطريقة، استغنى غوتيريش عن موافقة مجلس الأمن على اختيار الشخص، وهو قرار دقيق منذ أعوام بسبب صراعات النفوذ التي تخوضها القوى العظمى في الملف الليبي.
الاعتراض الروسي
وعام 2020، حين كانت وليامز مساعدة لرئيس البعثة، قامت بمهمات أحرزت تطورات لافتة في الملف الليبي، لا سيما وقف إطلاق النار بين الليبيين المتحاربين بعد أعوام عدة من الاشتباكات.
وشدّد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، الاثنين خلال جلسة علنية لمجلس الأمن حول ليبيا، على ضرورة تعيين مبعوث جديد للتوسط في النزاع الليبي.
وقال، "من المهم أن يقدّم الأمين العام مرشحاً لهذا المنصب في أقرب وقت ممكن"، مشدداً على "وجوب أن يتمتع مبعوث الأمم المتحدة بخبرة كافية في إطار التفويض الذي يقرره مجلس الأمن. للأسف، ليس لدينا هذا الشخص على رأس البعثة في الوقت الحالي".
واعتبر دبلوماسي أن الخلاف الذي تعمّق مرة أخرى هذا الأسبوع بين أعضاء الأمم المتحدة "ليس مؤشراً جيداً" لليبيين و"لن يساعد ستيفاني وليامز" في مهمتها.