بعد ساعات من الآن سيبدأ منع المواطنين والمقيمين في السعودية من دخول أماكن الأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية والرياضية والسياحية، إلا للحاصلين على الجرعة التنشيطية الثالثة، والتي وضعت كشرط لاستمرار حال "محصن" في تطبيق "توكلنا" الخاص بمتابعة الحال الصحية. فبعد أن انتهت السعودية في المرحلة الأولى من منع دخول المنشآت ممن لم يتلقوا جرعتين في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2021، ستبدأ غداً الثلاثاء 1 فبراير (شباط) تطبيق الإجراء ذاته مع من لم يتلق الجرعة الثالثة.
وهذا الإجراء يسري على من مضى على تلقيهم الجرعة الثانية ثمانية أشهر أو أكثر، للفئات العمرية من 18 عاماً فأكثر، إذ سيمنع المتخلفون عن أخذ اللقاح من دخول المنشآت الحكومية والخاصة، سواء لأداء الأعمال أو المراجعة، إضافة إلى منع السفر سواء بالطائرات أو وسائل النقل العام وكافة النشاطات التجارية والترفيهية والرياضية، ويستثنى من ذلك الفئات المستثناة من أخذ اللقاح لأسباب صحية أو غيرها وفق ما يظهر في تطبيق "توكلنا".
انخفاض منحنى الإصابات
وفي الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة أن المنحنى الوبائي في السعودية يشهد تراجعاً، نوهت بأن اللقاحات أسهمت في عدم ارتفاع الحالات الحرجة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة محمد العبدالعالي خلال مؤتمر صحافي، إن السعودية سجلت حتى 30 يناير (كانون الثاني) 2022 أكثر من 56 مليون جرعة من لقاحات كورونا تم إعطاؤها في السعودية منذ بدء التطعيم وحتى اليوم، وأن 23.6 مليون شخص تلقوا الجرعتين.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون البلدية والقروية سيف السويلم إن الوزارة تشدد على أصحاب المنشآت والمحال التجارية التأكد من أن الحال الصحية للزوار والعملاء والعمال "محصن" عبر تطبيق "توكلنا" بدءاً من يوم غد الثلاثاء، حرصاً على صحة الجميع.
وأوضح أن الوزارة تواصل حملاتها التفتيشية للتحقق من الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الصحية المقررة من الجهات المتخصصة في سبيل حماية الفرد والمجتمع من تفشي الفيروس. وأضاف، "منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) نفذت الوزارة 528489 جولة رقابية لمتابعة تطبيق الاشتراطات والبروتوكولات الصحية".
الجرعة التنشيطية مهمة لتعزيز المناعة
وأوضح استشاري الأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري أن أغلب الحالات الحرجة في العنايات المركزة حالياً تعود للأشخاص غير المطعمين، إذ أثبتت الدراسات أن "الأجسام المضادة في الجسم تقل بعد ستة أشهر من التطعيم أو الإصابة، مثل تطعيمات الإنفلونزا، لذلك فالجرعة التنشيطية مهمة لتخفيف الأعراض بشكل كبير عند الإصابة".
الجرعة الثالثة شرط للتحصين في جميع دول الخليج
وفي الطريق نفسه تسير دول الخليج في التشديد على الجرعة الثالثة، ففي قطر شددت وزارة الصحة على أهمية حصول الجميع على الجرعة التعزيزية وارتداء الكمامة والتباعد الجسدي في حربها ضد الفيروس، وأشارت أنه بدءاً من 30 يناير (كانون الثاني) بات على السكان أخذ الجرعة الثالثة أو إجراء فحص أسبوعي للفيروس.
وفي البحرين خفضت أخيراً المدة بين أخذ الجرعة الثانية والمنشطة للحاصلين على تطعيمات "فايزر- بيونتيك" و"أسترازينيكا" و"سبوتنيك" للبالغين من العمر 18 عاماً فما فوق من ستة أشهر إلى ثلاثة أشهر، وخفض المدة للمتعافين من سنة إلى ستة أشهر من التعافي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما في الإمارات، فحُددت شروط لفئة غير المطعمين باللقاحات، إذ يتوجب عليهم إبراز نتيجة فحص سلبية لا تتجاوز مدتها 72 ساعة، كما يتعين على القادمين من هذه الفئة إجراء فحص مخبري في اليوم الرابع من الدخول في حال الإقامة لمدة أربعة أيام متتالية أو أكثر، وإجراء الفحص في اليوم الثامن من الدخول في حال الإقامة لمدة ثمانية أيام متتالية أو أكثر، إضافة إلى ذلك فقد مددت صلاحية الفحص المسبق لمدة 14 يوماً للمطعمين وغير المطعمين من الكادر التعليمي والطلاب وأولياء أمور الطلاب الذي ينقلون الطلبة.
وفي سلطنة عمان، قررت اللجنة العليا تبني مبدأ التطعيم للسماح بدخول الوحدات الحكومية والخاصة، مع التأكيد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية بنسبة 100 في المئة، كما اشترطت تلقي جرعتين على الأقل من أحد اللقاحات لمن هم في عمر 18 سنة فأعلى لغير العمانيين لدخول السلطنة من جميع المنافذ.
وتُعد السلطنة إحدى الدول التي سجلت حالات لمتحورة "أوميكرون" منذ بداية انتشارها، وفرضت الالتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة في جميع الأماكن المغلقة، والمحافظة على التباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المزدحمة بجميع أنواعها، وفرضت على من هم في عمر الـ 18 فما فوق المبادرة إلى تلقي الجرعة المعززة المتوافرة في مؤسسات الرعاية الأولية.
أما الكويت فأعلنت أنه لم يعد مكتمل التحصين، كل مَن مضت 9 أشهر على تلقيه اللقاح من دون حصوله على الجرعة المعززة، بدءاً من يناير (كانون الثاني) 2022، كما أصدرت إجراءات جديدة للقادمين إليها تتضمن إجراء فحص "بي سي آر" قبل الوصول بـ 48 ساعة، وتشمل الإجراءات تطبيق الحجر المنزلي مدة 10 أيام بعد الوصول إلى البلاد، مع إمكان إنهاء الحجر قبل ذلك في حال إجراء مسحة بعد 72 ساعة على الأقل من الوصول، مع اقتصار السفر على الحالات الضرورية فقط.
الدراسات حول فعالية الجرعة الرابعة مستمرة
وأظهرت الدراسات حتى الآن أن جرعتين فقط من لقاحات "كوفيد-19" قد لا تكونان فعالتين ضد المتحورات، بينما يؤكد العلماء أنه من السابق لأوانه الحديث عن جرعة رابعة أو تحصين سنوي، بخاصة أنهم في حاجة إلى مزيد من البيانات، على الرغم من أن عدداً من الدول بدأت في تلقيح الجرعة الرابعة لمواطنيها، إلا أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنها لا زالت في صدد درس الوقت الذي تحتاجه الجرعة الثالثة في توفير الأجسام المضادة وتضاؤلها مع مرور الوقت، إذ صرح الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" ألبرت بورلا أنه قد تكون هناك حاجة إلى جرعة رابعة بعد أن أظهرت الأبحاث الأولية أن متحورة "أوميكرون" يمكن أن تقوض الأجسام المضادة الناتجة من لقاح كورونا.
وقال بورلا لشبكة "سي إن بي سي"، "أعتقد أننا نحتاج إلى الجرعة الرابعة من اللقاح عاجلاً غير آجل"، مشيراً إلى أن البيانات التي ستأتي من أرض الواقع ستحدد ما إذا كانت "أوميكرون" مغطاة جيداً بالجرعة الثالثة، وإلى متى ستستمر المناعة.