تهاوت أسعار الذهب في مصر على مدى أسبوع واحد، في سقوط مدوٍّ بقيمة تصل إلى 25 جنيهاً (نحو 1.60 دولار) في الغرام الواحد منذ 25 يناير (كانون الثاني) وحتى في اليوم الأخير من الشهر الماضي.
هبوط غرام الذهب عيار 21
وقال رئيس غرفة صناعة الذهب باتحاد الصناعات المصرية، إيهاب وصفي، إن أسعار الذهب بشكل عام تواصل الهبوط منذ بداية العام الحالي 2022، مؤكداً في حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن سعر غرام الذهب عيار 21 (الأكثر شعبية في القاهرة) الأكثر هبوطاً بين الأنواع الأخرى على مدى هذا الأسبوع. وأضاف أن غرام الذهب عيار 21 فقد ما لا يقل عن 25 جنيهاً (1.60 دولار) في أقل من أسبوع، إذ هبط من مستوى 818.57 جنيه (52.14 دولار) في 25 يناير إلى 794 جنيهاً (50.50 دولار) حتى نهاية تعاملات الاثنين 31 -1-2022.
وتابع وصفي أن سعر غرام الذهب عيار 24 (الأغلى سعراً) هبط من مستوى 935.49 جنيه (59.60 دولار) في 25 يناير إلى نحو 907.65 جنيه (57.81 دولار) حتى نهاية شهر يناير. وأشار إلى أن سعر غرام الذهب عيار 18 تراجع من 701.63 جنيه (44.69 دولار) إلى نحو 680.75 جنيه (43.36 دولار) بنهاية الشهر.
405.89 دولار... قيمة الجنيه الذهبي
ولفت رئيس غرفة صناعة الذهب إلى أن "الجنيه الذهب (يزن نحو ثمانية غرامات ذهب من العيار 24) يُباع في القاهرة اليوم بـ6372 جنيهاً (405.89 دولار)، في الوقت الذي يسجل فيه سعر الأوقية 28311 جنيهاً (1803 دولارات)"، بينما هبط سعر كيلو الذهب إلى 910318 جنيهاً (57987 دولاراً) في الوقت الحالي بمحلات الصاغة في شوارع القاهرة.
على المستوى العالمي، لم يكن هناك جديد، إذ شهدت الأسواق العالمية تراجعاً أيضاً على مدى الأسبوع منذ 25 يناير وحتى نهاية الشهر.
أكبر انخفاض شهري منذ سبتمبر عالمياً
وفقاً لوكالة "رويترز"، تتجه أسعار المعدن النفيس إلى تحقيق أكبر انخفاض على مستوى شهري منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما هبطت الأسعار في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 في المئة، لتسجل 1787.70 دولار للأوقية في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.1 في المئة إلى 1789.20 دولار، في حين تتوقع الأسواق رفع سعر الفائدة الأميركية على خلفية بيانات اقتصادية، كما أن ارتفاع الدولار أثر في سعر الذهب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المعدن الأصفر تحت رحمة "الاحتياطي الفيدرالي"
يأتي تراجع أسعار المعدن الأصفر على المستويين المحلي والدولي، في ظل تنامي توقعات المؤسسات المالية الدولية حول إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع أسعار الفائدة، بعدما انضم الاقتصاديون في "غولدمان ساكس" إلى نظرائهم في "وول ستريت" بشأن التنبؤ بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بقوة أكبر مما توقعوه سابقاً.
وقدر الاقتصاديون بقيادة يان هاتزيوس، كبير الاقتصاديين في بنك "غولدمان ساكس" أن يرفع "الفيدرالي" الأميركي مؤشره بالقرب من الصفر بمقدار 25 نقطة أساس خمس مرات هذا العام بدلاً من أربع، وسيؤدي ذلك إلى رفع المعيار إلى ما بين 1.25 و1.5 في المئة بنهاية العام الحالي وفقاً لـ"بلومبيرغ".
الذهب يواصل الخسائر في 2022
من جانبه، قال نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، إن سلسلة التراجع في الأسعار بدأت مع تلميح مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية رفع الفائدة.
وأوضح أن الذهب في مصر في طريقه للتفريط في مكاسبه طوال عام 2021، مشيراً إلى أن المعدن الأصفر عام الجائحة استفاد بأفضل ما يكون من جائحة كورونا ليحقق مكاسب قياسية خلال عام 2020.
ولفت سكرتير شعبة الذهب في غرفة القاهرة التجارية إلى أن "المعدن النفيس انتهز فرصة الانكماش الاقتصادي العالمي والمحلي مع إقدام دول عدة على إغلاق حدودها ومطاراتها، وتأثر الاقتصادات الدولية كأحد أبرز التداعيات السلبية التي خلفتها الجائحة، مما دفع المستثمرين والمُدخرين صوب الملاذ الأكثر أماناً، ليحقق غرام الذهب عيار 21 محلياً رقماً قياسياً، وسجل في نهاية العام الماضي نحو 820 جنيهاً للغرام الواحد مرتفعاً بمقدار 144 جنيهاً (تسعة دولارات)".
الذهب في مصر مرتبط بالبورصة العالمية
وأشار نجيب إلى أن الذهب في القاهرة يتأثر بشكل مباشر بالأسعار العالمية، إذ إن البورصة العالمية للأسعار تقود الارتفاعات أو الانخفاضات في السوق المحلية.
وتوقع انخفاضاً كبيراً في أسعار الذهب عام 2022، ليفقد الذهب البريق ويخسر ما ربحه في عام الجائحة، مرجعاً ذلك إلى اتجاه البنك الفيدرالي الأميركي إلى رفع أسعار الفائدة خلال عام 2022، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة على أذون الخزانة الأميركية أحد المنافسين الكبار للمعدن النفيس، لافتاً إلى أن رفع معدلات الفائدة سيجذب المستثمرين والمدخرين في الذهب للاستثمار في أدوات الدين الأميركية.
الدولار الأميركي يحقق أفضل مستوى له
وبرهن على ذلك بوصول سعر الدولار الأميركي يوم الجمعة الماضي إلى أفضل مستوياته منذ يونيو (حزيران) 2020، مما يمثل ضغطاً قوياً على المعدن النفيس، إذ إن ارتفاع العملة الخضراء يزيد من تكلفة المعدن الأصفر.