ارتفعت أسعار النفط، لليوم الثاني على التوالي بعد انخفاض كبير غير متوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة وتسجيلها أدنى مستوى منذ عام 2018 في إشارة إلى زيادة في الطلب على الخام لدى أكبر اقتصاد ومستهلك للنفط في العالم، إضافة إلى توقعات متفائلة من "أوبك". ولكن حدّ من مكاسب الخام ترقب المستثمرين لنتائج المحادثات النووية النهائية بين الغرب وإيران والتي قد تضيف إمدادات الخام بسرعة إلى الأسواق الدولية. وبحلول الساعة 3:34 مساءً بتوقيت غرينيتش، زادت أسعار العقود الآجلة لخام برنت - تسليم أبريل (نيسان) 2022- بنحو 1.32 في المئة، إلى 92.76 دولار للبرميل بعد مكاسب 0.8 في المئة في جلسة الأربعاء. كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط - تسليم مارس (آذار) - بنسبة 1.64 في المئة، إلى 91.13 دولار للبرميل بعد صعودها 0.3 في المئة في الجلسة السابقة.
ارتفاع أكثر حدة
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الخميس، إن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بشكل أكثر حدة هذا العام مع تعافي الاقتصاد العالمي بقوة من تبعات جائحة كورونا، وهو تطور من شأنه أن يدعم الأسعار التي وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتها منذ سبعة أعوام. وأعطى شح المعروض من النفط دفعة أيضاً لانتعاش أسواق الطاقة، وأظهر تقرير "أوبك" أيضاً أن المنظمة رفعت الإنتاج أقل من المستوى الذي تعهدت به في يناير (كانون الثاني) بموجب اتفاقها مع حلفائها.وقالت "أوبك" في التقرير إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 4.15 مليون برميل يومياً هذا العام، وذلك من دون تغيير عن توقعاتها الشهر الماضي في أعقاب ارتفاع حاد حجمه 5.7 مليون برميل يومياً في 2021. وتابع التقرير: "تسود إمكانية تعديل التوقعات بالزيادة استناداً إلى استمرار تعافٍ اقتصادي قوي وبلوغ الناتج المحلي الإجمالي بالفعل مستويات ما قبل الجائحة". وذكرت "أوبك" في تعليق منفصل على توقعات الطلب لعام 2022، "نظراً إلى أنه من المرجح أن تحقق معظم اقتصادات العالم نمواً أقوى، فإن تقديرات الطلب العالمي على النفط في المدى القريب في الجانب الإيجابي بالتأكيد".ومن المتوقع أن يتجاوز الاستهلاك العالمي للنفط 100 مليون برميل يومياً في الربع الثالث من العام، وهو ما يتفق مع توقعات الشهر الماضي. وعلى أساس سنوي، كانت آخر مرة استهلك فيها العالم أكثر من 100 مليون برميل يومياً من النفط في 2019 على أساس سنوي.وكانت "أوبك" تبنّت وجهة نظر مبكرة مفادها بأن تأثير المتحوّرة "أوميكرون" من فيروس كورونا سيكون طفيفاً، وقال التقرير بالفعل إن المتحوّرة الجديدة لم يكن لها القدر ذاته من التأثير الاقتصادي السلبي مثل موجات "كوفيد-19" السابقة.
انخفاض المخزونات الأميركية
انخفضت مخزونات النفط في الولايات المتحدة بعكس توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، لتواصل الهبوط للمرة الثانية على التوالي.وذكرت وكالة الطاقة الأميركية، الأربعاء، أن المخزونات التجارية في البلاد تراجعت بحوالى 4.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من فبراير (شباط) لتصل إلى 410.4 مليون برميل وذلك على خلاف توقعات الخبراء بارتفاع بحوالى 1.5 مليون برميل.ويُعدّ مستوى المخزونات التجارية أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 2018.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُعتبر وصول مخزونات الخام الأميركية إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أعوام، علامة إيجابية على تحسن مستويات الطلب والسحب في أكبر مستهلك للنفط في العالموجاء ارتفاع مخزونات النفط في أميركا، مع هبوط ملحوظ لواردات الخام وصعود الصادرات.أما بالنسبة إلى الإنتاج الأميركي، فقد نما الأسبوع الماضي بحوالى 100 ألف برميل في أول زيادة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ليصعد إجمالي الإنتاج إلى 11.6 مليون برميل.وأوضحت بيانات الإدارة أن إمدادات المنتجات النفطية الأميركية التي تُعدّ أفضل مؤشر للطلب بلغت 21.9 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة الماضية بسبب قوة النشاط الاقتصادي في أنحاء البلاد.
المحادثات النووية
غير أن المستثمرين يتابعون عن كثب نتيجة المحادثات النووية الأميركية الإيرانية التي استؤنفت هذا الأسبوع.ومن المحتمل أن يؤدي التوصل لاتفاق إلى رفع العقوبات الأميركية على النفط الإيراني ويخفف من حدة نقص الإمدادات العالمية.
إنتاج السعودية
وأفاد تقرير "أوبك"، أن السعودية أبلغتها بزيادة إنتاج النفط بواقع 123 ألف برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) 2022، ليصل إنتاجها إلى نحو 10.145 مليون برميل يومياً، في أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2020. وبحسب وكالات أنباء، فإن إجمالي إنتاج "أوبك" ارتفع بواقع 64 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي ، ليصل إلى 27.981 مليون برميل يومياً، وجاء ذلك بدعم من زيادة إنتاج نيجيريا والسعودية والإمارات، بواقع 81 ألف برميل يوميا، و54 ألف برميل يومياً و44 ألف برميل يومياً على التوالي.
توقعات بالوصول إلى 120 دولاراً
إلى ذلك، توقع تقرير حديث أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً ليصل سعر البرميل إلى ما بين 120 و150 دولاراً إذا خرجت صادرات الخام الروسية عن مسارها بسبب التوترات مع أوكرانيا، وفقاً لتقديرات "جي بي مورغان" في مذكرة بحثية حديثة.فيما تؤكد التوقعات كيف أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا من شأنه أن يتسبب في آثار متتالية واسعة النطاق يمكن أن يشعر بها المستهلكون المرهقون من التضخم في جميع أنحاء العالم.وكتبت ناتاشا كانيفا، رئيسة استراتيجية السلع العالمية في "جي بي مورغان" في التقرير: "أي تعطل لتدفقات النفط من روسيا في سياق انخفاض الطاقة الاحتياطية في مناطق أخرى يمكن أن يؤدي بسهولة إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 120 دولاراً". ومثل هذا الصعود من حوالى 91 دولاراً اليوم من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الأسعار في المضخة، التي وصلت إلى أعلى مستوى لها في سبعة أعوام يوم الأربعاء.وحذّر بنك "جي بي مورغان" من أنه إذا تم تخفيض صادرات النفط الروسية إلى النصف، فمن المرجح أن تتسابق أسعار نفط "برنت" إلى 150 دولاراً للبرميل. وتم تسجيل أعلى مستوى لأسعار النفط في يوليو (تموز) 2008، عندما ارتفع سعر خام "برنت" إلى مستوى قياسي عند 147.50 دولار للبرميل.