أعلنت شركة أميركية للذكاء الاصطناعي أن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني السابق سيشغل منصباً بارزا لديها، وذلك في أبرز تعيين له في مجال الأعمال التجارية منذ استقالته من الحكومة قبل حوالي ثلاث سنوات.
ومن المتوقع أن يترأس زعيم حزب المحافظين السابق المجلس الاستشاري لشركة افينيتي المتخصصة بتكنولوجيا الاقتران السلوكي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقالت الشركة في إعلان لها يوم الجمعة الماضي إن كاميرون سيكون "مسؤولاً عن تنسيق التوجيه الاستراتيجي ومراقبته" في المجلس الذي يجتمع كل ثلاثة أشهر في العاصمة الأميركية واشنطن.
ومن ناحيته، أوضح كاميرون، الذي استقال مباشرة في أعقاب الإعلان عن نتائج استفتاء البريكست في 2016، أنه قاد الحكومة البريطانية على طريق التقدم في مجال الصناعات التكنولوجية الجديدة، بما فيها التكنولوجيا المالية، تسلسل الجينوم، ورقمنة الخدمات العامة.
ومنذ انسحابه من الصف السياسي الأول، تولى رئيس الوزراء السابق مناصب عدة في منظمات غير ربحية، منها رئاسة مؤسسة المملكة المتحدة لأبحاث الزهايمر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كاميرون "كجزء من هذا العمل، كنت متحمسًا لرؤية التطور السريع في الذكاء الاصطناعي والإمكانات الضخمة التي تتمتع بها هذه التكنولوجيا في معالجة بعض التحديات التي تواجهها المجتمعات اليوم". وأضاف كنت أستكشف التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت حتى بشكل أفضل كيف يمكن لقطاع الصناعات أن يتعاون مع صناع السياسة في حل هذه التحديات وضمان أن يخدم الذكاء الاصطناعي حياة الناس اليومية...لذلك، فقد سرتني الدعوة لتسلم رئاسة المجلس الاستشاري لشركة افينيتي، والمساعدة في دعم عملهم الرامي إلى تغيير مستقبل خدمة العملاء والاتصالات بين الافراد".
أما ضيا تشيشتي، وهو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة افينيتي، فقال إن تجربة كاميرون السياسية ستكون ذات قيمة كبيرة بالنسبة للشركة، مضيفًا أن "افينيتي تتمحور حول رفع إنتاجية الشركات. وإن الالتزام الشخصي العميق لديفيد بهذه القضايا يجعله في وضع مثالي لقيادة مجلسنا الاستشاري ودعم أفينيتي في مرحلة نمونا المقبلة."
ومن جهتها، انتقدت منظمة "مومنتم" الموالية لجيرمي كوربين زعيم حزب العمال، قائلة "من المثير للاهتمام أن الرجل الذي سنّ ضريبة غرف النوم، وخفّض الضرائب على الشركات، وقسّم البلاد، قد تم تعيينه بفضل قدرته على الاشراف (الاستراتيجي). النخبة البريطانية تفشل فقط في الارتقاء إلى أعلى."
وجاء الإعلان عن الوظيفة الجديدة في الوقت الذي يستعد فيه ناشرو كاميرون لإصدار سيرته الذاتية التي تشتمل على آرائه "الصريحة والشخصية" حول استفتاء الاتحاد الأوروبي و "آرائه حول مستقبل مكانة بريطانيا في العالم"، وذلك قبل مؤتمر انعقاد المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم في الخريف المقبل.
يُشار إلى أن رئيس وزراء حزب المحافظين السابق ابتعد عن الأضواء منذ مغادرته منصبه في يوليو 2016، وتجنّب التعليق علنًا على أداء خليفته تيريزا ماي، بسبب عدم رغبته في التسبب بمزيد من الاضطراب في واحدة من أكثر الفترات تأزماً وأقلها استقراراً في التاريخ السياسي البريطاني.
© The Independent