أعلن المتحف البريطاني عن اكتشاف منحوتة مصنوعة من الطبشور عمرها 5000 سنة في ريف "يوركشاير"، في ما يعد "أهم القطع الفنية من عصر ما قبل التاريخ يعثر عليها في بريطانيا خلال 100 سنة الماضية".
وعثر على الطبل في أحد العقارات الريفية قرب بلدة "بورتون أغنيس"، وقدم للعلماء لمحة إضافية عن التفاعل الثقافي بين مجتمعات ما قبل التاريخ في أنحاء بريطانيا وإيرلندا.
وقد زينت المنحوتة التي ستعرض أمام الجمهور في "المتحف البريطاني"، بأنماط تتناغم مع الأسلوب الفني الذي يعود إلى وقت بناء آثارات "ستونهنج Stonehenge" الشهيرة.
وتكمن أهمية طبل "بورتون أغنيس" في نقاط التشابه التي تميزه مع ثلاث آلات طبل أخرى اكتشفت على بعد 15 ميلاً في "فولكتون" الواقعة شمال "يوركشاير" سنة 1889، إذ تتميز تلك الآلات الثلاث بشكلها الأسطواني الذي يشبه البرميل، وقد صنعت من الطبشور، وعثر عليها في مواقع قبور، ويعتقد أنها لم تستخدم للموسيقى بل للزينة.
ويدل اختبار التأريخ الكربوني الذي خضعت له العظام المدفونة إلى جانب طبل "بورتون أغنيس"، إلى أنه يعود إلى الحقبة الممتدة بين عامي 3005 و2890 قبل الميلاد.
وكذلك يعتقد أن الطبول الثلاثة الشبه متطابقة التي اكتشفت في "فولكتون"، تعود إلى الحقبة نفسها ما يجعلها أقدم بحوالى 500 سنة عما جرى افتراضه في السابق، وفي هذا السياق، يرى علماء الآثار أن هذا الأمر يؤكد أن الطبول صنعت في الحقبة نفسها التي شهدت أول مرحلة في بناء معلم "ستونهنج" التاريخي.
وفي هذا الإطار، يعتقد أنه في الوقت الذي نقلت فيه أعمدة ذلك المعلم الشهير، من غرب "ويلز" إلى سهل "سالزبوري"، كانت المجتمعات في أنحاء بريطانيا وإيرلندا تتشارك أيضاً أساليب فنية، وعلى الأرجح معتقدات أيضاً، عبر مسافات طويلة.
وفي سياق متصل، أشار نيل ويلكين أمين معرض "عالم ستونهنج" في "المتحف البريطاني" إلى أنه [الطبل المكتشف في بورتون أغنيس] "اكتشاف في غاية الأهمية، بل أهم قطعة تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ يعثر عليها في بريطانيا خلال قرن من الزمن.
وأضاف أن ذلك الطبل "يعكس التواصل بين المجتمعات في يوركشاير وستونهنج وأوركني وإيرلندا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشار إلى أنه عثر أيضاً على رفات ثلاثة أولاد مدفونين بالقرب من الطبل [في بورتون أغنيس] ما يدل إلى أن تلك القطعة أدت دوراً في تقاليد الحداد والحزن لدى البريطانيين القدامى.
وتابع ويلكين، "يعد اكتشاف مدفن بورتون أغنيس أمراً مؤثراً للغاية. إن المشاعر التي يعبر عنها الطبل المكتشف الجديد قوية جداً وخالدة، وتتجاوز عصر ستونهنج وتعكس لحظة مأساة ويأس لم يخفت وهجها بعد على الرغم من مرور 5000 سنة".
وفي سياق متصل، عثر أيضاً في الموقع نفسه [الذي اكتشف فيه طبل بورتون أغنيس] على مسمار عظمي وطابة من الطبشور يعتقد أنهما يدلان على الخصوبة.
وفي سياق متصل، سيعرض الطبل أمام الجمهور للمرة الأولى في "المتحف البريطاني" ضمن جناح معرض "عالم ستونهنج" الذي يفتح أبوابه، الأسبوع المقبل.
وسيصار إلى عرضه بجانب طبول "فولكتون" مع ما يزيد على 400 قطعة أخرى من شأنها أن تمنح مزيداً من المعلومات عن الحياة على الجزر البريطانية في العصر البرونزي الذي شهد بناء معلم "ستونهنج".
يذكر أن تلك المنحوتة [طبل بورتون أغنيس] اكتشفت للمرة الأولى خلال عمليات حفر روتينية أجرتها شركة "آلن للآثار" سنة 2015. ومنذ ذلك الوقت، أخضعت المنحوتة لأبحاث مكثفة وأعمال حفظ وصيانة.
© The Independent