في ظل التحذيرات الأميركية لروسيا من غزو متوقع لاوكرانيا يثار سؤال حول قدرة الأسواق الدولية على تجنب آثار الحرب؟ وهل هناك مخاوف من تغيير قادم لهرب رؤس الأموال إلى إستثمارات أكثر أمانا؟ في هذا الوقت تكبدت الأسواق العالمية خسائر فادحة حيث سجلت الأسهم الأوروبية أدنى مستوياتها في 20 يوماً وقادت أسهم قطاعات السفر والبنوك والسيارات الانخفاضات وسط مخاوف المستثمرين من المخاطر السياسية عقب تحذيرات من أن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت. وانخفض المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة اثنين في المئة، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 25 يناير (كانون الثاني). وتراجعت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات وقادت قطاعات السفر والترفيه والقطاع المصرفي وقطاع صناعة السيارات الانخفاضات.
أسهم الطاقة
ونزلت أسهم قطاع الطاقة 0.5 في المئة وكان أقل القطاعات انخفاضاً بعد أن ارتفع سعر النفط إلى أعلى مستوياته في أكثر من سبع سنوات.وتخلى المستثمرون عن الأصول التي تنطوي على مخاطر وانتقلوا لملاذات آمنة، مثل الذهب والسندات الحكومية، بعد أن حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت وقد تختلق ذريعة للهجوم. ونزل سهم "كلاريانت" السويسرية 16.5 في المئة بعد أن أجلت شركة الكيماويات إصدار نتائج أعمالها عن عام 2021 بسبب تحقيق يتعلق بالحسابات. ونزل سهم "كومرتسبنك" 7.5 في المئة بعد أن قال وزير المالية الألماني "إن الحكومة لن تبقي على حصتها في البنك في الأجل الطويل".
الدولار عند ذروة أسبوعين
وفي العملات ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في أسبوعين مع سعي المستثمرين إلى لأصول التي تعتبر ملاذات آمنة، وسط مخاوف من أن تكون روسيا تحضر لغزو أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة "إن روسيا قد تقوم بهذه الخطوة في أي وقت وقد تختلق ذريعة فجأة لشن هجوم، وأكدت أمس الأحد تعهدها بالدفاع عن كل شبر في أراضي حلف شمال الأطلسي.وتنفي روسيا أي نية لشن هجوم وتتهم الغرب "بالهيستيريا".وارتفع مؤشر الدولار 0.4 في المئة إلى 96.328 في أعلى مستوى منذ الأول من فبراير (شباط).وزاد سعر الروبل الروسي 0.2 في المئة إلى 76.99 روبل للدولار بعد تراجعه لأدنى مستوياته منذ 28 يناير يوم الجمعة نتيجة تخلص المستثمرين من الأصول الروسية. وأشار محللون لدى "كومرتسبنك" إلى أن "اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية بجعل دورات الأداء الاقتصادي في منطقة اليورو عرضة للخطر بشكل خاص في حال تصعيد الصراع في أوكرانيا". وانخفض اليورو بنسبة 0.4 في المئة إلى 1.1309 دولار وهو أدنى مستوى له منذ الثالث من فبراير. وتراجع اليورو يوم الجمعة عندما طغى الاندفاع للحصول على الأصول الآمنة على توقعات بأن يشدد البنك المركزي الأوروبي السياسة النقدية.وقالت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي "إن أي إجراء يتعلق بالسياسة النقدية سيكون تدريجيا".ومن المقرر أن يصدر مجلس الاحتياط الاتحادي وقائع اجتماعه لشهر يناير يوم الأربعاء، لكن محللين استبعدوا أن يحوز أي إجراء قد يتخذه البنك المركزي الأميركي على اهتمام الأسواق حتى تتراجع مخاطر التصعيد المحيطة بأوكرانيا. وارتفع الين 0.3 في المئة إلى 115.15 ين للدولار و0.6 في المئة أمام اليورو. واستقر الفرنك السويسري على 1.0479 أمام اليورو غير بعيد من أعلى مستوياته منذ الثالث من فبراير الذي سجله يوم الجمعة.
الذهب يهبط من ذروة 3 أشهر
وتراجعت أسعار الذهب مع صعود الدولار الأميركي، لكن المخاوف من الصراع بين روسيا وأوكرانيا حدت من خسائر المعدن الذي يعتبر ملاذاً آمناً، وأبقت مستثمري البلاديوم في حال قلق. وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1855.86 دولار للأوقية، وكانت الأسعار قد سجلت يوم الجمعة أكبر مكاسب منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) ووصلت إلى أعلى مستوى منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) عند 1865.15 دولار. وارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.6 في المئة إلى 1853.70 دولار. وقالت الولايات المتحدة أمس الأحد "إن روسيا قد تختلق ذريعة مفاجئة لشن هجوم على أوكرانيا، لكن موسكو نفت وجود أي خطط لغزو جارتها واتهمت الغرب بالتصرف "بهستيريا"، على الرغم من حشدها أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا. وارتفع الدولار 0.2 في المئة، كما صعدت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، مما رفع كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك، ارتفع البلاديوم الذي يستخدم في صناعة السيارات 0.2 في المئة إلى 2310.31 دولار للأوقية، بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر تقريباً في 31 يناير.وقال أولي هانسن، المحلل لدى بنك "ساكسو"، "إن صادرات روسيا من البلاديوم تقترب من 50 في المئة من الإنتاج العالمي، مما يجعل المعدن منكشفاً بشدة على مخاطر الخفوض المؤقتة في الإمدادات الروسية إذا تصاعد الصراع مع أوكرانيا".وصعد سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 23.69 دولار للأوقية، في حين انخفض البلاتين 0.5 في المئة إلى 1021.93 دولار.
مؤشر طوكيو يهبط لأدنى مستوى
وهبط مؤشر "نيكي" القياسي الياباني إلى أدنى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع مدفوعاً بتراجع أسهم التكنولوجيا بفعل مخاوف المستثمرين بشأن التوترات المتنامية المحيطة بأوكرانيا وتنامي مخاطر التضخم في الولايات المتحدة.وخسر المؤشر "نيكي" 2.23 في المئة ليغلق عند 27079.59 نقطة، مسجلاً أكبر هبوط يومي بالنسبة المئوية منذ 27 يناير، ومتراجعاً لأقل من مستوى 27000 نقطة للمرة الأولى منذ 31 يناير. ونزل المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 1.63 في المئة إلى 1930.65 نقطة.وشهدت الجلسة هبوط أسهم الشركات ذات الثقل، مع تراجع شركة "فاست" للتجزئة المشغلة لسلسلة "يونيكلو" للملابس 3.09 في المئة، وسهم مجموعة "سوفت بنك" المتخصصة في الاستثمار في صناعة التكنولوجيا 3.92 في المئة، وكذلك سهم "دايكن إندستريز" لصناعة مكيفات الهواء 4.1 في المئة.كما هبط سهم "بريدجستون" لصناعة الإطارات 8.92 في المئة، وكان الأسوأ أداء على المؤشر "نيكي"، يليه سهم منصة البيانات الطبية "إم3" الذي تراجع 7.08 في المئة.
وكانت شركات التنقيب عن النفط في مقدم الأسهم الرابحة من بين 33 مؤشراً فرعياً للصناعات على المؤشر الرئيس، إذ قفزت 6.24 في المئة. وارتفع سهم "إنبيكس" 6.56 في المئة فيما صعد سهم "جابيكس" للتنقيب عن النفط 6.92 في المئة.