في وقت كان مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون يعبرون فيه عن أملهم بشق طريق نحو اتفاق مع لبنان حول الحدود البحرية ومساهمة ذلك في تهدئة الأوضاع، أطلقت صفارات الإنذار في طبريا ومنطقة جنوب الجولان وبلدات الشمال في الجليل الأعلى وإصبع الجليل.
ودخل الإسرائيليون في حال رعب وذهول بعد اختراق طائرة مسيّرة الحدود الشمالية من لبنان وفشل القبة الحديدية في إسقاطها لتعود إلى لبنان دون معرفة ما إذا تمكنت من تحقيق هدفها، في حال كان استخباراتياً، يتمثل بالتقاط صور وجمع معلومات.
وخلافاً لمرات سابقة، اعترف الجيش الإسرائيلي، على الفور، بعد ظهر يوم الجمعة 18 فبراير (شباط)، أنه فشل في اعتراض طائرة مسيّرة أطلق باتجاهها صواريخ اعتراضية من القبة الحديدية وأخرى من مروحيات مقاتلة. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي فإن الطائرة المسيّرة تابعة لـ"حزب الله" ونجحت في اختراق المجال الجوي الإسرائيلي.
على الجهة الأخرى
في المقابل، قال "حزب الله" إن رحلة الطائرة المسيّرة كانت مهمة استطلاع استغرقت 40 دقيقة. وكان الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه بدأ إنتاج طائرات مسيّرة في لبنان.
وبعد ذلك بساعات، سمع هدير قوي في أجواء العاصمة اللبنانية بيروت، رجح أن يكون السبب فيه طائرات إسرائيلية حلقت على أدنى مستوى لها منذ سنوات، بحسب ما ذكر مصدر أمني لبناني.
المرة الثانية
من جهة أخرى، هذه هي المرة الثانية في أقل من 48 ساعة، تطلق فيها طائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل. وكانت طائرتان قد أطلقتا من غزة ولبنان الخميس (17 فبراير)، وقال الجيش الإسرائيلي إن إسقاطهما تم بنجاح.
وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد أعلنت أنها تستعد لاحتمال تعرض إسرائيل لهجوم بطائرات مسيّرة من إيران نحو أهداف استراتيجية وأمنية إسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني رفيع أنه "سيكون من السهل جداً تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية بطائرات مسيّرة مفخخة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مناورات بحرية
وتجاوزت الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية احتمال "حرب طائرات مسيّرة" ليشارك الجيش الإسرائيلي لأول مرة في المناورة البحرية الدولية الأكبر في العالم "آي أم أكس"، IMX (International Maritime Exercise)، التي جرت في منطقة البحر الأحمر والمياه الإقليمية البحرينية بقيادة الأسطول الخامس الأميركي وبمشاركة نحو 60 أسطولاً ومنظمة دولية.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد تدرب عناصره على مهام تحت الماء لتحييد ألغام بحرية، إضافة إلى كشف وإنقاذ تحت الماء. في مقابل ذلك، وفي منطقة شمال البحر الأحمر وخليج إيلات، تدرب أسطول سفن الصواريخ الإسرائيلي على سيناريوهات إنقاذ من خلال قطع بحرية، إضافة إلى سيناريوهات طبية بحرية جنباً إلى جنب مع قوات خفر السواحل التابعة للأسطول الخامس.
اتفاق الحدود البحرية
وسط هذه الأجواء الحربية والاستعدادات لها، انبثق أمل لدى الإسرائيليين باتفاق قريب مع لبنان حول الحدود الحربية بوساطة أميركية، ما يضع حداً للنزاع حول ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. جاء هذا التفاؤل الإسرائيلي في أعقاب رسالة نقلها إلى تل أبيب أخيراً، المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، والتي بحسبها ستعمل الحكومة اللبنانية على التقدم في المفاوضات، التي وصلت إلى مرحلة متقدمة، مع وضع شروط.
وسيسهم الاتفاق، وفق الإسرائيليين، في توزيع الارباح المتوقعة من مخزونات الغاز التي توجد في المنطقة البحرية المختلف عليها.
يذكر أن المنطقة البحرية محل الخلاف هي مثلث بمساحة 530 كيلومتراً مربعاً يقع في منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل، ويدعي كل طرف سيادته عليها. وبحسب الاتفاق الآخذ في التبلور، فإن شركات طاقة دولية، التي ستحصل على حقوق التنقيب والاستخراج لمخزونات الغاز الطبيعي التي توجد في المنطقة، سيمكنها البدء بالعمل.
وفي تقدير الإسرائيليين قد يحدد الاتفاق جهة وسيطة دولية مقبولة من جميع الأطراف، ستحدد حجم المنافع التي ستحصل عليها كل دولة. وستكون هذه الجهة أيضاً مسؤولة عن الرقابة على نقل الأموال والغاز التي تكون من حق كل دولة.
وفي أعقاب الرسالة التي نقلها المبعوث الأميركي، أجرت الأجهزة الأمنية أبحاثاً عدة، أعلن في أعقابها مسؤولون أن التقديرات الإسرائيلية بأن "حزب الله"، وعلى الرغم من رفضه القبول باتفاق يمنعه من العمل في منطقة مقابلة لإسرائيل في المستقبل، فإنه معني بالاتفاق. ويعتقد الإسرائيليون أنه "حتى من دون تعهد رسمي من (حزب الله) تجاه الاتفاق، فإن الأرباح الكبيرة التي سيحصل عليها لبنان من استخراج الغاز ستجعل نصرالله يتجنب المس بمخزونات الطاقة الإسرائيلية في حال القتال، أو على الاقل ستجعله يحسب خطواته".