في بادرة تضامن نادرة، وزّع بورميون بوذيون الورود البيضاء على مسلمين متوجّهين لأداء صلاة عيد الفطر، في البلد الذي يشهد توترات بين المسلمين والبوذيين.
فأمام مسجد دارغا فييانغون شرق البلاد، اصطف متطوعون ووزّعوا الورود على عشرات المسلمين المتوجّهين إلى المسجد.
هجمات على المصلين
وكانت حملة الورود البيضاء بدأت قبل ثلاثة أسابيع، على إثر مداهمة مجموعة، مؤلفة من حوالى 200 شخص من القوميين المتشددين، ثلاثة مواقع يؤدي فيها المسلمون الصلاة أثناء شهر رمضان، وأجبروهم على التوقف.
وردّت الشرطة بعرض الحماية على المصلين المصدومين، وبإصدار مذكرة اعتقال بحق أحد قادة المجموعة المهاجمة.
ودعا حينها الراهب المعتدل سينديتا المسلمين إلى الصبر، وقدّم لهم الورود البيضاء كتعبير عن التضامن معهم، مطلقاً بذلك حملة الورود البيضاء، التي وزّع فيها فريق من 100 متطوّع قرابة 15 ألف وردة على المسلمين، في 23 موقعاً في مختلف أنحاء البلاد، خلال شهر رمضان.
رفع معنويات المسلمين
وقال المسلم تين مينت (42 عاماً)، لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ هذه البادرة ترفع الروح المعنوية للمسلمين، مضيفاً "بعض البوذيين ساعدوا في حمايتنا".
والمواطن سوي وين (33 عاماً)، رأى بدوره أن الورود هي "تحذير للمتطرفين بأنّ كثيرين في بورما لا يشاركونهم آراءهم الظالمة".
ويشكّل المسلمون ما بين ثلاثة إلى أربعة في المئة من سكان بورما البوذية، وهم موجودون فيها منذ قرون، وأُرغم حوالى 740 ألف شخص من مسلمي الروهينغا على الفرار إلى بنغلادش المجاورة، على إثر حملة قمع شنّها الجيش ضدّهم عام 2017.