انخفض معدل الإقبال على فحوص الكشف عن سرطان الثدي إلى أدنى مستوى يسجل على الإطلاق خلال جائحة كورونا، إذ تراجعت أعداد النساء اللائي خضعن للتشخيص بأكثر من الثلث.
تظهر الأرقام أن 1.19 مليون امرأة فقط في سن 45 عاماً فما فوق خضعن لفحوص الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي في 2021- 2020، في حين انخفضت أعداد النساء اللاتي لبين فعلاً دعوتهن إلى القيام بهذه الفحوص حتى 61 في المئة.
منظمة "بريست كانسر ناو" Breast Cancer Now (سرطان الثدي الآن) الخيرية في المملكة المتحدة أجرت تحليلاً لأرقام صدرت عن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية ("أن أتش أس" NHS) الخميس الماضي، وقد تبين فيه أن الإقبال على فحوص الثدي بلغ خلال العام الأول من جائحة كورونا أدنى مستوى له منذ أن بدأ تسجيل البيانات في هذا الشأن.
كذلك أظهرت الأرقام وجود تفاوت بين المناطق في الإقبال على فحوص الكشف عن سرطان الثدي، إذ استجابت 54 في المئة من النساء في لندن لدعوات الخضوع للإجراءات الطبية اللازمة في مقابل 65 في المئة في شرق ميدلاندز والجنوب الشرقي للبلاد.
وانخفض عدد النساء اللاتي رصدت الفحوص إصابتهن بالسرطان بنسبة 40 في المئة تقريباً، على الرغم من أنه عند احتساب هذه المعدلات لكل 1000 امرأة نجد أنها ارتفعت بنسبة 8.4 في المئة.
وتجيء هذه الأنباء بعدما كشفت أرقام نشرتها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" أن نصف المريضات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي انتظرن أكثر من أسبوعين قبل أن يتمكن من رؤية اختصاصي، وذلك بعد حصولهن على إحالة عاجلة إثر رصد إصابتهن بسرطان الثدي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفق تحليل نهض به "حزب العمال" البريطاني في يناير (كانون الثاني)، واجهت مريضات سرطان الثدي فترات انتظار أطول مقارنة مع جميع الإحالات الخاصة بالسرطانات الأخرى.
وقالت البارونة ديليث مورغان، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "بريست كانسر ناو"، "إن تراجع عدد النساء اللاتي خضعن لفحوص سرطان الثدي بين مارس (آذار) 2020 ومارس 2021، مقارنة مع السنة السابقة، يعتبر تنبيهاً مقلقاً إلى التأثيرات المروعة والمستمرة التي تطرحها جائحة كورونا على الرعاية الطبية والتشخيص اللازمين لمريضات سرطان الثدي.
الحال أن "الإقبال على فحوص سرطان الثدي انحدر إلى أدنى مستوى له في التاريخ، ذلك أن أقل من 62 في المئة من النساء استجبن الدعوة للقيام بالفحوص اللازمة، على الرغم من أن موظفي "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" يعملون من دون كلل وفي أصعب الظروف، لإعادة تشغيل خدمات فحوص الثدي واستئناف ما كانوا بدأوا به، بعدما اضطروا إلى تعليقها مؤقتاً في مارس 2020"، أضافت البارونة ديليث.
في الحقيقة "تخفي هذه الأرقام كلفة بشرية قاسية، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 8870 امرأة في المملكة المتحدة يكابدن سرطان الثدي غير المكتشف نتيجة للجائحة، علماً أن الفحوص الروتينية كانت لترصد عدداً كبيراً منهن. للأسف، يشير بحث إلى أن سرطان الثدي من شأنه أن يزهق أرواح ما يصل إلى 680 امرأة أخرى في العقد المقبل بسبب التأثيرات السلبية للجائحة على إجراء الفحوص"، بحسب ما جاء في كلام البارونة ديليث.
كذلك قالت البارونة ديليث إن الفحوص تشكل أداة بالغة الأهمية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وحثت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" ("أن أتش أس إنجلترا) NHS England على العمل من أجل تحسين مستوى الإقبال على الفحوص الطبية اللازمة والانتهاء من عمليات التشخيص المتراكمة حالياً.
وترى البارونة ديليث أن "العودة الشاملة لبرنامج فحوص الثدي، وخطة ممولة بالكامل للقوى العاملة الخاصة بالتشخيص المطلوبة لتشغيله، لا بد من أن يشكلا ركيزتين أساسيتين في استراتيجية الحكومة البريطانية المقبلة التي تستهدف مكافحة السرطان لـ 10 سنوات في إنجلترا".
في المملكة المتحدة كل من يسعى إلى الحصول على الدعم والمعلومات في مقدوره الاتصال بالخط الهاتفي المجاني لمنظمة "بريست كانسر ناو" على0808 800 6000 ، والتحدث إلى فريقها المتخصص من الممرضين والممرضات.
تحدث في هذا الشأن أيضاً البروفيسور ستيفن بويس، المدير الطبي في "أن أتش أس"، فقال إن "الجائحة تركت حتماً تأثيراً سلبياً في بعض الخدمات الصحية الروتينية، ونعلم أن عدداً أقل من الأشخاص تقدموا للخضوع لفحوص السرطان".
"الآن تدعو "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" أعداداً منقطعة النظير من الناس إلى القيام بالفحوص المطلوبة، فيما تستثمر 70 مليون جنيه استرليني أخرى لدعم الخدمات الخاصة بالفحوص التي نعلم أنها تنقذ آلاف الأرواح، لذا من الضروري أن تلبي النساء الدعوات التي تصلهن من أجل الخضوع لفحوص" الكشف عن السرطان، ختم البروفيسور بويس.
© The Independent