كانت الهزيمة بنتيجة 4-1 أمام واتفورد في استاد "فيكاريدج رود" في نوفمبر (تشرين الثاني)، خاتمة رائعة لكل ما كان خاطئاً خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة من فترة تدريب النرويجي أولي غونار سولسكاير لمانشستر يونايتد.
في ذلك اليوم، كان يونايتد لا يشكل أي تهديد في الاستحواذ، وكان الأداء والنتيجة في غاية السوء، وظهر أن الفريق يحتاج إلى تغيير المدير الفني.
مرّت ثلاثة أشهر وتحسنت الأمور، حتى لو لم يكن الأمر كذلك دائماً تحت قيادة المدير الفني المؤقت رالف رانغنيك، لكن الفريق بات يلعب بأسلوب مميز على الأقل، ويميل إلى السيطرة على الخصوم الأقل شأناً، وتلقى هزيمة واحدة في 16 مباراة، وهي سلسلة أفضل تلك التي حققها الفريق بسبع هزائم في 17 مباراة تحت قيادة سولسكاير.
ومع ذلك، عندما انطلقت صافرة نهاية مباراة الإياب ضد واتفورد، يوم السبت، كان من الصعب التركيز على أي علامات صغيرة على التقدم، لأنه إذا كانت هزيمة ملعب "فيكاريدج رود" قد لخصت مشاكل سولسكاير، فإن هذا التعادل السلبي في استاد "أولد ترافورد" أمام نفس المنافس لخصت المستوى مع رانغنيك.
أولاً، عجز مألوف عن إنهاء الفرص التهديفية التي حصل عليها يونايتد في الأسابيع الأخيرة، وخلال المباريات الست التي فشل رانغنيك في الفوز بها في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان للاعبيه 70 محاولة على المرمى، وخلقوا فرصاً تهديفية تبلغ 9.6 هدف بمعدل الأهداف المتوقعة (xG)، وعلى الرغم من ذلك فقد سجلوا خمسة أهداف فقط في تلك التعادلات الخمسة، وتلقوا هزيمة واحدة.
وهذا لا يشمل حتى الخروج من الدور الرابع لكأس الاتحاد الإنجليزي أمام ميدلسبره، عندما أنهى تبذير يونايتد أمام المرمى آخر أمل واقعي في الحصول على الألقاب هذا الموسم.
وقال رانغنيك، يوم السبت، "وظيفتنا كمدربين أو مديرين فنيين هي مساعدة الفريق على خلق فرص كافية، إذا كانت لدينا فرصتان أو ثلاث فرص فقط في المباراة، فيمكننا أن نسأل أنفسنا ما الذي يمكننا فعله لخلق مزيد، لكن عدد الفرص الواضحة التي سنحت لنا اليوم يجب أن تكون كافية للفوز بمباراة كهذه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويسعى الفريق لتصحيح أخطاء إهدار الفرص، طالما استمرت الفرص في الظهور، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو ميل زخم يونايتد إلى التذبذب أثناء المباريات، فعادة ما يكون الشوط الأول أكثر قوة من جانبهم عن الشوط الثاني، سواء بدأوا أو انتهوا بشكل جيد، فإن الحفاظ على الأداء لمدة 90 دقيقة يبدو مستحيلاً.
وكان هذا هو الحال مرة أخرى يوم السبت، حين تلاشت القوة الكبيرة التي بدأ بها بعد نصف ساعة، وكان يونايتد لا يزال مسيطراً، ولكن لم يكن قريباً من الاختراق نحو المرمى كما كان خلال المراحل الأولى، وكان على برونو فيرنانديز أن يسجل من أي فرصة ذهبية سنحت أمامه، لكنه سدد كرة واحدة على الحارس بن فوستر، قبل أن يهدر عرضية بول بوغبا بتحويلها بعيداً عن المرمى.
وكانت هناك فرصتان واضحتان في الشوط الثاني، الأولى صنعها، وكاد يسجلها اللاعب المفعم بالحيوية أنتوني إلانغا، والثانية أضاعها كريستيانو رونالدو.
وأخطأ رونالدو بالفعل أول رؤية واضحة ليونايتد للهدف، حيث وجه تسديدة قوية نحو القائم بعد خمس دقائق فقط، ثم نادراً ما هدد مرمى المنافس منذ ذلك الحين، إلا عندما وصلت إليه عرضية فيرنانديز في منطقة الجزاء، لكنه أخطأ في تحويلها للمرمى، ربما بسبب ركض بوغبا أمامه، وجعلها تتجه نحو المرمى إلى الحارس فوستر.
وبات لرونالدو الآن هدف واحد في الشهرين الماضيين، منذ منشوره الغريب على "إنستغرام" في يوم رأس السنة الجديدة، وعلى الرغم من تسجيل 47 هدفاً خلال العام الماضي في جميع المسابقات، فقد أخطأ يوم السبت في السيطرة على الكرة في المراوغة والجري، وظهر ابتعاده عن المباراة.
وبحلول بداية الموسم المقبل، سيكون رونالدو أقرب إلى عيد ميلاده الأربعين من عيد ميلاده الخامس والثلاثين، وإذا كان لا يزال هو الخيار الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في يونايتد، فسيتم طرح الأسئلة في غضون ذلك، ومن المفيد أن يعود إدينسون كافاني إلى لياقته البدنية مرة أخرى، حيث يبدو رونالدو بشكل متزايد كمهاجم يبلغ من العمر 37 عاماً، ويحتاج إلى الراحة، لكنه على الأقل جاهز للعب باستمرار.
وقال رانغنيك، "يجب أن نلعب بهؤلاء اللاعبين المتاحين لدينا"، ورداً على سؤال حول بدء ظهور علامات التعب على رونالدو، "لقد تحدثت معه أمس قبل المباراة، قبل جلسة التدريب أخبرني أنه لائق تماماً للعب، ولهذا السبب قررت أن يكون في التشكيلة الأساسية".
"إدينسون، كما قلت لن يكون متاحاً للعب". وأضاف، "ليس لدينا هذا العدد الكبير من المهاجمين الآخرين"، مشيراً إلى أن يونايتد ألقى بكل ما لديه من لاعبين في المرحلة النهائية من مواجهة واتفورد. وقال، "أشركت ماركوس راشفورد وجادون سانشو في آخر 15 إلى 20 دقيقة، وتقريباً كل اللاعبين المهاجمين الموجودين في فريقنا كانوا على أرض الملعب"، ومع ذلك لم يكن ذلك كافياً ضد الفريق صاحب الترتيب قبل الأخير في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعندما انطلقت صافرة النهاية في "أولد ترافورد"، لم يكن هناك أي غضب حقيقي شوهد طوال الوقت كالذي كان في ملعب "فيكاريدج" في نوفمبر، لكن الاستهجان والسخرية ظهرا بشكل كبير، بخاصة مع اقتراب مباراة الديربي في استاد الاتحاد الأسبوع المقبل، لذلك فإن المباريات على وشك أن تأخذ منعطفاً خطيراً، ويبدو أن إنهاء الموسم في أحد المراكز الأربعة الأولى بات غير مرجح أكثر فأكثر مع كل نقطة تسقط.
وعلى الرغم من بعض علامات التقدم الصغيرة والباهتة، لا تزال هناك عديد من المشاكل التي يراها الجميع.
© The Independent