أعلنت روسيا، مساء الاثنين، وقف إطلاق نار في عدد من المدن الأوكرانية، الثلاثاء، اعتباراً من الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش، للسماح بإجلاء مدنيين عبر ممرات إنسانية.
وأوضحت خلية وزارة الدفاع الروسية المكلفة العمليات الإنسانية في أوكرانيا في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية، أن "روسيا الاتحادية تعلن وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة العاشرة بتوقيت موسكو يوم الثامن من مارس (آذار)" بهدف إجلاء مدنيين من كييف، وكذلك من مدن سومي وخاركيف وتشيرنيغيف وماريوبول.
وكانت موسكو قد أعلنت، صباح الاثنين، عن عمليات وقف إطلاق نار محلية وفتح ممرات للسماح بخروج المدنيين من مدن عدة تحاصرها في أوكرانيا، حيث يزداد الوضع الإنساني سوءاً يوماً بعد آخر، وحيث بدأ الغذاء ينفد.
لكن أوكرانيا رفضت إجلاء المدنيين إلى روسيا، إذ تؤدي أربعة من ستة ممرات اقترحتها موسكو إلى روسيا أو جارتها وحليفتها بيلاروس. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجيش الروسي بإحباط عمليات الإجلاء الأخرى من خلال الاستمرار في إطلاق النار.
وقال زيلينسكي في فيديو نشره عبر تطبيق "تلغرام"، "كان هناك اتفاق بشأن الممرات الإنسانية. هل يطبق ذلك؟ ما يطبق هو الدبابات الروسية، والغراد (راجمات الصواريخ) والألغام الروسية".
واتهم القوات الروسية بـ"تلغيم الطريق الذي تم الاتفاق على إيصال الغذاء والدواء" عبره إلى مدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب أوكرانيا، و"تدمير الحافلات" المخصصة لإجلاء المدنيين من مناطق القتال.
وتابع زيلينسكي، "إنهم يقومون بفتح ممر صغير لعشرات الأشخاص إلى الأراضي المحتلة. ليس حتى باتجاه روسيا، بل باتجاه أدوات الدعاية، مباشرة إلى كاميرات التلفزيون".
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن بلاده تريد إجراء محادثات مباشرة بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لأن كييف تعلم أن بوتين هو صاحب القرار في موسكو.
وقال في تصريحات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة، الاثنين، السابع من مارس (آذار)، "لطالما أردنا إجراء محادثات مباشرة بين رئيس أوكرانيا وفلاديمير بوتين، لأننا جميعاً ندرك أنه هو من يتخذ القرارات النهائية، لا سيما في الوقت الحالي".
وأضاف، "رئيسنا لا يخشى شيئاً، بما في ذلك اجتماع مباشر مع بوتين. إذا كان بوتين لا يخشى أيضاً، فليأتِ إلى الاجتماع، فليجلسا، ويتحدثا معاً".
جاء ذلك، بعد الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية - الأوكرانية، مساء الاثنين. وقد أعلن الأوكرانيون تحقيق "بعض النتائج الإيجابية" بشأن الممرات الإنسانية، فيما رأى الروس أنها لم تكن "بمستوى التطلعات".
وكتب العضو في الوفد الأوكراني مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك على "تويتر"، "حصلنا على بعض النتائج الإيجابية بشأن لوجيستية الممرات الإنسانية". وأضاف، "سيتم إدخال تغييرات، وسنقدم مساعدة أكثر فاعلية لمن يعانون عدوان الاتحاد الروسي".
وأشار إلى أنه بالنسبة إلى المسائل الجوهرية، ولا سيما تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار، "ستتواصل مناقشات مكثفة"، غير أنه ليس هناك حتى اليوم "نتائج يمكن أن تحسن الوضع".
من جانبه، أعلن كبير المفاوضين الروس فلاديمير مدينسكي، أن الجولة الثالثة التي جرت على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروس لم تكن "بمستوى تطلعات" موسكو. وقال في تصريحات نقلها تلفزيون "روسيا 24" العام، "نأمل أن نتمكن في المرة المقبلة من تحقيق تقدّم أكبر".
وقال المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي للتلفزيون الروسي الحكومي، "الجولة التالية، وهي الرابعة، ستكون في بيلاروس في المستقبل القريب جداً... لن أحدد موعداً. سيتم تحديده ربما غداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي التطورات الأخيرة غداة تكثيف القوات الروسية قصفها مدناً أوكرانية عدة، واستهدف قصف جوي مكثف، مساء الأحد، مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
ووفقاً لهيئة أركان الجيش الأوكراني، تركز القوات الروسية جهودها على خاركيف، وتشيرنيغوف (شمال) وسومي (شمال شرق) وميكولاييف (جنوب) و"تحشد مواردها لشن هجوم" على كييف. كما دارت معارك عنيفة، طوال الأحد، في ضواحي العاصمة وفقاً للإدارة الإقليمية الأوكرانية، ولا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كيلومتراً غرب كييف)، وكذلك في تشيرنيغيف (150 كيلومتراً شمال العاصمة).
وفي العاصمة، يقف الجيش على أهبة الاستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غرباً لوقف تقدم الدبابات الروسية.
في الأثناء، أدى تفاقم الصراع إلى مزيد من الاضطراب في الأسواق الدولية مع تسجيل ارتفاع حاد في أسعار النفط والذهب وهبوط حاد في أسواق الأسهم في آسيا.
تابعوا آخر التطورات الأوكرانية في هذه التغطية المباشرة.