بعد إعلان الاتحاد الأوروبي أن الوقت حان لتتخذ واشنطن وطهران القرارات السياسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء 8 مارس (آذار)، إن طهران لن تتراجع عن خطوطها الحمراء في المحادثات النووية مع القوى العالمية.
وصرّح رئيسي أن "الحكومة تواصل المفاوضات النووية بما يتفق تماماً مع المبادئ والإطار الذي حدده الزعيم الأعلى"، في إشارة إلى آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل في قرار طهران.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية عن رئيسي قوله عن إيران إنها "لم ولن تتراجع عن أي من هذه الخطوط الحمراء".
في السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الأميركية، بعد اجتماع وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة وفرنسا اتفقتا على مواصلة التنسيق الوثيق بينهما في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وتسعى إيران إلى رفع جميع العقوبات وتريد ضمانات من الولايات المتحدة بأنها لن تتخلى عن الاتفاق مرة أخرى بعدما انسحب الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترمب، من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض العقوبات عليها.
وذكرت وسائل إعلام رسمية، الثلاثاء، أن الحرس الثوري الإيراني، الخاضع لعقوبات أميركية، نجح في إطلاق قمر اصطناعي عسكري ثانٍ في المدار في ما سيكون تقدماً آخر للجيش الإيراني.
وفي حال انهيار المحادثات، فقد يحمل ذلك خطر دخول طهران في سباق سريع قصير للحصول على سلاح نووي وإشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط. ويمكن أن يدفع الغرب إلى فرض مزيد من العقوبات القاسية على إيران وزيادة ارتفاع أسعار النفط العالمية، المرتفعة بالفعل بسبب الصراع في أوكرانيا.
تشاور المرحلة النهائية
ووصلت المفاوضات المستمرة منذ 11 شهراً لإحياء الاتفاق النووي، المبرم عام 2015 والذي رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، إلى مراحلها النهائية.
وتوقعت الأطراف المشاركة في المحادثات الأسبوع الماضي التوصل إلى اتفاق في غضون أيام.
وقال مسؤول أوروبي وآخر إيراني، الثلاثاء، إن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني من المقرر أن يعود صباح الأربعاء إلى فيينا حيث تُجرى المحادثات.
وقال دبلوماسيون إن باقري غادر المحادثات بشكل مفاجئ يوم الاثنين لإجراء مشاورات في طهران. وقال المسؤول الإيراني إن موعد عودته ربما يتغير.
وغادر مفاوضون أوروبيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالفعل المحادثات مؤقتاً لأنهم اعتقدوا أنهم ذهبوا إلى أبعد مما يمكن أن يذهبوا إليه وأصبح الأمر الآن متروكاً للطرفين الرئيسين للاتفاق على القضايا المعلقة، بما فيها مدى رفع العقوبات المفروضة على إيران.
التغلب على الخلافات
وقال إنريكي مورا، مسؤول الاتحاد الأوروبي لتنسيق المحادثات، الاثنين، إنه يجب اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لاختتام المفاوضات بنجاح في الأيام القليلة المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر دبلوماسيون أنه ما زالت هناك حاجة للتغلب على عدد من الخلافات في المحادثات التي تضررت كذلك بسبب مطالبة روسيا في اللحظة الأخيرة بضمان من الولايات المتحدة بأن التجارة والاستثمار والتعاون العسكري التقني الروسي مع إيران لن تعرقله العقوبات المرتبطة بغزوها لأوكرانيا.
وقلل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من هذا الأمر خلال زيارة لإستونيا، قائلاً إن لروسيا مصلحة ذاتية في منع إيران من حيازة أسلحة نووية.
وأردف "نواصل العمل لمعرفة إذا ما كان في إمكاننا العودة إلى الامتثال المتبادل مع إيران للاتفاق. وتواصل روسيا المشاركة في هذه الجهود ولها مصلحتها الخاصة في ضمان عدم قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي".
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قد قالت الاثنين، إن الولايات المتحدة وحلفاءها "يقتربون" من اتفاق نووي مع إيران، لكن "العناصر المهمة" لا تزال بحاجة إلى اتخاذ قرارات بشأنه.
روسيا تؤيد مطالب إيران
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لنظيره الروسي سيرغي لافروف، إن علاقات طهران مع أي دولة، بما فيها روسيا، يجب ألا تتأثر بالعقوبات.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن أمير عبد اللهيان قال للافروف في اتصال هاتفي، "نحن ضد كل من الحرب والعقوبات. علاقات إيران مع كل الدول، بما فيها روسيا، يجب ألا تتأثر بالعقوبات".
وأضافت الوزارة، أن لافروف أيّد "المطالب المنطقية" لإيران في المحادثات بين طهران والقوى العالمية في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.
لقاء بلينكن ولبيد
والتقى بلينكن مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، الاثنين، في ريغا عاصمة لاتفيا لمناقشة مبادرة إسرائيل الدبلوماسية لإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال لبيد في تصريحات في بداية الاجتماع في حضور الصحافيين، إنهما سيناقشان أيضاً المحادثات الجارية في فيينا بهدف إحياء اتفاق عام 2015 النووي بين إيران والقوى العالمية.
وأضاف أن الاجتماع مع بلينكن يأتي في وقت "يتغير فيه النظام العالمي"، مشيراً إلى الحرب في أوكرانيا، وكذلك المحادثات النووية.
ولا تشارك إسرائيل في مفاوضات فيينا بين إيران والقوى العالمية، لكنها تتشاور مع واشنطن على أمل أن يكون لها مزيد من التأثير على أي إحياء للاتفاق النووي، الذي جرى التوصل إليه على الرغم من اعتراضاتها.
وقال لبيد، "ليس سراً أن بيننا خلافات في هذا الشأن، لكنه حديث بين حلفاء لديهم هدف مشترك يتمثل في منع إيران من أن تصبح دولة على العتبة النووية"