تفتتح زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ تركيا، الأربعاء التاسع من مارس (آذار)، "حقبة جديدة" من العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وفق تعبير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فقد تبادل البلدان خلال الأعوام الماضية الاتهامات في شأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ودعم أنقرة لحركة "حماس" التي تحكم غزة، ووصلت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى في عام 2018 عندما تم طرد سفيري البلدين.
وعلى الرغم من أن منصب الرئيس الإسرائيلي شرفي إلى حد كبير وأن أي خطوات كبيرة نحو التقارب مع تركيا ستتطلب موافقة رئيس الوزراء نفتالي بينيت، إلا أن زيارة هرتزوغ تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات.
وأعلن أردوغان في يناير (كانون الثاني) أنه دعا هرتزوغ إلى إجراء محادثات يقول الجانبان إنها تهدف إلى استكشاف سبل تعميق التعاون.
العمل سوياً على نقل الغاز
وقال أردوغان إن البلدين يمكن أن يعملا سوياً لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا، في إحياء لفكرة نوقشت للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رئيس الشركة الإسرائيلية التي تضخ الغاز من حقل عملاق في شرق البحر المتوسط إن شركته يمكن أن تزود تركيا بالغاز إذا ما وفرت البنية التحتية اللازمة، لكنه لم يعلق على فكرة أردوغان الطموحة لربطها بأوروبا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نيوميد إنرجي" يوسي أبو خلال مؤتمر للمستثمرين قبل أسبوعين، "موقفنا واضح على الدوام. إذا كنتم تريدون الغاز فنحن مستعدون لذلك. أنتم تبنون خط الأنابيب لنا وسنقوم بضخ الغاز".
ويمكن لإمدادات الغاز من البحر المتوسط أن تخفف من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي، وتوقفت الخطط الرامية إلى إنشاء خط أنابيب تحت البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا من دون أن يشمل ذلك تركيا بعدما تخلت الولايات المتحدة عن دعمها للمشروع.
وتستورد تركيا معظم حاجاتها من الطاقة عبر الخارج، لكنها أعلنت اكتشاف 540 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، وتأمل باستخراجه العام المقبل.
10 سنوات من التوتر
وكانت الزيارة الأخيرة لرئيس إسرائيلي إلى تركيا عام 2007 وكانت آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي في العام التالي. وتحدث أردوغان وبينيت هاتفياً في نوفمبر (تشرين الثاني) خلال اتصال يعد الأول من نوعه منذ سنوات.
وتوترت العلاقات عام 2010 عندما قامت قوات خاصة إسرائيلية تنفذ حصاراً بحرياً على قطاع غزة بقتل 10 نشطاء أتراك خلال هجوم على السفينة التركية "مافي مرمرة" التي كانت تنقل مساعدات إلى القطاع.
وعلى مدى سنوات العداء حافظ الجانبان على التجارة التي بلغت 6.7 مليار دولار في عام 2021، ارتفاعاً من خمسة مليارات دولار في عامي 2019 و2020 وفقاً لبيانات رسمية.
واستضافت تركيا العديد من كبار المسؤولين في حركة "حماس" التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وعلى الرغم من تخفيف تركيا حدة انتقاداتها لإسرائيل قبل زيارة هرتزوغ، إلا أنها استبعدت التخلي عن التزامها بدعم إقامة دولة فلسطينية.
وقال المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري لوكالة "رويترز" خلال زيارة لتركيا إن العلاقات بين الحركة وأنقرة راسخة، وإن التقارير الإعلامية عن ضغط تركيا على "حماس" لكبح انتقاداتها لإسرائيل لا أساس لها وغير صحيحة.