تستمر، مساء اليوم الأربعاء، مواجهات إياب دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا، بمواجهتين إحداهما تُمثل صداماً منتظراً بين ريال مدريد الإسباني وضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد فوز النادي الباريسي في مباراة الذهاب بهدف من دون رد، والأخرى تبدو محسومة بعد اكتساح مانشستر سيتي نظيره سبورتنغ لشبونة بخماسية في عقر داره بالبرتغال.
وانطلقت، أمس، مباريات إياب الدور، لحسم الأندية الثمانية التي ستكون قوام الدور ربع النهائي للبطولة الأهم في كرة القدم الأوروبية للأندية.
ولم يشفع لإنتر ميلان، حامل لقب الدوري الإيطالي، فوزه بهدف الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز على مضيفه ليفربول الإنجليزي، حيث مر "الريدز" إلى الدور التالي بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 2-1.
وأظهر فريق المدرب سيموني إنزاغي قوة في الضغط على ليفربول، لكنه فشل في إدراك حلمه بالتأهل بعد حصول مهاجمه ألكسيس سانشيز على بطاقة حمراء بعد الإنذار الثاني بسبب تدخل عنيف ضد فابينيو لاعب وسط ليفربول.
وعلى الجهة الأخرى، كان ليفربول مصاباً بحالة من انعدام التوفيق أمام المرمى، حيث أهدر ثلاثة أهداف عبر تسديد مهاجمه المصري محمد صلاح كرتين في القائمين، ورأسية في العارضة من مدافعه جويل ماتيب.
وعلق إنزاغي على فوز فريقه غير الكافي للتأهل، "هدف لاوتارو أصاب ليفربول، لكن طرد سانشيز أثر على آخر نصف ساعة من اللعب، الفوز على ملعب أنفيلد شيء جميل، لكنه لا يفيد في التأهل".
وضعت الهزيمة حداً لسلسلة انتصارات ليفربول في سبع مباريات متتالية في دوري الأبطال، لكنه حقق مهمته بالتأهل لدور الثمانية للمرة الرابعة في آخر خمسة مواسم.
وأعرب الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول عن حزنه للطريقة التي خسر بها فريقه المباراة، مع تأكيده على استحقاق التأهل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كلوب بعد المباراة، "الأمر ليس وكأنني أحلق فوق القمر، أنا سعيد حقاً لأننا تأهلنا، لأننا عندما رأينا القرعة علمنا أنها ستكون مواجهة صعبة، لكن الطريقة التي أهدرنا بها الفرص كانت هزلية بعض الشيء".
وفي إستاد أليانز أرينا واصل العملاق البافاري بايرن ميونيخ اكتساح خصومه، حيث فاز بنتيجة 7-1 على ضيفه ريد بول سالزبوغ النمساوي، بعد التعادل 1-1 في مباراة الذهاب.
وكالعادة، لعب المهاجم الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي، دور البطولة في فوز البايرن، بتسجيل أسرع ثلاثية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، في أول 23 دقيقة، ثم أضاف سيرغي غنابري الهدف الرابع ثم توماس مولر هدفين قبل أن ينهي ليروي ساني السباعية.
وشهدت المباراة حدثاً مميزاً للحارس المخضرم مانويل نوير الذي خاض المباراة رقم 104 في دوري الأبطال، ليتجاوز الرئيس التنفيذي الحالي للنادي أوليفر كان ويصبح الحارس الأكثر خوضاً للمباريات في البطولة مع بايرن ميونيخ.
وبعد إعلان تأهل ليفربول وبايرن ميونيخ المنطقي للدوري التالي، تتجه الأنظار مساء اليوم إلى إستاد سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد، لمتابعة التحدي المنتظر بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان.
وتحمل هذه المباراة أهمية أكبر من التأهل لربع النهائي، حيث تمثل صراع التاريخ والإرث المتمثل في ريال مدريد، البطل التاريخي للبطولة برصيد 13 لقباً، في مواجهة حلم باريس المدجج بالنجوم اللامعة والمشروع المالي الضخم الذي جمع كل شيء خلال السنوات الماضية، وينقصه تكليل نجاحه بجوهرة كأس أوروبا.
وتلقي المباراة بظلالها على مستقبل النجم الفرنسي كيليان مبابي، نجم باريس الذي سجل هدف فوز فريقه في لقاء الذهاب، والذي يسعى ناديه للاحتفاظ به وإقناعه بتوقيع عقد جديد ليكون عمود المشروع المستقبلي للنادي، وسط إغراءات متكررة من ريال مدريد للظفر به.
وقبل ساعات من المباراة، أقر كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد بأن فريقه تأذى من أسوأ أداء له هذا الموسم خلال الهزيمة في مباراة الذهاب.
وقال المدرب الإيطالي المخضرم، "فريقنا يتحلى بالفخر الشديد خصوصاً في دوري الأبطال والأداء ألحق بنا الأذى لأنه كان سيئاً لذا سنلعب من أجل الكبرياء".
"شاهدنا أفضل نسخة من سان جيرمان في باريس وأتمنى رؤية أفضل نسخة من ريال مدريد الأربعاء".
وتحوم شكوك حول مشاركة كيليان مبابي، في مباراة اليوم، رغم سفره مع الفريق إلى إسبانيا، حيث تعرض لإصابة في قدمه خلال تدريبات الفريق، لكن المدير الفني لباريس، ماوريسيو بوتشيتينو، طمأن الجماهير على حالة نجمه وقال، "مبابي بخير، شعرنا بالخوف في البداية بعد التدخل الذي تعرض له في التدريبات لكنه بخير، ومن حيث المبدأ سيلعب، ويتبقى أمامنا 24 ساعة".
ودعا نيمار مهاجم باريس سان جيرمان، فريقه للعب مباراة هجومية في سانتياغو برنابيو مع توخي الحذر من الثقة الزائدة.
وقال نيمار في المؤتمر الصحافي للمباراة، "نحتاج لتولي زمام المبادرة منذ البداية، وأن نكون البادئ بالهجوم إذا أردنا التأهل على حساب ريال مدريد".
وغاب نيمار لما يقرب من ثلاثة أشهر بسبب إصابة في الكاحل تعرض لها في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنه يشعر، أخيراً، بأنه جاهز لمساعدة فريقه.
وأضاف، "لدينا أفضلية لكن في مباراة كهذه لا يوجد مرشح مضمون، علينا مهاجمتهم واللعب من أجل الفوز، علينا أن نلعب بشكل أفضل من مباراة الذهاب في باريس".
"فترة التعافي كانت أطول من المتوقع لكنني بحالة جيدة الآن، أنا جاهز جسدياً وذهنياً".