وصلت الدبابات الروسية، الخميس، إلى المداخل الشمالية الشرقية لكييف في إطار محاولة روسيا تطويق العاصمة الأوكرانية، في حين تواصل تدفق الأوكرانيين الهاربين من المعارك في تحد "هائل" يواجه الاتحاد الاوروبي الذي يستعد لاستقبال ملايين اللاجئين.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، القوات الروسية بمنع إجلاء مدنيين من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا (جنوب شرق) المحاصرتين وبقصف طريق كان يفترض أن يكون ممراً إنسانياً آمناً.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة نشرتها الرئاسة الأوكرانية على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، إن "القوات الروسية لم توقف إطلاق النار. على الرغم من كل شيء قررتُ إرسال قافلة مركبات إلى ماريوبول محملة بالطعام والماء والأدوية (...) لكن المحتلين شنوا هجوماً بالدبابات استهدف بالضبط المكان الذي كان يفترض أن تمر فيه" هذه القافلة.
ولفت زيلينسكي من جهة ثانية إلى أن حوالى 100 ألف شخص تمكنوا في اليومين الماضيين من مغادرة مدن أوكرانية أخرى عبر ممرات إنسانية أقيمت لهذا الغرض، بينهم 40 ألف شخص تم إجلاؤهم، الخميس.
وتعهدت موسكو، الخميس، فتح ممرات إنسانية يومياً للسماح للأوكرانيين الفارين من المعارك بالوصول إلى أراضيها في حين تطالب كييف بممرات تسمح بإجلاء المدنيين إلى مدن أوكرانية أخرى وليس إلى البلد الذي يقصف جيشه سكانها.
مجلس الأمن يبحث ملف "الأسلحة البيولوجية"
ويعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث في ملف "الأسلحة البيولوجية" التي تؤكد موسكو أن أوكرانيا تصنعها بدعم من الولايات المتحدة، في اتهام سخفته واشنطن ولندن، الخميس، خلال جلسة عقدها المجلس حول سوريا.
وتتهم روسيا حكومة كييف بأنها تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات في أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وهو ما نفته العاصمتان.
في هذه الأثناء، أبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها فقدت الاتصال بمنشآت النفايات المشعة في تشيرنوبل بجوار محطة الطاقة المعطوبة في موقع أسوأ حادث نووي في العالم عام 1986، والذي يقع الآن تحت سيطرة القوات الروسية.
وقالت الوكالة في بيان، "أبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها فقدت اليوم جميع الاتصالات مع محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، في اليوم التالي لفقد الموقع الذي تسيطر عليه روسيا جميع إمدادات الطاقة الخارجية".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن روسيا ستخرج في نهاية المطاف من الأزمة الأوكرانية أقوى وأكثر استقلالية بعد التغلب على الصعوبات الناجمة عما وصفه بالعقوبات الغربية "غير المشروعة"، في حين تبادل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا، التهم في إفشال المفاوضات التي رعتها تركيا في أنطاليا.
وأضاف بوتين أنه لم يكن هناك بديل لما تسميه موسكو "العملية العسكرية الخاصة" التي بدأتها الشهر الماضي في أوكرانيا، وأن روسيا ليست الدولة التي يمكنها قبول المساس بسيادتها من أجل مكاسب اقتصادية قصيرة المدى. وتابع قائلاً في اجتماع للحكومة الروسية، "هذه العقوبات كانت ستفرض على أي حال... هناك بعض المشاكل والصعوبات، لكننا تغلبنا عليها في الماضي وسنتغلب عليها".
في المقابل، أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الخميس في وارسو، أن حلف شمال الأطلسي أصبح "أقوى"، وروسيا "أضعف" بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي أنطاليا، حيث اجتمع وزيرا الخارجية الروسي والأوكراني، قال كوليبا، إن قائمة الشروط التي قدمها نظيره الروسي في المحادثات تعني أن "علينا الاستسلام، وهذا مرفوض". وأضاف، "تحدثنا عن وقف لإطلاق النار، ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه". وتابع أن لافروف أكد له أن روسيا، "ستواصل عدوانها إلى أن نقبل شروطهم بالاستسلام"، مضيفاً: "أوكرانيا لم تستسلم ولن تستسلم الآن، ولا مستقبلاً".
في المقابل أكد لافروف أن سياسة الغرب تجاه أوكرانيا دفعت بالبلاد تجاه الحرب، مضيفاً أن "أوكرانيا تريد عقد محادثات لأجل المحادثات فقط". وقال إن روسيا تريد مواصلة الحوار مع أوكرانيا لكنه اعتبر أن "الصيغة الروسية الأوكرانية في بيلاروس" التي تجري على مستوى تمثيل أدنى "لا بديل لها".
وكان هذا هو أول اجتماع رفيع المستوى منذ شنت روسيا حربها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط). وكان الطرفان قد اتفقا، الأربعاء، على وقف لإطلاق النار مدته 12 ساعة حول مجموعة من الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين.
وعلى صعيد آخر، تتصاعد أزمة مقتل مدنيين في قصف طال مستشفى للأطفال في مدينة ماريوبول الأوكرانية، وأعلنت رئاسة بلدية المدينة، الخميس، مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة صغيرة إثر القصف.
وعلق الكرملين على الحادثة، قائلاً، إنه طلب معلومات من الجيش الروسي حول الحادثة. وكان الجيش الروسي قد وصف الاتهامات في وقت سابق بـ"الأخبار الكاذبة".
وفي وقت لاحق الخميس، أعلن الجيش الروسي أن القصف الذي استهدف مستشفى التوليد في ماريوبول هو "مسرحية مدبرة" من جانب "قوميين" أوكرانيين. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف، إن "الطيران الروسي لم ينفذ أي مهمة على الإطلاق لضرب أهداف على الأرض في منطقة ماريوبول".
وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، تواصل القوات الروسية "عمليتها العدوانية" لمحاصرة كييف بينما تهاجم على جبهات أخرى مدن إيزيوم وبتروفسكي وهروتشوفاكا وسومي وأختيركا وفي منطقتي دونيتسك وزاباروجي.
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، الخميس، أن نصف سكان العاصمة الأوكرانية فروا منذ بدء الهجوم الروسي. وفتحت مجدداً ممرات إنسانية، الخميس، للسماح بإجلاء المدنيين من المناطق التي تضررت كثيراً جراء القتال.
إليكم تغطيتنا لمستجدات الأحداث في الحرب الاوكرانية الروسية خلال الساعات الماضية.