Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل لا يزال الضيف حيا؟

لم تسقط عنه الجنائية الدولية التهم المنسوبة إليه وأصدرت بحقه مذكرة اعتقال ما يعزز فرضية أنه لا يزال على قيد الحياة

صورة متداولة لمحمد الضيف (مواقع التواصل)

ملخص

هذا الجدل الإسرائيلي والفلسطيني حول مصير الضيف، دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى محاولة التحقق بنفسها من مقتله، إذ إن مفارقته للحياة تعني سقوط الدعاوى الجنائية بحقه، وحينها لا تصدر الجنائية أمر اعتقال له.

في خطوة مفاجئة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق القائد الأعلى للجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب، لكن الغريب في الأمر أن الجيش الإسرائيلي أعلن اغتياله في قصف على قطاع غزة، فهل هذا يعني أن الضيف لا يزال على قيد الحياة؟

في يوليو (تموز) الماضي شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على منطقة المواصي الإنسانية، وتسبب القصف في مقتل 90 فلسطينياً وإصابة 300 آخرين، وحينها برر وزير الدفاع يوآف غالانت الذي كان يشغل هذا المنصب بأن هذا القصف استهدف محمد الضيف ونائبه رافع سلامة.

إسرائيل تؤكد مقتله و"حماس" تنفي

بعد أسابيع قليلة، أكد الجيش الإسرائيلي رسمياً اغتيال القائد العام لكتائب القسام. وقال غالانت وقتها "حصلنا على معلومات استخباراتية تؤكد مقتل محمد الضيف، في الغارة التي استهدفت منطقة المواصي التي كان يختبئ بها".

ثم خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينئذ وقال "عملية المواصي استهدفت الضيف ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما".

نفت "حماس" بصورة قطعية مقتل قائدها العسكري الأعلى، وجاء على لسان القائم بأعمال رئيس الحركة خليل الحية أن "محمد الضيف يسمع نتنياهو ويستهزئ بأكاذيبه، رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يأمل في إعلان نصر زائف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد رئيس العلاقات الخارجية في "حماس" أسامة حمدان على أن "الضيف على قيد الحياة وهو بخير وعلى رأس عمله ويمارس دوره كقائد عسكري، وكل ما نشر حول مقتله مجرد إشاعات إسرائيلية لا أساس لها من الصحة".

هذا الجدل الإسرائيلي والفلسطيني حول مصير الضيف، دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى محاولة التحقق بنفسها من مقتله، إذ إن مفارقته للحياة تعني سقوط الدعاوى الجنائية بحقه، وحينها لا تصدر الجنائية أمر اعتقال له.

تحقيقات الجنائية الدولية

على خلفية القتال الدائر في غزة، بدأت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات حول الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وخلصت تلك التحقيقات إلى وجود انتهاكات جسيمة وارتكاب جرائم حرب.

وجه المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان تهماً لثلاثة قادة من "حماس" وهم يحيى السنوار رئيس الحركة في غزة الذي كان يشغل هذا المنصب قبل مقتله، وإسماعيل هنية الذي كان يشغل رئيس المكتب السياسي، ومحمد الضيف القائد الأعلى للجناح المسلح في الحركة.

وأيضاً وجهت الجنائية تهماً لقادة إسرائيليين أبرزهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويوآف غالانت الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، واتهمتهم بتجويع المدنيين وتعمد إلحاق الأذى الشديد بالجسم وبالصحة، كذلك وجه له تهمة القتل العمد وتعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين والإبادة والاضطهاد وأفعال لا إنسانية أخرى.

أما قادة "حماس" فإن الاتهامات الموجهة ضدهم تشمل الإبادة وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تمثلت في القتل وأخذ الرهائن والاغتصاب وغيرها من أعمال العنف الجنسي والتعذيب والمعاملة القاسية والاعتداء على الكرامة في سياق الأسر.

سقوط الدعاوى الجنائية

بعد توجيه التهم، طلب كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق المتهمين من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، لكن قبل صدور أوامر السجن حدثت تغييرات كثيرة، إذ قتل السنوار، وفارق هنية الحياة، فيما لا يزال مصير الضيف مجهولاً.

بعد مقتل السنوار وهنية، وتحقق الجنائية من هذا الأمر، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية "أسقط الطلب المقدم في شأن إصدار مذكرات اعتقال بحق زعيمي "حماس" السنوار وهنية بسبب تغير الظروف الناجمة عن موت الشخصيتين، ونتيجة لذلك، فإن المحكمة تنهي الإجراءات ضدهما".

أما في حالة الضيف، فإنه على رغم تأكيد إسرائيل مقتله، لم تصدر الجنائية أي قرار في إنهاء الإجراءات القانونية في شأن الدعاوى القضائية ضده ولم تسقط عنه التهم المنسوبة إليه، بل بالعكس أصدرت بحقه مذكرة اعتقال حديثة.

يقول خان إن "ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية حققوا في تقارير متعلقة بمقتل محمد الضيف، لكنهم لم يتمكنوا من تأكيد وفاته، بالوصول إلى معلومات دامغة وموثوقة تفيد ذلك".

احتمالية حياة الضيف قوية

لم تقدم إسرائيل أي أدلة دامغة أو على الأقل مقنعة تؤكد مقتل الضيف، وفي الوقت نفسه شكك نتنياهو في نجاح تصفيته، أما من جانب "حماس" فإنها جزمت أنه لا يزال على قيد الحياة، وهذا ما عزز إصدار قرار من الجنائية الدولية لاعتقال الضيف.

يوضح خان أن الغرفة القضائية وجدت أسباباً معقولة للاعتقاد أن الضيف لا يزال على قيد الحياة وأنه لا بد من محاسبته عن جرائم ضد الإنسانية مثل القتل والإبادة والتعذيب والاغتصاب والمعاملة القاسية وأخذ الرهائن والاعتداء على الكرامة الشخصية.

يقول أستاذ القانون الدولي باسم المنصوري إن "الجنائية الدولية اعتمدت في تحديد أن الضيف لا يزال على قيد الحياة من تأكيدات حماس بهذا الشأن، كذلك طلبت من السلطات الإسرائيلية والفلسطينية تقارير تفيد بالمعلومات الواردة حول مقتله، لكن الأطراف لم تستطع القيام بالتأكيد".

ويضيف "على أساس أن الضيف لا يزال حياً أصدرت الجنائية أمر اعتقال بحقه".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات