بعد خمس سنوات من إنجاب وليدها في سجن كان يديره تنظيم "داعش"، حيث كانت تنتظر تنفيذ حكم الإعدام ، أخذت سارة تشعر بالخوف على حياتها مجدداً. فقد بدأت الأم السورية تتلقى رسائل نصية تشتمل على تهديدات من الجماعة المسلحة التي كان قد أعلن قبل نحو ثلاث سنوات عن هزيمتها من قبل تحالف تقوده الولايات المتحدة. وأمرتها الرسالة النصية الأولى، التي تعرضها على صحيفة الـ"اندبندنت"، قائلة: "عودي إلى مبادئك الإسلامية القويمة... ابقي بعيدة عن العمل مع الكفار. وإلا".
وفي مارس (آذار) 2019، أعلن دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة، آنذاك، أن القوات التي تقودها أميركا وشركاؤها الأكراد قد سحقت خلافة "داعش" في سوريا "100 في المئة".
وكانت الجماعة المتشددة قد وقفت وقفتها الأخيرة في محافظة دير الزور الشرقية، حيث تعيش سارة. وبعد الاستسلام النهائي، ونقل المشتبه فيهم بالإنتساب إلى "داعش" من سوريين وأجانب إلى السجن، نسي الغرب إلى حد كبير هذه الزاوية من البلاد التي مزقتها الحرب. غير أن سكان دير الزور يخشون أن يكون "داعش" قد بدأ عودته من جديد. وتعرف قلة قليلة من الناس فظائع الحياة في ظل هذه الجماعة المتطرفة أكثر مما تعرفها سارة.
كانت سارة حاملاً بطفلها حين تم اعتقالها في عام 2016، إلى جانب شقيقتها بتهمة العمالة المزعومة للتحالف الذي كان يحارب "داعش". وكان السبب الوحيد الذي أنقذها هو أن "قاضياً" تابعاً لـ"داعش" حكم بوجوب تركها لوضع جنينها قبل تنفيذ حكم الإعدام بها. وبعد دقائق من ولادة عسيرة فيما كانت تنتظر الإعدام، انتزع سجانو "داعش" الوليد من بين ذراعيها وأبلغوها أن حكم الإعدام سينفذ فيها قريباً جداً.
إلا أن وساطة قام بها زعماء قبائل محلية أدت إلى عفو عام تم توقيعه في آخر لحظة، وجرى في نهاية الأمر لم شمل سارة بعائلتها.
لم تكن أختها محظوظة بالقدر نفسه، ولا تعلم سارة ما إذا كانت ميتة أم حية تُرزق. وقتل اثنان من أقارب سارة وصديقتها المقربة على يد الجماعة. والآن وتماماً مع بدء العائلة بمحاولة إعادة بناء حياتها، والتأقلم مع الخسائر الفادحة التي تكبدتها، أخذ تنظيم "داعش" ينشر الذعر من جديد.
وتقول سارة بصوت خافت وهي تجلس في المدخل الأمامي لكوخها فيما كان ابنها البالغ من العمر خمس سنوات يلعب في الخلفية، "إنهم يعرفونني. وهم يعرفون رقم هاتفي الجوال، وقد استعملوا عن اسمي. إنهم يعرفون من أنا".
و"الكفار" الذين يتهمون سارة "بالعمل معهم" هم السلطات التي يقودها الأكراد، وهم من ألدّ أعداء "داعش".
وتضيف سارة، "التهديدات الواردة من خلايا نائمة في هذه المنطقة آخذة في الازدياد ازدياد... كما أخشى".
وسارة ليست الوحيدة، إذ تروي العائلات في أنحاء القرى التي تقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، قصصاً مشابهة عن كيفية عودة المتشددين ثانية بشكل بطيء وهادئ إلى سابق عهدهم من حيث السيطرة والنفوذ.
ويعتقد زعماء القبائل والقادة العسكريون والمحللون أن "داعش" يجند حالياً أعضاء جدداً من السكان المحليين الذين يعانون فقراً مدقعاً، وأنه بات أكثر جرأة على القيام بهجمات عنيفة من خلال استغلال عدم اليقين والتوتر اللذين تسببهما الفصائل المتناحرة في المناطق الحدودية التي تعيش حالة من الغليان. تم ابتزاز الأعمال التجارية كما تعرضت المخازن للمداهمة، في الوقت الذي تم فيه اغتيال العديد من القياديين المحليين من الشرطة والبلدية، كما يبدو.
"إن مكافحة الخلايا النائمة أشد صعوبة من مكافحة تشكيلات (داعش) الدائمة". هارفيل روني والات، قائد في "قوات سوريا الديمقراطية"
وينصح الغرباء بتغطية وجوههم وعدم التجول بعد غروب الشمس. ثمة مناطق لا يمكن الوصول إليها، والناس يعملون بهدوء ويتجنبون لفت الأنظار قدر الإمكان.
وبدأ بعض السكان الساخطين على كل أطراف الحرب الأهلية في سوريا التي تبدو بلا نهاية، ممن يشعرون بعدم الارتياح بصورة متزايدة حيال القوى الأمنية التي يقودها الأكراد محلياً، بالاستجابة إلى نداء "داعش".
طارق (37 عاماً)، الذي جرّ عناصر "داعش" شقيق زوجته من المدرسة وأردوه قتيلاً برصاصهم خلال دولة الخلافة، قال إن الأمر وصل إلى حد أن "أي شخص يحتل منصباً رفيعاً في أي نوع من العمل هو في خطر".
وأضاف بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته على سبيل الاحتياط كي لا يجري استهدافه، أن "الاغتيالات تقلقنا".
وتابع طارق، "قُتل اثنان من القياديين في المجلس البلدي المحلي قبل شهرين، كما قُتل شخص آخر يعمل في الأمن الداخلي. ونحن نعرف أن (داعش) هو الذي قتلهم".
وتسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد، وهي الحليف الرئيس للولايات المتحدة في سوريا، على هذا الجزء من شمال شرقي البلاد. ولطالما حذروا الغرب من أن "داعش" يتزايد، ولذا فقد ناشدوه بتوفير مزيد من الدعم والعتاد، في الوقت الذي يحثون فيه أيضاً دولاً على إعادة توطين أبنائها الذين كانوا قد التحقوا بالجماعة المتشددة وهم ظلوا يقبعون قيد الاحتجاز منذ ذلك التاريخ.
ليس هناك فكرة دقيقة حول عدد أفراد "داعش". وكان فلاديمير فورونكوف، وهو رئيس دائرة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة قد قال لمجلس الأمن الدولي هذا الشهر إنه كان هناك عدد يصل إلى 10 آلاف عضو ينشطون حالياً في العراق وسوريا، ممن يواصلون شن الهجمات "بوتيرة ثابتة" بما في ذلك عمليات الكر والفر والكمائن وزرع القنابل على جانبي الطرق في كلا البلدين.
وذكر أنه على الرغم من إغارة القوى الأميركية الخاصة الشهر الماضي على بلدة في شمال غربي سوريا وقتل زعيم "داعش"، الذي كان اسمه الحركي أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، فإن "داعش" عرف بالقدرة على إعادة تنظيم صفوفه لابل وتكثيف نشاطاته في أعقاب فقدان قيادته العليا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول خبراء، إن 1000 من الأعضاء النظاميين المتفرغين في الأقل يعملون في شمال سوريا حالياً. والمزيد منهم هم رهن الاعتقال، الأمر الذي بات يمثل مشكلة رئيسة، فقد أوضحت "قوات سوريا الديمقراطية" مراراً وتكراراً أنها لا تملك الموارد الكافية لمراقبة ما يزيد على عشرة آلاف مشتبه فيه من مقاتلي "داعش" الذين يمكثون حالياً في نحو 25 من مرافق الاحتجاز المختلفة لدى هذه القوات.
وبين هؤلاء المعتقلين 2000 أجنبي لم يواجه معظمهم محاكمة وهم باتوا منسيين هناك بعد أن رفضت دولهم الأصلية إعادتهم إلى الوطن، أو جردتهم من جنسيتهم كما فعلت المملكة المتحدة، وتركوا وقد تقطعت بهم السبل إلى أجل غير مسمى في الصحراء.
وتصارع أيضاً "قوات سوريا الديمقراطية" لتأمين ما يزيد على 60 ألفاً من أفراد عائلات مقاتلي "داعش" السوريين والأجانب قيد الاحتجاز في مخيمي الهول وروج القريبين، حيث تتصاعد حدة العنف ويحاول المتطرفون أن يحصلوا على موطئ قدم.
وقد اتهمت "قوات سوريا الديمقراطية" لفترة من الزمن بإطلاق استغاثات كاذبة بذريعة وجود مشكلة لا وجود لها في محاولة لتبرير الدعم الغربي المتواصل والوجود العسكري الرامي إلى تأمين هذا الجزء من سوريا، كما تقول دارين خليفة، وهي خبيرة في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية.
وقالت خليفة لصحيفة الـ"اندبندنت" إن "الناس اتهموا [قوات سوريا الديمقراطية] باستغلال تهديد "داعش"، غير أنني لا أعتقد أن ذلك صحيح".
وأضافت، "بالطبع، يجري استخدامه سياسياً، لكن يظهر البحث أن تهديد "داعش" يزداد سوءاً. وإن التقليل من أهمية قدرات "داعش" والمبالغة في تقدير قدرات قوات سوريا الديمقراطية من شأنهما أن يؤديا معاً إلى تداعيات كارثية وتأثير غير مباشر". وحصل هذا بشكل فتاك الشهر الماضي في دير الزور.
وقد نفى عديدون صحة ادعاءات "قوات سوريا الديمقراطية" في نوفمبر (تشرين الثاني) بأنهم قد كشفوا عن مؤامرة دبرتها تنظيم "داعش" للهجوم على سجن غويران في الحسكة، معتبرين أنها قد أطلقت للدعاية فحسب. ويعتبر غويران واحداً من أكبر المرافق [المستعملة كمراكز احتجاز] في سوريا، والذي يؤوي محتجزين يصل عددهم إلى 5000 من المشتبه في أنهم من مقاتلي "داعش" وبينهم أجانب.
ولم يمضِ سوى شهرين فقط حتى شنّ تنظيم "داعش" غارة استثنائية وغير مسبوقة على سجن غويران، ما أدى إلى اندلاع قتال تواصل لمدة عشرة أيام، وأوقع بحسب ما ذكرت قوات سوريا الديمقراطية 500 قتيل، بينهم 140 من حراس السجن التابعين لها.
وكان بين السجناء ما يقدر بـ600 طفل سوري وأجنبي لا تتجاوز أعمار بعضهم 12 عاماً، ممن تم استعمالهم كرهائن خلال الهجوم من قبل المحتجزين المشتبه في انتمائهم لـ"داعش".
وقد أثيرت التساؤلات حول كيفية نجاح مئات المقاتلين بالتسلل عبر العديد من حواجز التفتيش للوصول إلى الحسكة، أو الاختباء في المدينة التي يتقاسم السيطرة عليها الأكراد والنظام. وقد أ طلقت مزاعم حول حدوث اختراقات، كما تم توجيه الاتهامات للأطراف كلها.
"لن نسمح لهم بالمجيء إلى هنا والاستيلاء على أرضنا إلا إذا قتلونا وساروا على جثامينا". حمودة نوفيل، زعيم قبلي محلي
وأعرب عمر أبو ليلى، وهو لاجئ سوري ومحلل ومدير تنفيذي لموقع "دير الزور 24" الإلكتروني الأخباري، لـ"اندبندنت" عن اعتقاده أن هناك مجموعة من الفواعل مسؤولة عن ذلك. ولفت إلى وجود فساد ضمن السجون التي تديرها "قوات سوريا الديمقراطية". كما عبر أبو ليلى عن اعتقاده أن إيران، وهي الداعم الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد، تستغل منطقة النظام الأمنية ضمن الحسكة للسماح خفية بحركة مقاتلي "داعش" من أجل تقويض الأكراد.
إلا أن مسؤولي "قوات سوريا الديمقراطية" قالوا إنهم يعتقدون أن من المحتمل أن يكون التسلل قد تم تدبيره في دير الزور، وهي منطقة حدودية مزدحمة بالسكان تتأجج بالتوتر، تقاتل الإدارة التي يقودها الأكراد لإبقاءها تحت السيطرة.
وعلى الضفة الأخرى من نهر الفرات تقع مدينة دير الزور عاصمة المحافظة التي يسيطر عليها النظام، وتقوم قوات إيرانية بحفظ النظام فيها.
يجري تسيير دوريات للطائرات والآليات المدرعة الروسية والأميركية والفرنسية في أجواء المنطقة وطرقها. وإلى الجنوب الشرقي من هذه المنطقة تقع الحدود العراقية، حيث تتبارى الميليشيات الشيعية من العراق ولبنان للسيطرة على الأرض أيضاً. ويحاول أبناء القبائل العربية السنة الذين ينتمي بعضهم، وليس جميعهم، إلى قوات سوريا الديمقراطية، أن يتركوا بصمتهم على الوضع. وهذا يمثل مشكلة كبيرة بحسب ما يرى سكان محليون مثل سارة.
وتذكر سارة التي كانت تتحدث من قريتها، أن "الوضع يشبه خط المواجهة هنا بين القوى الإقليمية كلها... النهر وحده يفصلنا عن النظام، ونحن في حاجة إلى المزيد من الأمن، فنحن مطوقون من الأطراف كافة".
والطريق إلى القواعد العسكرية لحقل العمر النفطي بالقرب من الحدود العراقية غير آمن، وهو ينبسط كما لو كان عبارة عن نصب تذكاري للحرب ضد الخلافة [دولة "داعش" المزعومة]. وعلى جانبي الطريق الترابي بقايا منشآت نفطية وشاحنات تعرضت للقصف. ويظهر بشكل متقطع شكل علم "داعش" الأساسي الأسود والأبيض على جدران أو لوحات إعلانية تنتصب عالياً وقد طمس بلون أبيض خفيف.
إن وضع المناطق الحدودية في شمال سوريا المحتدمة يجعلها كمرجل سائل يغلي يتجلى في أوضح صوره الملموسة هنا. وفي قاعدة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" تقع بجوار قاعدة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يستضيف القائد هارفيل روني والات عدداً من زعماء القبائل العربية المحلية لاستخلاص معلومات منهم حول عملية لمكافحة "داعش" تم إطلاقها مع قوات التحالف في الليلة السابقة في قرية على بعد بضعة كيلومترات.
هناك الآلاف من أبناء القبائل العربية ضمن هذه المنطقة التي تسيطر عليها القوات الكردية.
ويتسم ميدان المعركة التي يعملون فيها بالتعقيد. وكان هناك قبل شهرين عدد كبير من التفجيرات الانتحارية ضد "القاعدة" من قبل عناصر "داعش"، وقد نجا العديد من قادة القبائل أنفسهم من أكثر من محاولة اغتيال في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه تقريباً تعرضت القواعد أيضاً إلى قذائف صاروخية أطلقتها طائرات مسيّرة، تابعة لمجموعات مدعومة من إيران ومتمركزة في العراق.
وقال القائد والات إنه يخشى أن المزيد من الهجمات من جانب المجموعات الموالية لإيران والنظام ستقع فهي تلوح في الأفق، وكل هذا في الوقت الذي يحاولون [الأكراد] فيه محاربة "داعش"، وهي معركة تزداد صعوبة باعتبار أن الجماعة المتطرفة قد توارت وباتت تعمل سراً.
وأضاف بشيء من الإحباط: "إن مكافحة الخلايا النائمة أشد صعوبة من مكافحة تشكيلات "داعش" [الدائمة] باعتبار أنك لا تستطيع رؤيتهم... كلما قضينا على خلية أو خليتين أو ثلاث خلايا، فإن خلايا أخرى تنشأ من جديد".
ويعتبر المال أكبر وسيلة متبعة للتجنيد في دير الزور، نظراً إلى انزلاق سوريا في أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
ويلقي والات باللوم على الجميع باستثناء "قوات سوريا الديمقراطية" في مسألة ازدياد عديد تنظيم "داعش"، معتبراً أن النظام وداعميه الإيرانيين هم الذين يستغلون الحاجة الاقتصادية الماسة لتجنيد المزيد من الجهاديين من أجل إضعاف القوات التي يقودها الأكراد. كما يتهم أيضاً تركيا باحتضان الجماعة المتطرفة ضمن الأراضي التي تسيطر عليها في شمال غربي سوريا، وذلك من أجل خدمة مصالحها هي، وهو أمر تنفيه أنقرة بشدة.
ويتفق شيوخ القبائل على أن المشاكل الأكبر هي الفقر والجفاف، ما أدى إلى مغادرة المواطنيين اليائسين بشكل متزايد وبات بعضهم يدعم "داعش" لقاء المال واللقمة.
ويعتقد حمودة نوفيل، وهو أحد قادة القبائل المحليين، الذي قُتل أقاربه على يد الجماعة ونجا هو شخصياً من أربع محاولات مختلفة لاغتياله، أيضاً أن النظام وداعميه الإقليميين يستغلون إلياس [الذي يعانيه الناس] من أجل تشجيع عملية التجنيد التي يقوم بها "داعش" باعتبار أن هذا التنظيم مصدر اضطراب وفوضى.
يقول حمودة لـ"اندبندنت" إن "رسالتي إلى العالم كانت أنه في حين تمت هزيمة "داعش" إقليمياً [طرد من الأراضي التي كان يحتلها]، لا يزال هناك 20 في المئة من عناصرها السابقين الذين تُغيلهم كخلايا نائمة". ويضيف: "لن نسمح لهم بالمجيء إلى هنا والاستيلاء على أرضنا إلا إذا قتلونا وساروا على جثامينا، لكننا نحتاج إلى المساعدة".
وبالعودة إلى القرى، فإن هناك استياءً متعاظماً من القوات الكردية القادمة بشكل حديث نسبياً ومن بعض الفصائل القبلية العربية التي انضمت إلى هذه القوات.
ويصف شاب اعتقله "داعش" وعذبه خلال فترة سيطرته على دير الزور، عالماً فوضوياً قوامه الابتزاز والسرقة حالياً.
ويشارك أشرطة فيديو من المزعوم أنها تظهر تبادل إطلاق النار بين متنافسين من عناصر القوى الأمنية المحلية.
ويقول: "نحن نعتمد على قبائلنا وليس على القوى الأمنية"، موضحاً أن عليه أن يحيط عمله لدى منظمة غير حكومية بالسرية، وذلك خوفاً من أن يستهدف من قبل "داعش". ويفيد بأنه "ليس هناك أمن، وليس هناك أمان في هذه المنطقة. إنها فوضوية".
وبالنسبة لسارة، فإنها تأمل أن تتمكن أخيراً الإدارة التي يقودها الأكراد من القضاء على "داعش" وإحلال السلام من جديد في المناطق الحدودية. وتلفت إلى أن عائلتها على وجه الخصوص قد كابدت الكثير.
وتقول وهي تأخذ طفلها إلى سريره في الداخل: "نشعر أننا محاصرون وسط كل هذه القوى في المنطقة، بالتالي فإن الهجرة هي الحل الأفضل بالنسبة للكثيرين".
وتضيف: "بعد كل ما عشناه لا أريد أن أُجبَر على الفرار مرةً ثانيةً. نريد أن يكون لدينا أمل".
© The Independent