شاءت مؤسسة محمود درويش أن تختار 3 من الفائزين الأربعة بجائزة شاعر فلسطين في دورة عام 2022 من "الأهل"، واسماً أجنبياً. وأعلنت المؤسسة مساء أمس أسماء الفائزين خلال احتفال أقامته في قاعة الجليل داخل متحف محمود درويش. وحضر الاحتفال كتاب وأدباء وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح".
وأعلن نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة رامز جرايسي، نيابة عن رئيس مجلس الأمناء زياد أبو عمرو، أن الفائزين هم، فلسطينياً، الناقد المعروف فيصل دراج، وعربياً فاز بالجائزة مناصفة صديقا محمود درويش ورفيقاه، بل شقيقاه في المعنى الرمزي: الناقد السوري صبحي حديدي والكاتب والمترجم والناشر السوري فاروق مردم بك، وهما قاما بنشر نصوص محمود درويش وتقديمها وترجمتها، وعالمياً فاز صديق الشعب الفلسطيني المغني والمؤلف الموسيقي روجرز ووترز، لمواقفه الشجاعة والواضحة تجاه فلسطين وشعبها. وتقدم جرايسي، باسمه وباسم رئيس المؤسسة، بالتهنئة لمن تم اختيارهم للفوز بالجائزة، وقال إن القيمة المعنوية للجائزة أكبر من قيمتها المادية. وشكر كل من قام بإنجاز هذه الجائزة "التي تتوافق مع يوم مولد الشاعر الكبير، قائلاً،" على الرغم من كل الظروف والمعوقات، فإن مؤسسة محمود درويش تواصل تأدية رسالتها مدركة حقيقة أن المحتل أياً كان، يعتبر الثقافة والفن والأدب تهديداً له وخطراً عليه".
ثم تحدث عضو لجنة الجائزة نبيه القاسم، نيابة عن رئيس اللجنة الروائي الجزائري واسيني الأعرج، عن تفاصيل مسوغات منح الجائزة، وقال "إن الجوائز منحت تقديراً لأعمال الفائزين، شاكراً مؤسسة محمود درويش على توفير كل أجواء النجاح لعمل اللجنة". وأضاف القاسم، "بعد اجتماعات عديدة ونقاشات مثمرة، قررت لجنة تحكيم جائزة محمود درويش في جلستها الأخيرة التي عُقدت في 20 يناير (كانون الثاني) 2022، عبر تطبيق "زوم"، اختيار شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية، ارتأت اللجنة أنها تستحق الجائزة، كالآتي:
1- الفائز الفلسطيني: منحت الجائزة للناقد الفلسطيني الدكتور فيصل دراج، لتفانيه في عمله النقدي والمعرفي، من أجل تثبيت مفهوم حقيقي للنقد، يعتمد على آليات موضوعية من دون التفريط في جماليات النصوص. فقد كرس جهوده كلها للنقد، من دون أن تغويه الشطحات النقدية العابرة. ظل ثابتاً ومجدداً، بلا جمود نقدي، أو تفريط في القيمة الإبداعية وفهم تحولاتها التاريخية.
2- الفائز العربي: نظراً إلى أهلية كثير من المترشحين العرب، من صناع السينما والفنون البصرية والإبداع الأدبي، للفوز بجائزة محمود درويش، ومع صعوبة الفصل بين كثر من مستحقي الجائزة بامتياز، فقد منحت اللجنة الجائزة مناصفة بين شخصيتين مرموقتين في الثقافة العربية، قدمتا الكثير لفلسطين، ولمحمود درويش ولأعماله من أجل الحفاظ على ذاكرته الأدبية حية دوماً. وهما، الناشر المثقف الكاتب فاروق مردم بك، مدير السلسلة العربية في دار "أكت سود" الذي قام برعاية أعمال درويش رعاية كاملة، نشراً ومتابعة وترجمة إلى اللغة الفرنسية، وسمح لمدونة درويش الأدبية، بأن تلقى الاهتمام الذي يليق بها، في الأوساط الثقافية الفرنسية والعالمية، إضافة إلى كونه من الفاعلين الأساسيين في مجلة دراسات فلسطينية. و الناقد والإعلامي صبحي حديدي الذي جمعته صداقة ثقافية متينة بمحمود درويش، فكان من أهم المتابعين لأعماله نشراً ونقداً، وسمح لنصوصه بأن تصل إلى القراء في أدق صورة وأفضلها، بخاصة أعماله الشعرية الأخيرة.
3- الفائز العالمي: منحت الجائزة للفنان المغني والمؤلف الموسيقي البريطاني روجرز ووترز، لمواقفه الشجاعة والواضحة تجاه فلسطين وشعبها المقاوم ضد كل أشكال الاستسلام. وهو غنى لدرويش عديداً من القصائد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقرأ سعد عبد الهادي كلمة نيابة عن الفائز الفلسطيني فيصل دراج، شكر فيها القائمين على الجائزة، وقال إن محمود درويش جمع بين عشق فلسطين والدفاع عنها. وألقى ياسر خنجر كلمتين عن الناشر فاروق مردم بيك، والناقد صبحي الحديدي، تحدث فيهما عن قصص الكاتبين والناقدين مع محمود درويش، وأكد اعتزازهما بالجائزة في يوم ميلاد درويش وشكر مانحيها. وقدم الفنان روجر ووترز كلمته عبر فيديو مصور شكر فيه لجنة الجائزة، وأكد انه سيواصل دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل. وأعلن تبرعه بجائزته لخدمة الشعب الفلسطيني.
نبذة عن الفائزين
فيصل دراج مفكر وناقد فلسطيني، ولد في صفد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة- فرنسا، عمل في منشورات ومجلات ثقافية فكرية منها: شؤون فلسطينية، وسلسلة حصاد الفكر العربي... نشر عديداً من المقالات والمؤلفات، منها، "ذاكرة المغلوبين" (2001)، "الرواية وتأويل التاريخ" (2004)، "الحداثة المتقهقرة" (2005). وفاز بجوائز عربية، منها، جائزة الإبداع الثقافي لدولة فلسطين سنة 2004، وجائزة الدراسات الأدبية والنقد سنة 2010.
فاروق مردم بيك: كاتب مؤرخ من مواليد دمشق عام 1944، تخرج في كلية الحقوق، وشغل وظيفة مستشار في معهد العالم العربي في باريس بين عامي 1986و2008، عمل مديراً لـ"مجلة الدراسات الفلسطينية" بالفرنسية. ويشرف مردم بيك منذ سنة 1995، في دار نشر (أكت سود)، على سلسلة "سندباد" التي تعنى بالدرجة الأولى بترجمة الآداب العربية الكلاسيكية والمعاصرة إلى اللغة الفرنسية. ونشر بالفرنسية، بالاشتراك مع المفكر اللبناني سمير قصير، كتاباً بعنوان "مسالك بين باريس والقدس، فرنسا والصراع العربي- الإسرائيلي" (مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1992-1993)، وبالاشتراك مع إلياس صنبر، "أن تكون عربياً" عام 2007. وترجم إلى الفرنسية أعمالاً لمحمود درويش وسعدي يوسف.
صبحي حديدي: ناقد مترجم، ولد في القامشلي في سورية عام 1951، وتخرج في جامعة دمشق – قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، وتابع دراساته العليا في فرنسا وبريطانيا. نشر عديداً من الدراسات النقدية والأبحاث والترجمات في دوريات عربية وأجنبية مختلفة، وتناول المشهد الشعري العربي المعاصر، وبصفة خاصة منجز محمود درويش وتجارب قصيدة النثر. وقدم دراسات معمقة في التعريف بنظرية الأدب والمدارس النقدية المعاصرة: ما بعد الحداثة، نظريات الخطاب ما بعد الاستعمار، نظريات القراءة والاستجابة، الموضوعة الغنائية، النقد التاريخاني الجديد...
*الفنان روجرز ووترز: مطرب بريطاني شهير أسهم في تأسيس فرقة "بينك فلويد" وأحد أعضائها، داعم للقضية الفلسطينية وعدالتها، يرفع العلم الفلسطيني خلال حفلاته الغنائية. ويعد ووترز من أشهر الفنانين العالميين المدافعين عن القضية الفلسطينية والمناهضين للممارسات الإسرائيلية.