نفت الصحافية اليهودية البريطانية، كاثرين بيريز شيكدم، أن تكون عميلة للموساد الإسرائيلي، أو أن يكون وجودها في إيران ضمن مهمتها كعميلة. واعتبرت أن مقالها، الذي نشرته قبل نحو ثلاثة أشهر، يأتي بعد الكشف عن أنها يهودية، على الرغم من عدم شعورها بأي انتماء إلى الديانة اليهودية.
دفاع شيكدم عن نفسها بعد الزوبعة التي أثارها مقالها عن لقائها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، جاء في مقابلة مطولة مع "تايمز أوف إسرائيل"، الصحيفة الإسرائيلية التي تكتب فيها شيكدم مدوناتها. واعتبرت ما نشر عن عملها مع الموساد يأتي في سياق التحريض على كل من هو يهودي في العالم العربي وإيران.
وقالت، خلال المقابلة معها هذا الأسبوع، "الأمر الوحيد الذي يزعجهم حقاً هو أنهم استيقظوا على حقيقة أنني يهودية بعد أن سمحوا لي بالدخول بينهم. اليوم، وعند معرفتهم أنني يهودية، أدركوا أنني العدو - أو ما يعتبرونه العدو". وأضافت أنها معتادة على "مثل هذه الاتهامات والأخبار التي يتم نشرها عندما لا يعجبهم ما تقوله، وهم لم يعجبهم أنني يهودية وضمن جهودي في عملي الصحافي مواجهة معاداة السامية".
وعلى الرغم من أنها تحدثت بإسهاب عن نشأتها البعيدة عن اليهودية، فإنها كانت حريصة على إظهار انتمائها إلى الدولة اليهودية، لدى قولها إن ابنتها التي تعيش معها في لندن تفكر بل ترغب في القدوم إلى إسرائيل للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي.
وتفاخر شيكدم، بعد النشر أنها عميلة للموساد، بأنها نجحت في الكتابة في مختلف وسائل الإعلام العربية والإيرانية والتقت عدداً كبيراً من الناس والمسؤولين.
الإسلام الشيعي
بعد وصولها إلى إيران في عام 2015، للمرة الأولى، بدأت شيكدم تكتب في العديد من وكالات الأنباء اليمينية الإيرانية وموقع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، عندما كتبت مقالها عن لقاء رئيسي بقيت ديانتها اليهودية سرية أمام الإيرانيين. وفي مقالها، ذكرت أنها انفصلت عن زوجها اليمني السني ولم تعد مسلمة.
على مدى سنوات، خصصت مقالاتها للإسلام الشيعي والشرق الأوسط. وكتبت في مختلف وسائل الإعلام العربية والغربية، وعملت مستشارة خاصة لمنطقة الشرق الأوسط للأمير علي سراج من أفغانستان.
اعتناق الإسلام
ولدت شيكدم في باريس لأبوين يهوديين، وبقيت يهودية إلى أن اعتنقت الإسلام بعد زواجها. ويتداول الإسرائيليون أنها علمانية عاشت منفصلة عن المجتمعات اليهودية معتنقة الدين الإسلامي.
وبعد اتهامها بالجاسوسية لصالح إسرائيل، حرصت على الترويج لسيرتها الذاتية ونشأتها كيهودية اعتنقت الإسلام ومن ثم تركته. فكتبت "تايمز أوف إسرائيل"، "في عام 1999، عندما كانت طالبة في كلية لندن للاقتصاد، التقت بزوجها المستقبلي، وهو مسلم سني من صنعاء في اليمن، وبعد ستة أشهر تزوجا. وعلى الرغم من اعتناقها الإسلام، فإن خلفيتها اليهودية كانت مصدر خلاف مع أهل زوجها وأصبحت في النهاية مصدر عار لها"، على حد قولها.
وقالت "لم أتحدث بتاتاً عن أصولي وتراثي، لأنني كنت أعرف أنه إذا ما ذكرت ذلك سأتعرض للتنمر والكراهية".
وبعد طلاقها في عام 2014، عملت في وسائل الإعلام الإيرانية. وروت عن ذلك، "إيران متعطشة للغاية للدعم الغربي، لدرجة أنها ستتحدث مع أي شخص يحمل جواز سفر غربياً. وكنت على علم، آنذاك، أن وسائل الإعلام الإيرانية كانت تحاول تحويلي إلى آلة دعائية، ومن جهتي لعبت إلى حد ما مع الوقت".
إلى طهران
في عام 2017، وصلت شيكدم إلى طهران، مندوبة في مؤتمر حول القضية الفلسطينية في طهران، وكانت هذه واحدة من خمس رحلات قامت بها إلى إيران، وحسب ما قالت فقد كانت تتنقل من دون أي عوائق. والمؤتمر الذي شاركت فيه افتتحه خامنئي بالتنديد بإسرائيل ووصفها بأنها "ورم سرطاني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتروي شيكدم تفاصيل زيارتها الأولى إلى طهران، وتعهد الزعيم -أقوى رجل في إيران- بأن طهران لن تتوقف عن دعم حركة "حماس" و"حزب الله"، وعزا إليها نجاحات الحركة الوطنية الفلسطينية.
في هذا المؤتمر، شارك خالد مشعل، "زعيم حماس الإرهابي" وفق وصفها له خلال المقابلة، وكذلك الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل عام 2020. وتقول "لقد كان الجو ملائماً بشكل جيد مع آرائي الخاصة في ذلك الوقت".
وقالت شيكدم إنها كانت، خلال وجودها في إيران، حساسة لما يقوله الإيرانيون وغيرهم في الشرق الأوسط عن اليهود، لكنها كانت تبقى صامتة، "جنون ما يقوله الناس عن إسرائيل واليهود في إيران. لقد قال لي مثقفون إن لليهود قروناً وذيولاً. إنه أمر مخيف للغاية إلى أي مدى تمتد الكراهية".
تأييد إسرائيل
لقد حرصت شيكدم، خلال المقابلة المطولة معها، على تأكيد إخلاصها وحبها لإسرائيل من خلال ابنتها البالغة من العمر 17 سنة (من زوجها اليمني وولدت عام 2005 قبل طلاقهما بسبع سنوات).
فقد نسبت شيكدم الفضل بتغيير مواقفها السابقة والنظر برؤية أخرى تجاه إسرائيل إلى ابنتها. وذكرت أن ابنتها تعرضت للمرة الأولى لمقاطع فيديو مؤيدة لإسرائيل على موقع "يوتيوب"، في جيل المراهقة "لقد أشعل بي تفكيرها رحلة فكرية أوصلتني إلى رؤيتي الحالية للعالم. فقد بقيت تقول لي (لماذا تستمرين في مهاجمة إسرائيل بينما يهاجمون اليهود؟)".