مع زيادة الطلب على السكر وغيره من المواد الغذائية الأساسية في روسيا وخلو أرفف المتاجر بسبب تخزين الطعام، أظهرت بيانات اطلعت عليها وكالة "رويترز"، أن ما لا يقل عن خمس سفن تتجه نحو روسيا محملة بنحو 200 ألف طن من السكر الخام البرازيلي، من تجار أوروبيين، في ما يشكل نحو ضعف الواردات السنوية للبلاد من السكر.
في الأثناء، صرّح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيحذّر الجمعة نظيره الصيني شي جينبينغ من تدابير مضادة في حال قدّمت الصين "دعماً للهجوم الروسي" على أوكرانيا، خصوصاً من خلال إرسال مساعدة عسكرية لموسكو.
ودفعت الحرب في أوكرانيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التراجع عن وصفه لحلف شمال الأطلسي بأنه "ميت دماغياً" قبل نحو عامين، قائلاً إن هجوم روسيا أحدث "صدمة كهربائية" للحلف ومنحه وضوحاً استراتيجياً جديداً كان ينقصه.
ميدانياً، أعلنت سلطات مدينة ماريوبول الأوكرانية التي تحاصرها القوات الروسية، إجلاء 30 ألف شخص في غضون أسبوع، مضيفةً أنها لا تزال تجهل حصيلة قصف مسرح كان مدنيون يحتمون فيه الأربعاء. وتبحث فرق إنقاذ عن ناجين تحت أنقاض المسرح الذي قالت أوكرانيا إن غارة جوية روسية قوية ضربته، وهو ما نفته موسكو قائلةً إن هذه المزاعم "كاذبة".
في غضون ذلك، حذرت روسيا الولايات المتحدة من أن لديها القدرة على "وقفها عند حدها"، واتهمت الغرب بتأجيج مؤامرة شرسة معادية للروس.
وقال دميتري ميدفيديف، الذي تولى الرئاسة من 2008 إلى 2012، ويشغل الآن منصب نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، إن الولايات المتحدة أججت حالة رهاب من روسيا "مثيرة للاشمئزاز" في محاولة لتركيع موسكو. وقال ميدفيديف "لن تنجح المؤامرة، روسيا قادرة على وضع كل أعدائنا المتهورين في مكانهم".
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، روسيا بأنها "تتظاهر بالتفاوض" على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا مع مواصلة "استخدام الأسلحة".
هجمات غير مسبوقة
ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، نقلاً عن وزارة التنمية الرقمية، قولها إن المواقع الحكومية الروسية تتعرض إلى هجمات إلكترونية غير مسبوقة، وإن جهوداً تقنية جارية لفحص حركة تصفح المواقع من الخارج.
وتعرضت هيئات حكومية روسية وشركات مملوكة للدولة للاستهداف خلال الأحداث في أوكرانيا، وشهدت المواقع الإلكترونية للكرملين وشركة "أيروفلوت" للطيران وبنك "سبيربنك" انقطاعاً أو مشكلات مؤقتة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت الوكالة إن الوزارة تعمل على التكيف مع الظروف الجديدة في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية. وأضافت، "هذه الهجمة أقوى بضعفين أو ثلاثة أضعاف من أشد الأحداث خطورة من هذا النوع التي تم رصدها سابقاً".
حرب كلامية
ولم تحمل الساعات الماضية كثيراً من الأحداث الجديدة، سوى استمرار القصف الذي يطال المدن المحاصرة في أوكرانيا، إلا أن تصريحاً أدلى به الرئيس الأميركي جو بايدن كان الأكثر تداولاً بين السياسيين، إذ شن بايدن هجوماً على نظيره الروسي فلاديمير بوتين باعتباره "مجرم حرب"، وهو ما أثار غضب موسكو.
وسارع الكرملين إلى إدانة تصريحات الرئيس الأميركي التي وصفها بأنها "غير مقبولة ولا تغتفر".
ولم يتوقف تداول المفردة عند هذا الحد، إذ طالب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف المشرعين في الاتحاد الأوروبي بالعمل على تصنيف الرئيس بوتين "مجرم حرب" على خلفية الحرب أوكرانيا.
وتحدث ريزنيكوف عبر رابط فيديو قائلاً، "أناشد جميع أعضاء الهيئة البرلمانية الأوروبية تصنيف بوتين مجرم حرب". واستشهد بأمثلة منها ما قال إنها ضربة جوية روسية أمس الأربعاء لمسرح كان يؤوي 1200 امرأة وطفل على حد قوله.
تابعوا آخر التطورات الأوكرانية.