وافقت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا على علاج لـ"كوفيد-19" من إنتاج شركة "أسترازينيكا" يستند إلى الأجسام المضادة، للمرضى الذين يعانون من ضعف الاستجابة المناعية، وفق ما أعلنت، الخميس 17 مارس (آذار).
وذكرت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية أن قرار منح الموافقة على العلاج اعتمدته هيئة الخبراء الاستشارية العلمية المستقلة التابعة للحكومة بعد مراجعة الأدلة.
وحصل مزيج الأجسام المضادة، الذي يحمل اسم "إيفوشيلد"، على موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة لاستخدامه في الوقاية من عدوى "كوفيد-19" لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة أو لديهم تاريخ من الآثار الجانبية الخطيرة من لقاحات فيروس كورونا.
"صفر كوفيد"
أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، اليوم الجمعة، أن البر الرئيس سجل 2416 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا، مقابل 1317 في اليوم السابق. وقالت اللجنة، إن 2388 من الإصابات الجديدة انتقلت إليها العدوى محلياً، مقابل 1226 في اليوم السابق.
وسجلت الصين 1904 إصابات جديدة لم تظهر عليها أعراض مقابل 1310 في اليوم السابق. ولا تصنف الصين تلك الحالات على أنها إصابات مؤكدة. وبذلك يكون بر الصين الرئيس قد سجل حتى الخميس 126234 إصابة مؤكدة. ولم تسجل أي وفيات جديدة ليظل العدد ثابتاً عند 4636.
وفي سياق متصل، أمر الرئيس الصيني شي جينبينغ، الخميس، بمواصلة استراتيجية "صفر كوفيد" فيما تواجه الصين أسوأ تجدد لانتشار الوباء منذ الموجة الأولى عام 2020.
وتعالت أصوات في الأشهر الماضية مطالبة بتخفيف القيود، فيما تعتبر السلطة الشيوعية سياستها الصحية دليلاً على تفوق نظامها السياسي، مقارنة مع تجدد الموجات الوبائية في بقية أنحاء العالم.
ومنذ ظهور الحالة الأولى من "كوفيد-19"، تفرض السلطات إجراءات عزل مشددة وتجري فحوصات شاملة ومتكررة للسكان.
وأتاحت سياسة "صفر كوفيد" المتشددة للصين أن تحصر عدد الوفيات في البلاد بأقل من خمسة آلاف منذ بدء الوباء.
لكن المتحورة "أوميكرون" كانت وراء تجدد انتشار الوباء، إذ سجلت، الخميس، 2432 إصابة في الساعات الـ24 الماضية بحسب أرقام وزارة الصحة، وهي حصيلة مرتفعة بالنسبة إلى الصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أولوية
وقال الرئيس الصيني، الخميس، وفق ما نقلت عنه شبكة "سي سي تي في" الرسمية، "علينا دائماً مواصلة منح أولوية للناس وحياتهم والتمسّك بالدقة العلمية وسياسة صفر (كوفيد) الديناميكية ووضع حد لتفشي الوباء في أقرب وقت ممكن".
وأكد خلال اجتماع لكبار القادة الصينيين أن على بلاده "رفع مستوى الوقاية والمكافحة الدقيقة علمياً ومواصلة تحسين تدابير مكافحة الأمراض".
ودعا شي إلى "تعزيز قطاعات تكنولوجية رئيسة مثل التطعيم والفحوص السريعة وأبحاث تطوير الأدوية".
ولفت إلى الحاجة إلى زيادة "توجيهات الوقاية والمكافحة" للمناطق الأكثر تأثراً و"السيطرة سريعاً على المجموعات المحلية حيث يتفشى" الوباء.
وشدد على الحاجة إلى تعزيز تدابير الوقاية في نقاط الدخول مع ارتفاع عدد الإصابات في أوساط الأشخاص القادمين من الخارج.
ويأتي هذا التصريح فيما يخضع عشرات ملايين الصينيين لحجر صحي في مختلف أنحاء البلاد.
في خلال بضعة أيام، فرض إغلاق في 17 مدينة على الأقل بينها شنغن (جنوب) مدينة التكنولوجيا التي تعد 17.5 مليون نسمة.
التعايش مع الفيروس
وتفاقمت الأرقام، الخميس، إلى حد كبير بسبب الحصيلة من مقاطعة جيلين (شمال شرق) الواقعة على حدود كوريا الشمالية، الدولة التي تجنبت "كوفيد" حتى الآن بحسب سلطاتها.
أعلنت شنغهاي، أكبر مدن الصين، الخميس، عن 162 حالة جديدة لكن السلطات فرضت إغلاقاً على العديد من الأحياء.
وكان شارع بوند على ضفاف نهر هوانغبو المواجه لناطحات السحاب الشهيرة في المدينة، والذي يجتذب عادة أعداداً كبيرة من السياح، شبه مقفر.
وتلقي هذه الإجراءات المشددة بثقلها على الحياة اليومية والاقتصاد. وتأتي فيما هناك العديد من الأشخاص عالقون في أماكن عملهم أو في المطاعم في انتظار التمكن من الخضوع لفحص الكشف عن كوفيد، وانتظار النتيجة يمكن أن يصل إلى 48 ساعة.
ودعا عالم صيني رفيع المستوى في مطلع مارس الجاري إلى أن تسعى البلاد للتعايش مع الفيروس وأن تتخلى "في مستقبل قريب" عن استراتيجية "صفر كوفيد".
ولم يصب العديد من الصينيين بالفيروس ومناعتهم الجماعية مصدرها تقريباً اللقاحات المصنعة وطنياً كما كشف الخبير زنغ غوانغ الذي اعتبر بخصوص هذه النقطة أن الصين تضعف مقارنة مع الغرب.
وتجدد الوباء في الصين يأتي فيما تفلت فيه الإصابات عن السيطرة في هونغ كونغ (جنوب) حيث تغص المستشفيات بالمرضى وحيث يتهافت السكان على السوبرماركت خوفاً من فرض إغلاق.
وظهر الفيروس في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019 ونجحت السلطات في السيطرة عليه عبر فرض تدابير مشددة، ولم تعلن أي وفاة مرتبطة به على مدى أكثر من عام.