أعلن مجلس مدينة ماريوبول الأوكرانية إن القوات الروسية رحّلت الأسبوع الماضي، بالقوة آلافاً من المدينة المحاصرة، بعدما تحدثت روسيا عن وصول "لاجئين" من الميناء الاستراتيجي.
وقال المجلس في بيان على قناته على تليغرام في ساعة متأخرة من مساء السبت 19 مارس (آذار) الحالي، "خلال الأسبوع الماضي تم ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية. أخذ المحتلون بشكل غير قانوني الناس من حي ليفوبيريجني ومن الملجأ
في مبنى النادي الرياضي الذي كان يختبئ فيه أكثر من ألف شخص (معظمهم من النساء والأطفال) من القصف المستمر".
في المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية نوفوستي في الأسبوع الماضي، عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن حافلات تقل أشخاصاً وصفتهم بلاجئين من ماريوبول بدأت بالوصول إلى روسيا يوم الثلاثاء.
وقالت السلطات المحلية إن نحو 400 ألف شخص محاصَرون في ماريوبول المطلة على بحر آزوف منذ أكثر من أسبوعين ويختبئون في ملاجئ من القصف العنيف الذي قطع الإمدادات المركزية من الكهرباء والتدفئة والمياه.
منظومة "أس - 400"
على صعيد آخر، أفادت ثلاثة مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة أثارت بشكل غير رسمي مع تركيا الاحتمال غير المرجح بإرسال أنظمة دفاع صاروخي روسية الصنع من طراز "أس-400" إلى أوكرانيا لمساعدتها في محاربة القوات الروسية.
وقالت المصادر لوكالة "رويترز" إن المسؤولين الأميركيين طرحوا الاقتراح على نظرائهم الأتراك الشهر الماضي، لكن لم يتم تقديم طلب محدد أو رسمي. وأضافت المصادر أن هذا الاقتراح نوقش بشكل مقتضب خلال زيارة ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي، لتركيا في وقت سابق من شهر مارس (آذار) الحالي.
وطلبت إدارة الرئيس جو بايدن من الحلفاء الذين يستخدمون معدات وأنظمة روسية الصنع، بما في ذلك "أس -300" و"أس -400"، التفكير في نقلها إلى أوكرانيا مع محاولتها صد الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) الماضي.
وكانت هذه الفكرة، التي قال مراقبون إن من المؤكد أن تركيا سترفضها، جزءاً من مناقشة أوسع جرت بين شيرمان والمسؤولين الأتراك بشأن كيفية بذل الولايات المتحدة وحلفائها المزيد لدعم أوكرانيا وكيفية تحسين العلاقات الثنائية.
ولم تعلق السلطات التركية على أي اقتراح أميركي يتعلق بنقل أنظمة "أس-400" المملوكة لأنقرة إلى أوكرانيا والتي كانت نقطة خلاف منذ فترة طويلة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
موقف الصين
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية كما سيثبت الوقت ذلك وإن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول.
ونقل بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية، الأحد، عن وانغ قوله للصحافيين مساء السبت إن "الصين لن تقبل أي إكراه أو ضغط خارجي وتعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضد الصين".
وجاءت تصريحات وانغ بعد أن حذر الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة من "عواقب" إذا قدمت بكين دعماً مادياً لهجوم روسيا على أوكرانيا.
وقال شي خلال اتصال عبر الفيديو لبايدن إنه لا بد من انتهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، ودعا دول حلف شمال الأطلسي إلى إجراء حوار مع موسكو. ولكنه لم ينح باللوم على روسيا وذلك حسب بيانات أصدرتها بكين بشأن الاتصال.
وقال وانغ إن أهم رسالة بعث بها شي هي أن الصين تمثل دائماً قوة للحفاظ على السلام العالمي.
جهود الانقاذ
من جهة أخرى، تواصل فرق الإنقاذ والإطفاء الأوكرانية، منذ الجمعة، من دون توقّف، جهودها للبحث عن ناجين تحت أكوام الحجارة والقضبان الحديدية الملتوية في ثكنة عسكرية تعرّضت لقصف روسي في ميكولايف جنوب أوكرانيا.
وفيما لم تعلن السلطات بعد عن حصيلة نهائية لعدد الضحايا، قال جندي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه أخرج 50 جثة على الأقل من تحت الأنقاض، ورجّح آخر أن يكون القصف قد أودى بحياة نحو 100 شخص.
وفي الأسبوع الرابع من الحرب الروسية على أوكرانيا، الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً فيما يبدو النزاع السياسي مرواحاً مكانه. عمليات الإجلاء مستمرة، وتأمل أوكرانيا إخراج المدنيين السبت، 19 مارس (آذار)، من مناطق على خط المواجهة عبر 10 ممرات إنسانية.
وفي مدينة ماريوبول التي أكدت القوات الروسية دخولها بعد أيام من الحصار، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، إنه تم الاتفاق على ممر للمدينة على الرغم من فشل جهود إجلاء سابقة، إثر تبادل طرفي النزاع الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، حذرت المخابرات البريطانية من أن روسيا، المحبطة من عدم تحقيق أهدافها منذ شنها الهجوم في 24 فبراير (شباط)، تتبع الآن استراتيجية استنزاف ربما تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال ميك سميث الملحق الدفاعي البريطاني لدى الولايات المتحدة إن المخابرات البريطانية تعتقد أن روسيا فوجئت بالمقاومة الأوكرانية لهجومها، ولم تحقق حتى الآن أهدافها الأصلية. وأضاف في بيان "أُجبرت روسيا على تغيير نهج عملياتها وتتبع الآن استراتيجية استنزاف" من المحتمل أن تتضمن "الاستخدام العشوائي لقوة إطلاق النار مما سيؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين".
من جانبها ذكرت القيادة العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن القوات في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا إنها صدت عشر هجمات اليوم ودمرت 28 دبابة وناقلة جنود مدرعة وغيرها من المركبات، وقتلت ما يزيد على 100 جندي. كما قال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم السبت إن 847 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 1399 في أوكرانيا حتى يوم أمس الجمعة. وقال مكتب المدعي العام الأوكراني اليوم إن 112 طفلا قتلوا منذ بدء الهجوم. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.
وبالتوازي مع التصعيد العسكري، قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليه أوستينكو، في مقابلة تلفزيونية، إن بلاده قد لا تنتج محاصيل كافية للتصدير إذا تعطلت الزراعة هذا العام بسبب الهجوم الروسي.
أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فاعتير أن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستكون خطأً بعد الهجوم على أوكرانيا.
وفيما أعلنت روسيا للمرة الأولى، السبت، استخدام صواريخ "كينجال" فرط الصوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو من عواقب تستمر "أجيالاً عدة" في حال واصلت هجومها على بلاده، معتبراً أن الوقت حان لمناقشة السلام "جدياً".
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نشر على "فيسبوك" وتم تصويره في شارع مقفر ليلاً، إن "مفاوضات حول السلام والأمن في أوكرانيا هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها". وأضاف، "حان الوقت للالتقاء. حان وقت المناقشة. حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا"، محذراً من أنه "بخلاف ذلك فإن الخسائر التي ستتكبدها روسيا ستصل إلى حد يتطلب عدة أجيال لتتعافى منها".
وفيما حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، واشنطن المسؤولية في فرض موقفها على الحكومة الأوكرانية في المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف والتي تهدف لوقف الحرب في أوكرانيا، أعربت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، عن خشيتها من أن تكون هذه المحادثات مجرد "ستار دخاني" يستخدمه الكرملين قبل شن هجوم جديد.
وكان رئيس الوفد الروسي للمفاوضات مع أوكرانيا، والتي بدأت جولتها الرابعة الإثنين عن بُعد، أشار، مساء الجمعة، إلى "تقارب" في المواقف بشأن مسألة حياد أوكرانيا على غرار السويد والنمسا، وعن تقدم بشأن تجريد البلاد من السلاح، مشيراً في المقابل إلى "اختلافات" حول مسألة "الضمانات الأمنية" التي تطالب بها كييف. غير أن ميخايلو بودولياك، مستشار زيلينسكي والعضو في الوفد الأوكراني، قال إن "تصريحات الجانب الروسي ليست سوى مطالبهم في الأساس". وكتب في تغريدة، "موقفنا لم يتغير: وقف إطلاق نار وانسحاب القوات (الروسية) وضمانات أمنية قوية مع صيَغ ملموسة".
إليكم تغطيتنا للتطورات الأوكرانية عندما حدثت.