أعلنت خدمة الصحة العامة في إنجلترا، "أن أتش أس"، أنه ستعطى اعتباراً من الإثنين 21 مارس (آذار) جرعة رابعة من اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" لملايين الأشخاص، ممن تزيد أعمارهم على 75 عاماً، وكذلك لمن يعانون نقصاً في المناعة ويبلغون من العمر 12 عاماً وما فوق.
في المجموع، سيتمكن نحو خمسة ملايين شخص من تلقي الجرعة الرابعة، وسيُطلب من 600 ألف شخص أن يحددوا هذا الأسبوع موعداً لتلقي التطعيم، بحسب "أن أتش أس".
وقال وزير الصحة ساجد جويد، "بعد النجاح الهائل (للتطعيم) حتى الآن، نقترح حالياً جرعة معززة، خلال فصل الربيع هذا، لمن تخطت أعمارهم الخامسة والسبعين، وللذين هم أكثر ضعفاً، من أجل استكمال حمايتهم من هذا الفيروس".
وأشار إلى أن برنامج التطعيم "أنقذ عدداً لا يحصى من الأرواح وبنى جداراً دفاعياً سمح لنا بتعلم العيش مع كوفيد".
في إنجلترا، سيحصل البالغون المؤهلون لتلقي جرعة رابعة، على لقاحي "فايزر" أو "موديرنا"، بينما سيُعطى المراهقون الذين تراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً لقاح "فايزر".
وفي مؤتمر حزب المحافظين، السبت، في بلاكبول (شمال إنجلترا)، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، إن الحكومة "تستعد للجرعة الرابعة لأننا سنحتاج إليها".
وتضررت المملكة المتحدة بشدة من جائحة كورونا، إذ سجلت أكثر من 163 ألف وفاة بالفيروس.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية، الجمعة، إن عدد المصابين بفيروس كورونا ارتفع، أخيراً، في المملكة المتحدة، مع تسجيل مستويات قياسية من الإصابات في اسكتلندا.
وترتفع الإصابات مجدداً في أنحاء بريطانيا بسبب تفشي المتحورة "أوميكرون"، مع وجود إصابة واحدة بين كل عشرين شخصاً تقريباً. وارتفع عدد الحالات التي تستلزم الدخول إلى المستشفى، لكن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى عناية مشددة لا يزال منخفضاً.
حالتا وفاة في الصين
سجل بر الصين الرئيس، السبت، أول حالتي وفاة بـ"كوفيد-19" منذ أكثر من عام. ما يعكس خطورة التهديد الذي تشكله المتحورة "أوميكرون" بعدما تسببت بأعلى عدد من الإصابات في البلاد منذ بدء الجائحة.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية أن حالتي الوفاة سجلتا في مقاطعة جيلين في شمال شرقي البلاد التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في الإصابات، ما دفع السلطات إلى فرض إجراءات إغلاق أو قيود صارمة في مدن عدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهما أول حالتي وفاة بالفيروس أُبلغ عنهما في البر الرئيس للصين- باستثناء هونغ كونغ وماكاو- منذ 26 يناير (كانون الثاني) 2021.
وبذلك يصل إجمالي عدد الوفيات في البلاد بسبب الفيروس إلى 4638.
وسجلت الصين، السبت، 4051 إصابة جديدة بالفيروس، بينما أحصت 4365 إصابة في اليوم السابق، وفق لجنة الصحة الوطنية. وسجل أكثر من نصف الإصابات في جيلين.
ولطالما اعتد النظام الشيوعي الصيني بأن معدل الوفيات المتدني نسبياً في البلاد دليل على صلابة نظام الحوكمة الذي يعتمده والقائم على الحزب الواحد.
ووردت حالتا الوفاة في التقرير اليومي للجنة الصحة الوطنية، فيما لم تشر وسائل الإعلام الرسمية إليهما.
وظهر الفيروس للمرة الأولى في مدينة يوهان الصينية نهاية عام 2019، إلا أن الصين سيطرت عليه من خلال إغلاق الحدود وعمليات حجر طويلة وتدابير إغلاق محددة.
إلا أن المتحورة "أوميكرون" شديدة العدوى، تطرح تحدياً لفاعلية واستمرارية استراتيجية "صفر كوفيد" التي تعتمدها الحكومة.
إجراءات متنوعة
وتشهد الصين بكاملها أسوأ تفشٍ لـ"كوفيد-19" منذ الموجة الأولى التي اكتُشفت نهاية 2019.
وأمر الرئيس الصيني، الخميس، بمواصلة استراتيجية "صفر كوفيد" المتشددة التي سمحت لبلاده بأن تحصر عدد الوفيات على أراضيها بأقل من خمسة آلاف منذ بدء الجائحة، لكنه سمح أيضاً بنهج يعتمد "أهدافاً محددة".
ففي حين كان يُفرض الإغلاق التام عند تفش جديد، اتخذت السلطات عبر البلاد إجراءات متنوعة لمواجهة الموجة الأخيرة.
فاختار بعض المدن الإغلاق التام، وبينها شنغن المركز التكنولوجي الكبير في جنوب البلاد والبالغ عدد سكانها 17.5 مليون نسمة. إلا أن الإجراءات خففت جزئياً بعد كلام الرئيس الصيني.
فحوص جماعية في شنغهاي
في المقابل، انتقلت شنغهاي إلى التعليم عبر الإنترنت وفرضت فحوصات جماعية متجنبة بذلك الإغلاق التام.
وأشارت السلطات إلى أن المصابين بأعراض طفيفة يمكنهم أن يعزلوا أنفسهم في منشآت حجر مركزية، فيما كان يطلب من كل المصابين مهما كانت حدة أعراضهم التوجه إلى مستشفيات متخصصة.
إلا أن عشرات ملايين الأشخاص تلقوا الأوامر بملازمة منازلهم في الصين بسبب الموجة الجديدة التي أدت إلى ارتفاع الإصابات من أقل من مئة يومياً قبل ثلاثة أسابيع إلى آلاف عدة راهناً.
هونغ كونغ تعتزم مراجعة القيود
وتواجه هونغ كونغ صعوبات في احتواء موجة المتحورة "أوميكرون" التي تسببت بآلاف الوفيات في هذه المنطقة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وقالت زعيمة هونغ كونغ كاري لام، الأحد، إنها تعتزم مراجعة قيود "كوفيد-19" الإثنين، وذلك بعد أيام فقط من الاعتراف بأن مؤسسات مالية كثيرة بدأت "تفقد صبرها" إزاء السياسات المتعلقة بفيروس كورونا في المركز المالي.
وتطبق المدينة التي تحكمها الصين بعضاً من أكثر قواعد "كوفيد-19" صرامة في العالم مع حظرها الرحلات الجوية من تسع دول من بينها أستراليا وبريطانيا، إضافة إلى فرض حجر صحي في الفنادق لمدة تصل إلى أسبوعين للمسافرين المقبلين.
وفرضت المدينة أيضاً حظراً على التجمعات التي تضم أكثر من شخصين في الوقت الذي أغلقت فيه معظم الأماكن العامة بما في ذلك الشواطئ والملاعب وفرضت استخدام الكمامات وجعلت التعليم عن بعد.
واضطرت أنشطة كثيرة في جميع أنحاء المدينة إلى الإغلاق بما في ذلك الصالات الرياضية والمطاعم والحانات، بينما تقول أنشطة أخرى إنها تحتاج إلى تخفيف القيود حتى تستطيع البقاء.