حير "السبينوصورس"، أكبر ديناصور معروف آكل للحوم، وأقرب أقاربه العلماء لفترة طويلة وهم يحاولون فهم كيف عاشت تلك الوحوش المحبة للمياه حياتها واصطادت فرائسها.
وكان السؤال، هل خاضت تلك الوحوش في الأنهار والبحيرات مثل بعض الطيور، أم سبحت تحت الماء مثل فرس النهر أو التمساح؟
واتضح أن الإجابة كانت تكمن في عظامها، وبالأحرى في كثافة عظامها. وقال العلماء، الأربعاء، إن "السبينوصورس" وقريبه "باريونيكس" كان لديهما عظام مضغوطة بشدة، من المفترض أنها كانت تساعدهما على البقاء مغمورين تحت الماء أثناء السباحة مثل الضواري البرمائية التي تطارد فرائس كبيرة.
وكان الوحشان يعيشان في العصر الطباشيري (الكريتاسي) وينتميان لعائلة السبينوصوريات التي كانت تتمتع بوسائل تأقلم تشريحية مثل الفك الطويل، مثل التماسيح، والأسنان المخروطية لصيد الفرائس المائية.
لكن الباحثين اكتشفوا أن ديناصوراً آخر من نفس العائلة يسمى "سوكوميموس" كان يفتقر إلى تلك العظام الكثيفة المضغوطة وكان على الأرجح من المفترسات التي تخوض في المياه ولا تسبح تحتها مما يظهر درجة غير متوقعة من التنوع البيئي في نفس المجموعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعاش "السبينوصورس"، الذي كان طوله يبلغ نحو 15 متراً ويزن سبعة أطنان تقريباً، قبل 95 مليون سنة في أفريقيا. وكان تشريحه مغايراً لباقي الديناصورات، بتجويف حوض صغير نسبياً وساقين خلفيتين قصيرتين وذيل وأقدام مثل المجداف من أجل دفعه في الماء، وعمود فقري يشبه الشراع بطول مترين يمتد ناتئاً من ظهره.
وقال ماتيو فابري الباحث في علم الحفريات، في متحف فيلد في شيكاغو والذي قاد الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر، "هذا الحيوان غريب للغاية، ليس لدينا شيء حي اليوم يمكن أن نعتبره يشبهه ولو من بعيد".
ولتحديد أن كثافة العظام الشديدة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالوجود في الماء، جمع الباحثون بيانات حول 297 نوعاً من الحيوانات الحية والمنقرضة، من سكان البر وسكان المياه.
واكتُشف أن العظام المضغوطة سمة مميزة في الحيوانات التي تكيفت مع الحياة في الماء مثل الحيتان والفقمة وأفراس النهر والتماسيح والبطاريق ومختلف أنواع الزواحف البحرية المنقرضة.
ولم يُعثر على ديناصورات أخرى بكثافة عظام "السبينوصورس" و"باريونيكس"، مما يشير إلى أنها كانت الديناصورات الوحيدة التي اقتحمت عالم الأحياء المائية.