القوات الروسية تغادر محطة تشيرنوبل وجبهات القتال تتغير

في وقت تتبادل روسيا والغرب فرض العقوبات، المعارك العسكرية في أوكرانيا مستمرة. وقال المستشار بوزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسينكو، إن مدينة ماريوبول الجنوبية و"الممر" بين بلدتي إيزيوم وفولنوفاكا الشرقيتين أصبحا جبهتي القتال الرئيسيتين في البلاد. وأضاف، "(روسيا) تسحب قواتها من منطقة كييف، لكن من السابق لأوانه القول إن الشيء نفسه يحدث في منطقة تشيرنيهيف".

كما قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية "إنرجواتوم"، الخميس 31 مارس (آذار)، إن معظم القوات الروسية التي كانت تحتل محطة تشيرنوبل النووية غادرت المحطة متجهة إلى حدود بيلاروس ولم يتبقَ سوى عدد قليل منها على أراضي المحطة المعطلة. وأضافت أن القوات الروسية انسحبت أيضاً من بلدة سلافوتيتش القريبة حيث يسكن الأوكرانيون العاملون في تشيرنوبل.

سعياً لمواجهة العقوبات الغربية على بلاده، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 31 مارس (آذار)، أن على مشتري الغاز الروسي من دول "غير صديقة" أن تكون لديهم حسابات بالروبل في مصرف روسي اعتباراً من الأول من أبريل (نيسان)، مضيفاً أن موسكو لن تسلّم الغاز للدول الغربية التي ترفض الدفع بالروبل.

في المقابل، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن أوروبا ستواصل دفع ثمن الغاز الروسي باليورو أو الدولار.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن من جهته الخميس، أنه لا يصدق التعهدات التي أطلقتها روسيا في شأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيراً إلى أن قواته تتحضر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد.

وجاء إعلان زيلينسكي بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها ستلتزم اعتباراً من صباح الخميس وقفاً لإطلاق النار في ماريوبول، إفساحاً في المجال أمام إجلاء المدنيين من المدينة الأوكرانية المحاصرة، مما اعتبرته نائب رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشوك "تلاعباً".

وقال زيلينسكي في رسالة مصورة، "نحن لا نصدق أحداً، ولا حتى عبارة جميلة واحدة"، مشيراً إلى أن القوات الروسية تعيد انتشارها لمهاجمة إقليم دونباس الواقع شرق البلاد. وأضاف، "لن نتنازل عن أي شيء. سنقاتل من أجل كل شبر من أرضنا".

وتستعد كييف لإرسال 45 حافلة الخميس لإجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول، بحسب ما قالت فيريشوك في تسجيل مصور نشر على ""تيليغرام".

وعلى المدى المنظور، "نتوقع أن يزداد إطلاق النار على الوحدات الأوكرانية"، مع اعتبار "مهمة محاصرة مدينة تشيرنيهيف" هدفاً، بحسب ما قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية مساء الأربعاء.

وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونباس الأوكرانية، الخميس، أنهم يسيطرون على منطقة لوغانسك بشكل كامل تقريباً، إضافة إلى أكثر من نصف دونيتسك، لكن لم يكن من الممكن التحقق من هذه المعلومات فوراً من خلال مصادر مستقلة.

ومن المحتمل أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال أسبوعين لإجراء محادثات، بحسب ما أعلنت تركيا الخميس بعد استضافتها الطرفين الثلاثاء.

واعتبر مدير الاستخبارات البريطانية جيريمي فليمينغ، الخميس، أن مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يخشون إخباره بالحقيقة" في شأن استراتيجيته الحربية "الفاشلة" في أوكرانيا.

وأضاف، "لقد رأينا جنوداً روساً يفتقرون إلى السلاح ومعنوياتهم متدنية، يرفضون تنفيذ الأوامر ويخربون المعدات الخاصة بهم، بل ويسقطون طائراتهم من طريق الخطأ". وتابع، "حتى لو كان مستشارو بوتين يخشون إخباره بالحقيقة، فإن ما يحدث ومدى جسامة هذه الحسابات الخاطئة يجب أن يكونا واضحين تماماً للنظام".

ويكرر المسؤول البريطاني بذلك ما أدلى به في اليوم السابق مسؤول كبير في البيت الأبيض لجهة أن بوتين يتلقى معلومات مضللة حول مسار الحرب في أوكرانيا، لأن مستشاريه يخشون إطلاعه على الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبدتها روسيا.

ورداً على ذلك، اعتبر الكرملين الخميس أن من المقلق ألّا تفهم الولايات المتحدة طريقة عمل النظام في روسيا.

إليكم تغطيتنا للتطورات بشأن الحرب في أوكرانيا عندما حدثت.