انتقد الأوليغارشي الروسي اضطراه إلى تناول الطعام داخل مجمعه [منزله]، الذي تبلغ قيمته ملايين الجنيهات في الشمال اللندني، وهو ما اعتبره "إقامة جبرية" فعلية.
ويزعم الملياردير المولود في أوكرانيا ميخائيل فريدمان، الذي بلغت ثروته 9.3 مليار جنيه استرليني عام 2021، أنه لم يعُد قادراً على تناول العشاء في المطاعم، بعد حظر السلطات البريطانية بطاقات ائتمانه، وصار مرغماً على تناول وجباته في منزله الفيكتوري الطراز الكبير في Highgate .
واشترى البيت الواقع على الجانب الشمالي من هامبستيد، مقابل 65 مليون من الجنيهات الاستيرلينية، بحسب ما نشرت صحيفة "ذا تايمز" في أبريل (نيسان) 2016.
وفيما نقلت الصحيفة اليومية الإسبانية "إل باييس" عن فريدمان، قوله: "وجب على سلطات المملكة المتحدة أن توفر لي مبلغاً يمكّنني من ركوب سيارة أجرة وشراء الطعام، غير أنه لن يكفي بالمقارنة مع تكلفة العيش في لندن، إذ لا يمكنني حتى تسديد حساب مطعم، مما يوجب علي تناول طعامي في المنزل وهذا عملياً هو [في مصاف] الإقامة الجبرية".
الميلياردير من أغنى الرجال بروسيا، وهو أحد مؤسسي المجموعتين الروسيتين المتعددتي الجنسية، شركة الأسهم الخاصة "ليتروان" LetterOne ومجموعة "ألفا". وهو احتل المرتبة 128 في قائمة أغنياء العالم العام الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد أُرغم على التنحي عن منصبه مديراً لـ"ليتروان" مطلع الشهر الحالي بعدما جمّد الاتحاد الأوروبي أسهم تقدّر بـ20 مليار يورو، في تكتل [مجمع] شركات، تملك شركة "هولاند أند باريت" من بين شركات أخرى في أوروبا.
وصرّح ابن الـ 57 سنة، أن معاقبة الأوليغارشية الروسية، ستحمل نتائج عكسية [لن تجدي نفعاً]، إذ سترغمها فحسب على العودة إلى روسيا، مؤكداً أن حسبان أنهم [الأوليغارشيون] قادرون على ثني فلاديمير بوتين عن مواصلة عمليته العسكرية الشعواء في أوكرانيا، ضرب من الغباء.
كما أضاف: سيتعيّن على الأشخاص الذين فُرضت عليهم العقوبات العودة إلى روسيا حيث لن يملكوا خياراً سوى الولاء التام [للنظام] وحيث سيواصلون العمل، لأنهم أشخاص نشيطون ورائعون وموهوبون، وسيبادرون إلى تأسيس أعمال هناك وتوفير وظائف [خلق فرص عمل]".
و أردف: "أمضيت في لندن ثمانية أعوام، واستثمرت مليارات الدولارات في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، والرد على ذلك [جزاء عملي هذا] مصادرة أموالي وطردي".
وندد فريدمان، من موسكو بما أسماه "سفك الدماء"، وكان ذلك في 28 فبراير (شباط) أي بعد أربعة أيام فقط من بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وعلّق الملياردير على الأحداث السياسية، عبر رسالة إلكترونية بُعثت لموظفيه في "ليتروان"، ومقرها لندن، قائلاً: "أنا رجل أعمال، وقلما أدلي بتصريحات سياسية. و"الحرب لا تحمل أبداً حلاً"، على ما نقلت "ذا فايننشال تايمز".
وأضاف: "أنا لا أدلي بتصريحات سياسية، وأنا رجل مسؤول عن آلاف من الموظفين في روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك، أجد نفسي مقتنعاً بأن الحرب ليست الحل أبداً، وأن الأزمة ستكلف أرواحاً وتدمر دولتين شقيقتين منذ مئات السنين. وفي وقت يبدو الحل أثراً بعد عين إلى حد كبير ومخيف، لا يسعني سوى الانضمام إلى من يملك رغبة عارمة بوقف سفك الدماء. وأنا على يقين من أن شركائي يشاطرونني الرأي".
وذكر قطب الأعمال الروسي، أنه قضى 17 عاماً في أوكرانيا وهو ينحدر من أبوين أوكرانيين، يعيشان في مدينة لفيف الأوكرانية، وقال إنه مرتبط عاطفياً بالناس على طرفي الحدود [روسيا وأوكرانيا]، وإن الصراع الحالي سيكون "مأساة" على كليهما.
© The Independent