اتفقت أرمينيا وأذربيجان على بدء الاستعدادت لمفاوضات سلام تهدف إلى حل النزاع المستمر منذ ثلاثة عقود في منطقة ناغورنو قره باغ التي شهدت حربين، إحداهما في 2020.
فقد أُعلن ذلك الخميس 7 أبريل (نيسان)، بعد يوم من لقاء رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بوساطة من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، في بروكسل.
ويأتي الإعلان بعد تجدد التوتر في مارس (آذار) حول ناغورنو قره باغ، المنطقة الانفصالية في أذربيجان التي تسكنها غالبية أرمينية. وتتنازع يريفان وباكو على هذه الأراضي منذ التسعينيات. وأوقعت آخر حرب بينهما في خريف 2020 حوالى 6500 قتيل.
وأمر باشينيان وعلييف بعد محادثاتهما، وزيرَي خارجية بلديهما "ببدء التحضيرات لمفاوضات السلام بين البلدين"، كما أعلنت الخارجية الأرمينية في بيان.
وجاء في البيان أنه "تم التوصل إلى اتفاق خلال هذا اللقاء (...) لتشكيل لجنة ثنائية حول مسائل ترسيم الحدود"، وستكلف هذه اللجنة خصوصاً ضمان الأمن والاستقرار على طول الحدود.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن الأعمال جارية لبدء مفاوضات السلام، مضيفة أن الاتفاق المستقبلي سيرتكز على "المبادئ الأساسية التي اقترحتها أذربيجان في وقت سابق".
ترحيب
ورحب الكرملين، الخميس، بنبأ "إيجابي جداً"، لكن الناطق باسمه ديمتري بيسكوف قال "من الواضح أن العملية ستستغرق كثيراً من الوقت".
من جهته، أكد شارل ميشال في بيان أن "الرئيس علييف ورئيس الوزراء باشينيان عبّرا عن رغبتهما بالتقدم سريعاً نحو اتفاق سلام".
وتعتقد أوليسيا فارتانيان، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، أن الإعلان يشكل "تقدماً كبيراً حققه البلدان".
ويعتبر المحلل السياسي الأذربيجاني مهمن علييف أنه "تقدم ملموس كبير نحو اتفاق سلام، يتحقق للمرة الأولى بوساطة من الاتحاد الأوروبي".
الجهود الدبلوماسية
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وقّعت أرمينيا وأذربيجان اتفاقاً لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، وضع حدّاً لحرب استمرت ستة أسابيع بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين للسيطرة على إقليم ناغورنو قره باغ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوقع النزاع أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهزيمة قاسية تكبّدتها أرمينيا التي أجبرت على التنازل لأذربيجان عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ تسعينيات القرن الماضي.
وكانت يريفان وباكو عبّرتا في الأيام الماضية عن رغبتهما باستئناف جهودهما الدبلوماسية.
وتأتي هذه الضمانات بعد توتر جديد. فقد اتهمت موسكو في نهاية مارس أذربيجان بأنها انتهكت وقفاً لإطلاق النار تفاوض عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف النزاع في 2020. بموجب هذا الاتفاق تم نشر قوات حفظ سلام روسية في ناغورنو قره باغ.
احتجاج أرميني
من جانب آخر، اتهمت أرمينيا باكو بأنها قطعت الغاز عن ناغورنو قره باغ وحرمت السكان من التدفئة على الرغم من الصقيع.
ونفت أذربيجان هذه الاتهامات مشددة على سيادتها على المنطقة.
ومساء الثلاثاء، وعشية اللقاء بين باشينيان وعلييف، جاب آلاف الأرمن شوارع العاصمة يريفان للاحتجاج على تنازلات محتملة لأذربيجان.
وأعلنت منطقة ناغورنو قره باغ الجبلية وغالبية سكانها من الأرمن، انفصالها عن أذربيجان إثر تفكك الاتحاد السوفياتي، ما أدى إلى اندلاع حرب أولى في التسعينيات تسببت في مقتل 30 ألف شخص وشردت مئات الآلاف.
إضافة إلى التوترات بشأن هذه المنطقة، تندلع باستمرار اشتباكات بين البلدين على حدودهما، بسبب غياب الترسيم الدقيق للحدود.