في أول ظهور له، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إن المجلس سيسعى إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام، لافتاً إلى أنه هو مجلس سلام لا مجلس حرب، إلا أنه أيضاً "مجلس دفاع وقوة ووحدة صف، مهمته الذود عن سيادة الوطن وحماية المواطنين".
وقال العليمي إن "مجلس القيادة يعد الشعب بإنهاء الحرب وتحقيق السلام، من خلال عملية سلام شامل تضمن للشعب اليمني كافة تطلعاته". وأضاف في خطابه أن المجلس سيعمل على "معالجة التحديات في كل أنحاء اليمن من دون تمييز ومن دون استثناء".
وشكر العليمي "الرئيس السابق" عبد ربه منصور هادي، على "القرار الشجاع والثقة التي منحها" له ولأعضاء المجلس، مثمناً دور التحالف سياسياً واقتصادياً وإنسانياً.
الحرب في مأرب مستمرة
في المقابل، أعلن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تصديهما لهجوم حوثي هو الأعنف على محافظة مأرب منذ إعلان الهدنة الأممية.
ونقلت قناة اليمن الرسمية بياناً لمصدر عسكري قال إن ميليشيات الحوثي شنّت يوم أمس هجوماً هو الأعنف، وما زال مستمراً حتى اللحظة بعد محاولة الدفع بمجاميع متتابعة من مقاتليها للسيطرة على مواقع الجيش الوطني في مناطق العكد الرملي شرق سلسلة جبال البلق (جنوب مدينة مأرب).
وأوضح المصدر العسكري أن الميليشيات استبقت الهجوم بقصف مدفعي مكثف على الجبهة الجنوبية امتداداً إلى أطراف الجهة الغربية، إلا أنها فشلت في إضعاف التحصينات الدفاعية للجيش والمقاومة الشعبية.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، إنه يتابع المستجدات في مأرب والأنباء القادمة منها عن اشتباكات بقلق، داعياً الأطراف التي تقف خلفها إلى الالتزام بالهدنة.
هدنة بتصعيد
وعلى الرغم من إعلان التحالف العربي وقف العمليات العسكرية في اليمن امتثالاً للهدنة الأممية وسعياً لإنجاح المشاورات "اليمنية – اليمنية" التي عقدت في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ردت ميليشيات الحوثي بمزيد من التصعيد المسلح، وبالتحديد على التخوم الجنوبية لمحافظة مأرب (شرق البلاد) الغنية بالنفط، إضافة إلى استمرار هجماتها المتكررة التي تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت النفطية في السعودية. إذ أرسلت الجماعة العقائدية مسلحيها مزودين بآليات وعربات مدرعة ومنصات إطلاق صواريخ إلى المحيط الرملي لجبال البلق، ما اعتبرته الحكومة الشرعية خرقاً للهدنة الأممية مستفيدة من امتثال التحالف للهدنة وعدم استهداف التحصينات والتعزيزات الحوثية وفقاً لما أكده بيان الجيش اليمني.
خروقات بالعشرات
وكانت قوات الجيش الوطني قد رصدت "ارتكاب ميليشيات الحوثي 80 خرقاً للهدنة المعلنة خلال 24 ساعة الماضية في جميع جبهات القتال بمحافظات مأرب والجوف وصعدة وحجة والحديدة وتعز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتنوزعت الخروقات بحسب ما ذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة، بين 28 خرقاً في جبهات القتال بمحور تعز، و20 خرقاً في جبهات القتال غرب حجة، و12 خرقاً في جبهات القتال المحيطة بمأرب، و8 خروقات في محوري البرح وحيس بالحديدة، و9 خروقات في جبهات القتال شرق حزم الجوف، و3 خروقات في جبهة كتاف البقع.
وعيد حوثي جديد
وفيما كان اليمنيون يصوغون عقدهم السياسي والاجتماعي لعهد جديد في المشاورات التي جرت برعاية خليجية توجت بإعلان تشكيل مجلس رئاسي جديد مكون من ثمانية أشخاص يتولى قيادة البلاد، شنت الجماعة المدعومة من إيران هجوماً حاداً على القرارات وإجراءات التي خرجت بها مشاورات الرياض التي جرت بمشاركة جميع القوى والمكونات اليمنية المناهضة للحوثيين الذين رفضوا الحضور على الرغم من تكرار الدعوة الخليجية لهم.
وقالت الميليشيات، أمس الخميس، إن تفويض الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي خطوة "تدفع نحو التصعيد"، داعية الشعب اليمني إلى مواصلة ما وصفته بالقتال، وفقاً لبيان نشره المتحدث باسم الميليشيات محمد عبد السلام، في صفحته على "تويتر".
وكرر البيان اشتراطات الميليشيات لأي عملية سلام في البلاد، التي يحصرها في وقف التحالف لعملياته قبل الجلوس على طاولة الحوار.
ترحيب يمني ودولي واسع
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد فوّض سلطاته إلى مجلس رئاسي، الخميس، في تحركات تهدف إلى دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإحياء المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب.
وقال هادي، "أفوض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".
ويتألف المجلس الرئاسي من ثمانية أعضاء، برئاسة الوزير السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي، ويتسلم المجلس، إضافة لصلاحيات الرئيس صلاحيات نائب الرئيس الذي أعفي من منصبه.
وشهد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ترحيباً دولياً واسعاً، لاعتباره خطوة على طريق إنهاء الحرب اليمنية الدائرة منذ سنوات طويلة منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على الحكومة المعترف بها دولياً. إذ رحبت كل من السعودية والكويت والإمارات ومصر والمجلس الوزاري الخليجي والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإعلان عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، "إن الولايات المتحدة تدعم تطلعات الشعب اليمني إلى قيام حكومة فعالة وديمقراطية وشفافة تضم أصواتاً متنوعة من السياسيين والمجتمع المدني"، مضيفاً أن الأهم في الأمر أن اليمنيين يستحقون حكومة تحمي الحقوق والحريات، جنباً إلى جنب مع تعزيز العدالة والمساءلة والمصالحة".