رصد علماء فلك أبعد مجرة تكتشف على الإطلاق وتبعد 13.5 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وفق ما ذكرت دراسة نُشرت، الجمعة، الثامن من أبريل (نيسان)، ويتعين تأكيد نتائجها من خلال عمليات رصد أكثر تقدماً.
وبعد أكثر من 1200 ساعة روقبت خلالها السماء عبر أربعة تلسكوبات، رصد "HD1"، وهو جسم شديد السطوع "يتطابق لونه الأحمر مع خصائص مجرة تبعد 13.5 مليار سنة ضوئية"، بحسب ما يوضح مكتشف المجرة يويتشي هاريكانه في بيان نشرته على هامش الدراسة الجمعية الفلكية الملكية.
تحديد عمر المجرة
وأكدت بيانات إضافية جمعها مرصد "ألما" في تشيلي نتائج الدراسة الجديدة، إذ تبعد مجرة "HD1" أكثر مما تبعد مجرة "GN-z11" التي كانت حتى هذا الاكتشاف أبعد مجرة على الإطلاق، بـ100 مليون سنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتكون مجرة "HD1" بالتالي قد تشكلت بعد 300 مليون سنة من الانفجار العظيم، والذي شكل فترة نشأة الكون، واستغرق الضوء الذي ينبعث منها 13.5 مليار سنة ليصل إلى الأرض.
وبهدف تحديد عمر المجرة، قاس العلماء الانزياح الأحمر الخاص بضوئها الأصلي. ومع تمدد الكون، تتسع المسافة بين الأجسام. وكلما عدنا بالزمن إلى الوراء، ازدادت المسافة بين الأجسام وامتد ضوؤها أكثر متحولاً إلى أطوال موجية تصبح حمراء بشكل متزايد.
ويقول عالم الفيزياء الفلكية في جامعة طوكيو وأحد معدي الدراسة المنشورة في مجلة "أستروفيزيكل جورنال"، يوتشي هاريكانه، "عندما رصدت اللون الأحمر شعرت بالقشعريرة".
لغز بحاجة لحل
لكن مشكلة واحدة تبرز في ظل هذا الاكتشاف، إذ رصد العلماء كذلك كثافة قوية بشكل غير اعتيادي للإشعاع فوق البنفسجي في المجرة، ما يمثل علامة على نشاط لم تتطرق إليه النماذج النظرية الخاصة بتشكيل المجرات.
وطرح معدو الدراسة بالتالي فرضيتين، تشير الأولى إلى أن المجرة كانت ستشكل أرضاً خصبة لتكون النجوم بشكل خاص وتشكيل نحو 100 منها سنوياً، وهو معدل أعلى بعشر مرات من المتوقع. ويمكن أن تمثل هذه النجوم "جمهرة النجوم الثالثة" التي لم يتمكن علماء الفلك من رصدها.
ويوضح معد الدراسة الرئيس فابيو باكوتشي من مركز هارفارد للفيزياء الفلكية في الولايات المتحدة، أن هذه الأجيال الأولى من النجوم هي "أكبر وأكثر إشراقاً وسخونة من النجوم الحديثة".
أما الفرضية الثانية، فتتمثل في وجود ثقب أسود هائل في وسط المجرة، والذي من خلال ابتلاع كميات هائلة من الغاز يصدر إشعاعاً فوق بنفسجي قوياً.
لكن لحدوث هذه الظاهرة، ينبغي أن يكون الثقب الأسود يعادل بالحجم 100 مليون من كتلة الشمس. وفي هذا الإطار، تقول عالمة الفيزياء الفلكية فرانسواز كومبس من مرصد "Paris-PSL"، والتي لم تشارك في إعداد الدراسة، إن "الوصول إلى حجم مماثل في وقت قصير جداً احتمال بعيد".
ولإزالة الالتباسات، أصبحت مجرة "HD1" هدفاً لتلسكوب "جيمس ويب" الفضائي الذي يتمتع بقدرة لا مثيل لها على رؤية الكون البعيد جداً.