نشرت صحيفة "صنداي تايمز" عرضاً لكتاب نيللي لحود "أوراق بن لادن: كيف كشفت غارة أبوت آباد الحقيقة حول القاعدة وزعيمها وحياته العائلية".
ويتضمن الكتاب، الذي وضعته المؤلفة بعد اطلاعها على ما حملته القوة الأميركية التي أغارت على منزل أسامة بن لادن في باكستان وقتلته من أقراص صلبة لأجهزة كمبيوتر، تفاصيل كثيرة عن أيام بن لادن الأخيرة.
تقول كاتبة العرض في الصحيفة إنه لولا 18 دقيقة إضافية للقوة الخاصة التي قتلت بن لادن، لما كان ممكناً التعرف إلى هذا الكم من المعلومات. فقد كانت المهمة محددة بأن تتم في 30 دقيقة، وبعدما أبلغت القوة قيادتها في أميركا أن المستهدف قُتل، ذكروا أن هناك كمية كبيرة من الأجهزة، كمبيوترات وغيرها، في الطابق الثاني. وقررت القيادة أن هذا كم معلومات لا يمكن تركه، وأمهلت القوة مدة إضافية لتجمع كل تلك المواد وتعود بها من البيت السري لبن لادن في أبوت آباد.
وحين فُضّت السرية عن تلك المواد، قامت المؤلفة المتخصصة في شؤون تنظيم "القاعدة"، بمراجعة 96 ألف ملف رقمي من بينها آلاف الصفحات باللغة العربية وتتضمن كراسة بخط اليد تدوّن المناقشات العائلية في الشهرين الأخيرين من حياة أسامة بن لادن، إضافة إلى تسجيلات لاتصالات مختلفة.
من بين ما ذكره الكتاب كيف أن ابنة أسامة بن لادن البالغة من العمر 19 سنة قالت له إن عليه إعادة تسجيل أحد بياناته لأن صوته يبدو متعباً. أو نصحته مرة بأنه "ممكن للبعض من الأجيال الجديدة أن يكون مؤمناً بالتغيير السياسي من دون حاجة للجهاد".
عجوز عاجز
تقول الصحيفة عن الصورة التي يرسمها الكتاب لأسامة بن لادن في أيامه الأخيرة: "نرى رجلاً تقدم في السن محصوراً في مخبئه في أبوت آباد، لا يعرف بمن يثق وعاجز عملياتياً. فمعظم قيادات تنظيمه في السجون والآخرون قتلتهم الطائرات المسيّرة، في الأغلب لفشلهم في التزام القواعد الأمنية الأساسية. كل ذلك بينما شركاؤه حول العالم لا يمكن السيطرة عليهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تشير المؤلفة إلى أنها اطلعت على كتابات بخط اليد تفيد بأن فكرة إرسال الطائرات لتدمير المباني في 11/9 كانت فكرته. ويبدو ذلك مناقضاً تماماً لما هو ثابت عن دور العقول المدبرة لهجمات سبتمبر (أيلول) من خالد شيخ محمد وقريبه رمزي يوسف اللذين حاولا في التسعينيات تفجير 11 طائرة أميركية في وقت واحد.
يذكر الكتاب كيف أن رد الفعل الأميركي بعد الهجمات كان غير متوقعاً من بن لادن و"القاعدة". ثم جاء انهيار حركة "طالبان" وفرار من تبقّى من تنظيم "القاعدة"، بعضهم إلى إيران، التي اعتقلتهم لتستخدمهم كورقة مساومة.
وتقول المؤلفة إن تنظيم "القاعدة" ليس مسؤولاً عن هجمات مدريد في 2004 ولا تفجيرات القطارات في لندن في 2005، لأنها لم تعثر على شيء في الملفات يشير إلى تلك الأحداث. كما أن التنظيم في ذلك الوقت كان في وضع بائس ويفتقر إلى الأموال بشدة.
كما يبرّئ الكتاب الاستخبارات العسكرية الباكستانية من أنها كانت على علم بوجود بن لادن في أبوت آباد، على الرغم من أن المؤلفة تشير إلى بعض الوثائق التي من بينها رسائل من بن لادن للاستخبارات العسكرية الباكستانية.
تأثير العائلة
توضح الصحيفة في عرضها لكتاب "أوراق بن لادن" أن قراءته ربما تبدو مملة ومضجرة، لكن الجزء الخاص بعائلة أسامة بن لادن شيق جداً.
يستطرد عرض الصحيفة في هذه الجزئية "نرى رجلاً يصارع كي يعيد بناء تنظيمه، مستغلاً ذكرى مرور عشر سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر باعتبارها مناسبة مهمة، وفي الوقت ذاته يحاول إعادة بقية أفراد أسرته من إيران. أما داخل المجمع السكني (الذي يعيش فيه في أبوت آباد)، يتذمر ابنه الأكبر بالشكوى لأنه لا يستطيع المغادرة كي يتزوج، والأبناء مضغوطون لا يُسمح لهم بإثارة جلبة أو علو الصوت، بينما زوجته الثانية تحاول وضع جدول لحصص الدراسة وشقيقاه المسؤولان عن تأمينه في حالة استياء".
ويشير الكتاب، بحسب عرض "صنداي تايمز"، إلى حال الاضطراب واللغط مطلع عام 2011. ويضيف "حين اندلعت ثورات الربيع العربي في غالبية دول الشرق الأوسط، لم يكُن (أسامة بن لادن) يعرف كيف يتخذ موقفاً، وأخذ يمزق بياناً تلو بيان له، بينما ابنته المراهقة تنصحة بأن يستمر في المحاولة".
بالطبع لا يغطي عرض الصحيفة كل الكتاب الذي يقع في 362 صفحة. لكن الصحافية التي كتبت عرض الكتاب تكرر في تقريرها أن الجزء الخاص بحياة بن لادن الأسرية في أيامه الأخيرة هو الأكثر جاذبية.